يقف المسجد العمري التاريخي بمدجينة قوص محافظة قنا شاهدا على إهمال آثار أقليم الصعيد وبقية المساجد التاريخية والأثرية في الأقاليم المشابهة، قالمسجد اليوم مهدد بالانهيار الكامل، حيث اتضح أن المسجد يطفو في بركة من مياه المجاري كشف عنها عملية حفر أظهرت وجود مياه صرف صحي ومياه جوفية أسفل المنزل المجاور للمسجد، وهو ما يهدد أساسات المسجد.

وقال تقرير نشره منصة "الموقف المصري" إن المياه ستدخل من أسفل المسجد من خلال الحفرة، وبالتالي هناك ضرورة لتدخل رسمي لحماية المسجد وترميمه.

ونقل الموقع عن تقارير أن سبب الحفر هو اكتشاف واقعة تنقيب عن الآثار الإسلامي حول المسجد من منزل قريب منه!

وأضافت المنصة أن المسجد مهدد بالانهيار نتيجة الحفر وبحسب مفتش الآثار الإسلامية الذي اتصل بالجهات المسؤولة لإبلاغها وعلى رأسها رئيس قطاع الآثار الإسلامية ليشكل لجنة للمعاينة.

وبالفعل تشكلت لجنة لمعاينة الواقعة ورفعها للنيابة التي حررت محضر برقم  2646 إداري مركز قوص، لكي تقرر النيابة معاينة المبنى من جانب المجلس الأعلى للآثار وأخرها تقاعس موظفي الوزارة فتحول القرار إلى المحكمة المعنية.

تقرير اللجنة قال إنه أعمال حفر تمت داخل المسجد، وعليه اتلفت حائط المسجد، ولكن يظل الخطر على المسجد وهو ما يعني استمرار وجود قطع عرضي في الحائط وهدم سبعة مداميك بحائط المسجد الأثري، وكسر في الحائط بمسافة 3.5 متر.

وعن الإهمال قال "الموقف المصري" إن "الخطاب بدل ما يتبعت لمكتب الآثار الإسلامية وصل عن طريق الخطأ لمكتب الآثار المصرية، وبالتالي تشكلت لجنة عن طريق الخطأ لإجراء المعاينة وكتبوا تقرير بلا فائدة".

وأوضحت أنه قبل أن يتم تدارك الخطأ وتشكيل لجنة مختصة من مكتب الآثار الإسلامية، وأن الجهد يعود فلي ذلك إلى مفتش الآثار نفسه الذي قدم شكاوى للنيابة الإدارية ووجه تلغرافات للنائب العام.


صدفة وراء الاكتشاف

ولفتت المنصة إلى أن العثور على عصابة التنقيب عن الآثار كانت وراء المشف عما يهدد المسجد العمري وهو جامع أثري من العصر الفاطمي، وهو ما استدعى لدى المراقبين واقعة الإهمال التي تعرض لها الحمام العثماني الأثري بقنا حتى شطبته الآثار الإسلامية وهدنته بشكل كامل.

وأكدت المنصة أن ذلك بات متبعا من حكومة السيسي التي تسعى لإخلاء مسؤوليتها من الأثر فتقوم بعدم تسجيله أو شطبه لينفي عنه أثريته.!!

 

توصيات

وأوصت المنصة بسرعة تحرك الجهات المختصة لترميم أثر بحجم المسجد العمري وقدره من الأهمية، وفي مقدمة من ندبتهم "مجلس الوزراء" و"أهل الاختصاص"..

ودعت إلى توجيه الانفاق الضخم إلى الآثار الموجودة فعليا وليس في "مجالات مختلفة ممكن متكونش أولوية"، متساءلة عن حقيقة "الاهتمام بالمتاحف الجديدة وإعادة تقدم التاريخ زي ما شوفنا في موكب المومياوات وغيره، فهل بس دا نوع الاهتمام بالآثار اللي موجود؟".

وحثتهم على البدء وفق المنطق مشيرة إلى "إنقاذه من الهدم وإعادة ترميمه مش مكلفة أبدًا، لكنها محتاجة إرادة حقيقية وتقدير حقيقي لأهمية آثارنا أيًا كان عصرها وحجمها".

 

باب الإهمال بالأقاليم

وقالت: "المسجد العمري في قوص بقنا كذلك بيفتح الباب للتذكير بالمشكلات والإهمال الكبير اللي بتتعرض له الآثار في الأقاليم والمحافظات خاصة في الصعيد، واللي بحاجة لخطط واضحة لحصر هذه الآثار وإعادة تأهيلها وفتحها للزوار مرة أخرى لأنه زي ما الآثار دي لها أهمية حضارية وثقافية فلها أهمية اقتصادية كذلك!".

وحذرت من أن "الإهمال المترسخ في ثقافة التعامل مع الأثار في مصر". 

وأوضحت أن "الفوضى المؤسسية كان من أبرز نتائجها أن جهات لا علاقة لها بالآثار أو العمران أو التاريخ شغلها الشاغل هو المقاولات"، وأن ذلك كما (الهيئة الهندسية) التي قالت أنها "تقفز على اختصاصات المؤسسات...

 

تحفة فنية

ومسجد العمري بمركز قوص واحد من أعرق الآثار الإسلامية في مصر وليس فقط البناء يعود للعصر الفاطمي بل إن المسجد غني بالعديد من الآثار الفاطمية والمملوكية، وأهمها منبر المسجد الذي يعتبر من أقدم منابر مصر المؤرخة وإنشئ سنة 550 هـ، بجانب كونه تحفة فنية.

ومحراب المسجد يرجع للعصر المملوكي وبه كرسي مصحف يرجع للقرن الثامن الهجري، إضافة لعمود رخام فوقه طبلية يعود لسنة 473 هجري.

وبنى المسجد بدر الدين الجمال أمير الجيوش في عهد المستنصر بالله، بالإضافة إلى قبة بديعة ولوح رخامي تذكاري في الجانب الشرقي بيرجع لسنة 717 هـجري ضمن عدد كبير من الألواح التذكارية داخل المسجد.