في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لحصاره الاقتصادي والمعيشي على الشعب الفلسطيني في غزة، يسعى الاحتلال، بفشل واضح، لكسر إرادة الفلسطينيين. وفي هذا السياق، تركز أوساطه الأمنية والاستخبارية على ملاحقة المقاومة الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة، مشيرةً إلى دعم بعض الدول لها، وعلى رأسها تركيا. حيث لا يتردد الاحتلال في التحريض على أنقرة، زاعمًا أنها تحتضن قادة حماس وتساعدهم في تنظيم تحركاتهم المالية. محاولة شيطنة تركيا دعا الكاتب الإسرائيلي دين شموئيل ألماس في مقالته بمجلة "غلوبس" إلى الحذر من أنشطة حماس في تركيا، حيث يعتبر أن إسطنبول تعد "أنبوب الأوكسجين المالي" للحركة. وفي خضم حرب السيوف الحديدية التي خاضتها حماس، أكد ألماس أن الحركة تلقت ضربات مؤلمة، لكنها لا تزال تجد ملاذًا آمنًا في تركيا. ووفقًا له، فإن أنقرة تقدم دعمًا سياسيًا للجناح السياسي لحماس، رغم محاولاتها الظاهرة لفصل الجناحين السياسي والعسكري. ألماس يستند في مزاعمه إلى أن تركيا منحت جوازات سفر تركية لكبار مسؤولي حماس، مما يسهل حركتهم ويزيد من تعقيد مهمة الاحتلال في ملاحقتهم. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد التقرير أن حماس تدير أصولًا مالية تتجاوز نصف مليار دولار، موزعة على دول عدة تشمل تركيا وقطر ولبنان، مما يعزز قدراتها المالية ويدعم نشاطها المقاوم. التهديدات الأمريكية كما يشير التقرير إلى جهود الولايات المتحدة لوقف تمويل حماس، حيث تم عقد اجتماع بين كبار المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم في النظام المصرفي التركي، مع توضيح أن تركيا تحتاج إلى اتخاذ خطوات لوقف هذا التمويل إذا كانت ترغب في الحفاظ على علاقتها بالأسواق المالية الأمريكية. ولكن، تبدو البنوك التركية غير مكترثة بالتهديدات الأمريكية، خاصة بعد اتهامها في الماضي بالاحتيال وغسل الأموال لصالح إيران. موقف تركيا من حماس لا يتوافق تصنيف الولايات المتحدة لحماس كمنظمة إرهابية مع الموقف التركي، حيث ترفض أنقرة اعتبار الحركة إرهابية، وتؤكد أنها تدعم حقوق الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال. ويشير الخبير التركي تشاي إيتان كوهين يانروجاك إلى أن تركيا تعتبر أن الحركات الكردية في شمال سوريا هي التهديد الحقيقي، وليس حماس. اتفاقات تجسس غير محددة تحدث التقرير عن اتفاق أمني بين المخابرات الإسرائيلية والتركية، حيث تضمن عدم استخدام الموساد لأراضي تركيا لاستهداف الفلسطينيين. لكن الوجود العلني لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن خلال تشييع إسماعيل هنية في الدوحة، ولقاءهما مع كبار مسؤولي حماس، يشير إلى أن هناك تعاونًا واضحًا بين تركيا وحماس. في النهاية، يتضح أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بشتى الطرق شيطنة المقاومة الفلسطينية عبر استهداف تركيا، وهي دولة تدعم حقوق الفلسطينيين. بينما تواصل المقاومة جهودها في مواجهة الاحتلال، تبقى تركيا ملاذًا آمنًا لقادة حماس، مما يزيد من التعقيد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. إن دعم المقاومة الفلسطينية من قبل الدول العربية والإسلامية، وخاصة تركيا، يعد أمرًا أساسيًا في مواجهة سياسة الإبادة التي ينتهجها الاحتلال، مما يجعل من هذه المسألة قضية حيوية تتطلب المزيد من التنسيق والدعم على الساحة الدولية.