في مشهد غير مألوف خلال موسم تخفيضات "البلاك فرايداي"، بدت منطقة روكسي بمصر الجديدة هادئة على غير العادة، رغم إعلان المحال التجارية عن خصومات كبيرة.
التوقعات المرتفعة بموسم تسوق نشط اصطدمت بواقع الركود الاقتصادي، حيث لم تفلح اللافتات الحمراء الجاذبة ولا العروض المغرية في استقطاب المستهلكين الذين أثقلتهم الأعباء المعيشية.
 

تراجع ملحوظ في الإقبال
أشار محمد نبيل، صاحب محل ملابس في روكسي، إلى أن الإقبال هذا العام أضعف بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، وأرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات الذي أدى إلى تراجع القدرة الشرائية.

وأوضح نبيل أن محله يقدم خصومات تتراوح بين 20% و50% على منتجات معينة، إلا أن العروض لم تلقَ الاستجابة المتوقعة، مؤكدًا أن المنتجات المستوردة من مصانع أخرى يصعب تقديم خصومات عليها بسبب ارتفاع تكلفتها.

هدير شعيب، موظفة في أحد متاجر الملابس الشهيرة، أكدت أن "البلاك فرايداي" هذا العام شهد تراجعًا كبيرًا في الإقبال مقارنة بمواسم أخرى مثل رمضان، الذي يشهد نشاطًا ملحوظًا استعدادًا لعيد الفطر.

وأوضحت أن المحل يقدم عروضًا مبتكرة، منها "اشترِ قطعتين واحصل على قطعة هدية"، إلا أن ارتفاع الأسعار بشكل عام حال دون تحفيز الكثير من العملاء.
 

الأحذية ليست بمنأى عن الركود
في قطاع الأحذية، لم يكن الوضع أفضل حالًا، محمد عبد الله، صاحب أحد المحال، أعرب عن استيائه من ضعف الإقبال، رغم تقديمه خصومات تصل إلى 50% على بعض المنتجات، وأوضح أن متوسط أسعار الأحذية يتراوح بين 400 و1300 جنيه، مع تركيز العروض على الأحذية الصيفية وبعض القطع الشتوية كـ"البوت" و"الهاف بوت".

من جهته، أشار أحمد باسم، صاحب محل آخر، إلى أن "البلاك فرايداي" لا يزال موسمًا مهمًا للتسوق، لكنه شهد هذا العام تراجعًا بنسبة 50% مقارنة بالمواسم السابقة، وأكد أن العروض تقتصر على منتجات محددة، في حين تبقى المجموعة الجديدة خارج الخصومات.

خالد فايد، نائب رئيس شعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية، وصف تراجع الإقبال هذا العام بأنه غير مسبوق، حيث انخفض بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي.
وأرجع فايد ذلك إلى ارتفاع الأسعار المستمر الذي أثر على ميزانية الأسر المصرية، وأضاف أن الخصومات المطروحة تتراوح بين 10% و50%، لكنها لم تكن كافية لإنعاش حركة الشراء.