في خطوة مفاجئة في ظل النظام الاستبدادي، توصلت سلطاته الأمنية وأجهزته السيادية إلى نمط جديد لمحاولة "تفنيد" انسحاق حقوق الإنسان في مصر، فسمحت لسناء سيف، شقيقة الناشط المسجون في القاهرة، علاء عبدالفتاح، بالوصول إلى شرم الشيخ بالتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب27”، فجر الاثنين 7 نوفمبر 2022، وهي التي قضت في سجون الانقلاب نحو 3 سنوات.

وانتظرت وسائل إعلام غربية وصول "سيف" إلى مطار شرم الشيخ الدولي خلال ساعة مبكرة من صباح، الاثنين، فقالت في مقابلة مع وكالة "رويترز" إنها موجودة “للضغط على جميع القادة القادمين، وخاصة رئيس الوزراء (البريطاني) ريتشي سوناك” من أجل الإفراج عن شقيقها علاء.

وعبرت سناء عن سعادتها بالوصول إلى مكان لم تكن تحلم بالوصول إليه بظل القبضة الأمنية وهو ما تحقق بسبب الإحراج العالمي الذي يمكن يتسبب به اعتقالها أو التكتم على وصولها أو منع وصولها من الأساس فقالت: “أنا سعيدة لأني هنا. لقد نجحت. آمل أن يتحقق ذلك مع علاء أيضا. أنا هنا لأبذل قصارى جهدي لمحاولة إلقاء الضوء على قضية أخي وإنقاذه. اليوم أخذ كوب الأخير وأنا قلقة حقا”.

وأضافت وكالة رويترز إن المسؤولين المصريين لم يردو على مكالماتها الهاتفية للتعليق على قضيته لكنهم قالوا في وقت سابق إنه كان يتلقى وجبات الطعام وتم نقله إلى سجن بظروف أفضل خلال وقت سابق من هذا العام.


وبحسب شقيقتها منى سيف، تسعى سناء سيف لتنظيم فعالية مع منظمة العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش” وقافلة المناخ الألمانية للدفاع عن قضية شقيقها.

وقالت شقيقتهما منى عبر تويتر: “نأمل أن يخرج من السجن بأمان قريبا. كل ما نطلبه هو إنهاء هذه الحقبة وأفراد العائلة جميعها بأمان”.

والأحد، حذرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، القاهرة في مؤتمر صحفي من أنه “لم يعد هناك الكثير من الوقت، 72 ساعة على الأكثر لاطلاق سراحه. إذا لم تفعل (السلطات المصرية) ذلك، فإن موته سيكون في كل مناقشات مؤتمر كوب27”.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريتشي سوناك، تعهد بالعمل على إطلاق سراح المواطن البريطاني علاء عبدالفتاح، من السجون المصرية، بحسب منى سيف.

وقالت منى على تويتر: “تلقينا رسالة من رئيس الوزراء ريشي سوناك تتعهد فيها بالدعوة للإفراج عن علاء “على أعلى المستويات” وإنهاء “معاملته غير المقبولة”.

وتوقف عبدالفتاح “عن تناول الـ100 سعرة حرارية في اليوم اعتبارا من يوم 6 نوفمبر مع بداية قمة المناخ سيضرب تماما عن المياه”، حسبما ذكرت سويف.

ونال عبد الفتاح الجنسية البريطانية في أبريل، وكان حينها في السجن، علما أن والدته مولودة في بريطانيا.


وقال الصحفي سليم عزوز معلقا عبر "تويتر"، "سناء سيف شقيقة علاء عبد الفتاح تصل الى شرم الشيخ قادمة من لندن.. فين المدني اللي هنا؟!.. ليه توصلها لكده؟، وكان يمكن أن تتعلم السياسة من كلام الأقدمين.. لو جالك الغصب عديه بجميلة..السياسة تحتاج الى أصحاب القدرات الخلاقة وليس ثن ومد وتسعة استعد!.. برضه فين المدني اللي هنا؟!".

وأضافت الناشطة سوزان انور "سناء سيف تصل شرم الشيخ  فى حماية بريطانيا وتستعد لقيادة مظاهرة ضد مصر مع الوفد البريطانى ..  عار علي جبين الخونة كل واحد يستقوي بالخارج ويحتمي به ضد وطنه".

أما دكتور علي (@HassanM22294) وهو موال للقمع، فكتب "الحزيرة تعلن الان ان واحدة اسمها*سناء سيف*اخت واحد  اسمه علاء ع فتاح وصلت شرم  الان تحضر المؤتمر ؟معقولة ازاي دخلت مصر؟ازاي تروح مؤتمر؟فين الشرطة؟؟".

وطالبت ماريان (Marianne) وهي موالية للقمع أن "بعد إذن أبانا اللي في المخابرات ياريت يطلعوا سيديهات علاء و عيلته اللي عندهم".
 

الكل يخرج
وتساءل حساب عاطف السكري عن أسباب عدم المطالبة بخروج الجميع "مش دي مشكلتي خالص .. مشكلتي ان اخته وصلت شرم ومعاها حمايه بريطانيه .. وبريطانيا ادت مهله للسيسي ٧٢ ساعه للافراج عن علاء.. طب ليه سناء متستغلش مكانها دلوقتي وتضغط لكل المعتقلين مش لاخوها علاء بس .. اما بقى تحريض او اي سبب هو اعتقل علشانه هو وكل المعتقلين ميخصنيش.. اللي يخصني ان الكل يخرج".
 

وقال الصحفي سمير العركى "وصلت سناء سيف إلى شرم الشيخ بجواز السفر البريطاني ولم يجرؤ أحد على التعرض لها وهي التي كانت تسحل قبل أكثر من عام بهويتها المصرية قبل أن يقرر القضاء سجنها!.. أي ذلة ومهانة هذه التي يحياها المصريون في هذه العصور البئيسة الكئيبة.. وأتوقع الإفراج عن علاء عبدالفتاح قريبا جدا.. وتحيا مصر".

واتفق مع الصحفي أحمد عطوان فأشار إلى أن "لحظة وصول سناء سيف مطار شرم الشيخ لحضور مؤتمر المناخ محزنة وموجعة بقدر مافيها من المغامرة والشجاعة الادبية وحسن الاستقبال... سناء تدخل وطنها هذه المرة بجنسية اجنبية وبرعاية بريطانية فكان لها الامان وحرية التنقل والمشاركة في الفاعلية.. هل كانت لتحصل على ذلك لو كانت بهويتها المصرية؟!


وكان الناشط المصري المقيم بأمريكا مصطفى عثمان (mostafa Othman) توقع وصول سناء سيف لمصر قبل يومين وكتب عبر "تويتر"، "الموقف اصعب من ان يتعامل معه البطل و التوتة السودة .. سناء اخت المعتقل علاء سوف تحضر مؤتمر #المناخ كما قالت ضمن وفد بريطانيا في حضور رئيس الوزراء للمطالبة بالافراج عن اخوها .. حيفرج عنه ولا حيعتقلها !!! .. ايامه اسود من التوتة .. بطل الزجاج اتكسر ".
 

وعن سوء أحوال الطقس الأمني، علق الصحفي جمال سلطان قائلا: "الناشطة سناء سيف ، شقيقة علاء عبد الفتاح ، عادت من لندن إلى شرم الشيخ فجر اليوم ، بحماية الأمم المتحدة والحكومة البريطانية ، ولم يجرؤ أي "غضنفر" من الأجهزة الأمنية الأربعة في المطار أن يوقفها أو حتى يسألها ، سناء مسحت بكرامة نظام السيسي وقضائه الأرض طوال الأسابيع الأخيرة".

عبدالمنعم أبو الفتوح
وذهب د. عبدالمنعم أبو الفتوح في زيارة إلى لندن ولكنها عاد منها مصفدا في مطار القاهرة ولم يخرج إلى الآن بعد حوار مع قناة الجزيرة في 2015، وهو ما حدث الباحث أحمد السنطاوي ومحمد الاسكندراني ولكن وصلت سناء رغم أنف السيسى وأجهزته الأمنية إلى شرم الشيخ..

ومنذ ستة أشهر، لا يتناول عبد الفتاح إلا “100 سعرة حرارية في اليوم، هي عبارة عن ملعقة عسل وقليل من الحليب في الشاي” وفق أقربائه، لكن صعد إضرابه، الأحد، بعد امتناعه عن شرب الماء.

وعبد الفتاح من أبرز نشطاء ثورة العام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق، حسني مبارك. وأمضى معظم العقد الماضي خلف القضبان أولا بسبب تنظيمه مظاهرات ضد قانون يحظر التظاهر، ثم بشأن الانتهاكات المزعومة للأمن القومي.

في ديسمبر الماضي، قضت محكمة في القاهرة بحبس عبد الفتاح الذي يحمل الجنسية البريطانية لإدانته مع شخصين آخرين بـ “نشر أخبار كاذبة”.