09/06/2010

نافذة مصر / المركز الفلسطيني للإعلام

تحدثت أنباء عن عزم السلطات المصرية إغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة خلال أيام قليلة قادمة، وذلك على الرغم من قرار الرئيس المصري حسني مبارك فتح المعبر عقب المجزرة الصهيونية ضد المتضامنين الدوليين على متن أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلى غزة.

ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن مصادر مصرية رفيعة المستوى القول: إن ثمة أنباء حول اعتزام السلطات المصرية إغلاق معبر رفح خلال أيام، ملمحة إلى أن ذلك "جاء عقب لقاء الرئيس مبارك بنائب الرئيس الأمريكي جون بايدن".

وأشارت المصادر في الوقت ذاته إلى أن "هناك ضغوطاً تمارس على القاهرة من واشنطن تجاة تلك القضية، وأن القرار المصري (بفتح المعبر قبل أسبوع) جاء محاولة لإمتصاص ردة الفعل الغاضبة في الشارع المصري والعربي".

وأضافت أن الأنباء التي وردت تفيد بأن قرار الرئيس مبارك بإعلانه فتح معبر رفح لأجل غير مسمى، "كان قراراً استثنائياً، وأنه لن يستمر طويلاً، وأنه من المقرر اغلاق المعبر بعد بضعة أيام، وأن تلك الايام كافية لخروج ودخول من يشاء من الفلسطينين العالقين على المعبر وإدخال المواد الاغاثية والغذائية والطبية إلى القطاع".

وأوضحت المصادر أنه "لا يوجد حتى الآن قرار سيادي من القيادة المصرية بفتح المعبر بشكل دائم"، مشيرة إلى أن مبادرة الرئيس مبارك "كانت تهدف إلى تهدئة غضب الرأي العام المصري والعربي، لكنها في الوقت ذاته لا تقدم حلاً دائماً للحصار المفروض على قطاع غزة".

وذكرت أن هناك حراكاً سياسياً داخل أروقة النظام المصري لإيجاد حل لقضية معبر رفح الحدودي، وأن القاهرة قد تلجأ إلى تفعيل المبادرة الفرنسية بعودة الإشراف الأوروبي على معبر رفح وميناء غزة، لا سيما وأنها واقعة ما بين الضغوط الأمريكية وحالة الغضب المصري والعالمي جراء إغلاق معبر رفح أمام الفلسطينيين.

وقالت المصادر:  "إن هناك حالة من التفتيش الأمني الدقيق على معبر رفح، لفرز كافة المساعدات التي يتم ادخالها إلى القطاع"، موضحة أن المساعدات الغذائية والطبية هي التي قد يسمح بدخولها، أما مواد البناء فيمنع دخولها بدعوى "الخوف من استخدامها في أعمال المقاومة"، وهي الذريعة الصهيونية لمنع إدخال مواد البناء إلى القطاع.

ومما يدعم هذه الأنباء ما رصدته صحيفة "الجارديان" البريطانية من أن الأوضاع في المعبر تثير الشكوك حول حقيقة فتحه فعليا، ففي الوقت الذي تعج فيه بوابة المرور من مصر إلى غزة بحركة الشاحنات التي تحمل المساعدات الطبية والغذائية وعودة الفلسطينيين العالقين إلى القطاع تظل البوابة الأخري للمرور من غزة إلى مصر وكأنها خالية.

وقالت الصحيفة إن كثيرين من  سكان غزة الذين كانوا عالقين على المعبر قبل فتحه، تحدثوا عن المأزق الذي وجد فيه مبارك نفسه بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية.

وأضافت الصحيفة إن مبارك في حيرة شديدة بين تهدئة الغضب الشعبي بسبب تصرفات إسرائيل العدائية وبين الحفاظ على علاقة وثيقة بإسرائيل في الوقت ذاته، وهي العلاقة التي تضمن حصول النظام المصري على ما يقرب من 2 مليار دولار من المساعدات الأمريكية وهي الأموال التي يرى بعض المحللين أنها ضرورية لنظام مبارك الذي فقد شعبيته للاستمرار".