15/03/2010

نافذة مصر / نافذة الفيوم

أعلن الدكتور طه عبدالتواب محمد أخصائى العلاج الطبيعى بمستشفى التأمين الصحى بالفيوم إنهاء إضرابه عن الطعام الذي بدأه منذ أسبوع داخل حجرته بالعناية المركزة بمستشفى سنورس المركزى حتجاجا على تعرضه للضرب والتعذيب والاحتجاز داخل مقر مباحث امن الدولة بالمحافظة وذلك أمام مدير النيابة الكلية بالفيوم الذى حضر لإستكمال التحقيقات معه .

فى ذات الوقت بدأت النيابة أمس التحقيق مع محمد عبدالتواب الضابط بمباحث أمن الدولة والمتهم بتعذيب الدكتور طه عبد التواب بمعرفة علاء مراد مدير النيابة الكلية بعد أن أمر المحامى العام المستشار عبدالحى فازورة بنقل تحقيقات القضية من نيابة سنورس إلى النيابة الكلية بالفيوم .

وقد استمرت التحقيقات معه أكثر من ساعة حيث وجه له مدير النيابة اتهام باستخدام القسوة والعنف ضد الدكتور طه عبدالتواب محمد أثناء تواجده بمقر مباحث أمن الدولة حيث رد الضابط بأن هذا لم يحدث واعترف الضابط خلال التحقيقات بأنه استدعى الدكتور طه يوم السبت إلى مقر مباحث أمن الدولة لتوجيه النصح والإرشاد له بسبب اعتلائه المنابر وإثارة الناس .

كما حاول الضابط خلال التحقيقات تحويل القضية إلى خلاف بين الإخوان المسلمين بالفيوم ومباحث أمن الدولة حيث قال إن الدكتور طه ينتمى إلى العناصر الاخوانية وأن الإخوان هم من أثاروا هذه الضجة للضغط على النظام وزعزعة الأمن تمهيداً لانتخابات مجلس الشورى ومجلس الشعب القادمة .

وقد انتقل مدير النيابة الكلية بصحبة الطبيب الشرعى إلى مستشفى سنورس المركزى وقام بعقد جلسة تحقيق مع الدكتور طه استمر أكثر من ساعتين بدأه مدير النيابة بطلب عصائر للدكتور طه الذى تناولها معلناً إنهاء إضرابه ، ورد خلال التحقيق على ما ذكره ضابط أمن الدولة من توجيه النصح والإرشاد له بأن ما تم معه هو جريمة بكل المقاييس وإن كان النصح والإرشاد يكون بالضرب على الوجه وبالأرجل وبالأحذية وبالاحتجاز القسرى وبتجريدى من ملابسى فأنا غنى عن  هذا النصح والإرشاد .

كما فند كل ما ذكره ضابط أمن الدولة من محاولة تحويل القضية إلى خلاف بين أمن الدولة والإخوان المسلمين نافياً أى صلة له بأى تنظيمات سياسية سوى أنه رأى مع جموع الشعب المصرى والمثقفين أن الدكتور البرادعى هو أمل مصر فى التغيير وبدأ يتناقش ويتحاور مع المواطنين حول هذا الأمر فى كافة الأماكن ، الأمر الذى أثار ضباط أمن الدولة وجهازها .

وفى نفس السياق حاولت مباحث أمن الدولة بالفيوم تغيير مجرى القضية حيث قام الدكتور زين العابدين مدير إدارة المستشفيات بمديرية الصحة بالفيوم ومعه الدكتور إبراهيم موريس طبيب الباطنة بمستشفى سنورس بزيارة مفاجئة للدكتور طه وتوقيع الكشف المفاجئ عليه وقاموا بإرسال إشارة إلى النيابة أن حالته الصحية جيدة جداً وأنه يتناول الطعام فى الخفاء وأن كافة التحاليل التى قامت بها إدارة المستشفى للدكتور طه غير سليمة حيث أكد أحد الطبيبين أنهما تلقيا تعليمات مباشرة من جهاز أمن الدولة لإصدار هذا التقرير وإرساله إلى النيابة ، الأمر الذى أثار حفيظة الطبيب المضرب الذى هدد بتقديم بلاغ ضدهم إلى النيابة العامة .

بيان الدكتور طه

هذا وقد أصدر الدكتور طه عبدالتواب بياناً إلى جموع الشعب المصرى أكد فيه إنهاء إضرابه ووجه التحية إلى الدكتور البرادعى وجميع النشطاء السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان التى تكاتفت معه ، كما وجه عدد من الرسائل إلى ضباط أمن الدولة والنظام السياسي، وجاء نص البيان كالتالي:

"إن ما تمر به أمتنا من أخطار وما تشهده من حراك سياسى ورغبة شعبية فى التغيير يتطلب من كل مصرى أن يكون إيجابياً وله دور فى هذا التغيير وهذا ما سعيت إليه مع  العشرات من شباب مصر الشرفاء ولكنى فوجئت بالاعتداء على والمعاملة الوحشية لى فى مباحث أمن الدولة بالفيوم على يد الضابط محمد عبدالتواب دون أى ذنب ارتكبته أو جرم اقترفته والذى سعى لإهانتى وإذلالى بشتى الوسائل ولم أجد وسيلة للحصول على حقى سوى أن أعلن الدخول فى إضراب مفتوح عن الطعام والشراب منذ يوم الأثنين الموافق 8 مارس وحتى تعود لى ولكل مصرى تنتهك حقوقه حريته وكرامته.

وهذه هى الوسيلة الوحيدة التى أملكها لأنى أعلم علم اليقين أن أقسام الشرطة كانت سترفض تحرير أى محاضر لى كما رفضت من قبل للعشرات الذين تعرضوا لمثل ما تعرضت له وأكثر والحمد لله أن ما توقعته قد حدث حيث  حرك إضرابى النيابة العامة لمحاسبة الضابط المسئول عن انتهاك حقوقى وتعذيبى فقررت مثوله أمام النيابة العامة للتحقيق معه فيما ارتكبه.

وما كان هذا كله ليتحقق لولا التضامن والالتفاف الشعبى الرائع حول قضيتى والذى يؤكد رغبة شعبنا فى التغيير وإننى إذ أعلن إنهاء إضرابى أتوجه بخالص الشكر لكل من تضامن معى وأخص منهم بالذكر الدكتور محمد البرادعى وكافة قيادات وأعضاء الجبهة الوطنية للتغيير وعلى رأسهم الدكتور محمد أبوالغار والدكتور عبدالجليل مصطفى الأب الروحى لحركة 9 مارس والدكتور أحمد دراج والإعلامى القدير حمدى قنديل والإعلامية اللامعة جميلة إسماعيل والأستاذ جورج إسحق المنسق السابق لحركة كفاية والدكتور أشرف بلبع والأستاذه ماجده عبدالبارى وجميع من زارنى معربا عن تضامنه معى.

كما أتوجه بخالص التحية والشكر للكتاب العظام الذين تناولوا قضيتى فى مقالاتهم وصحفهم أو اتصلوا بى هاتفياً واخص منهم بالذكر الدكتور حسن نافعة والأستاذ إبراهيم عيسى والأستاذ وائل الإبراشى  والاستاذ جمال فهمى والدكتور علاء الأسوانى والدكتور عبدالحليم قنديل والأستاذ وائل عبدالفتاح والأستاذ جمال سلطان والدكتور يحيى القزاز وغيرهم من عشرات الكتاب الذين تضامنوا مع قضيتى ووقفوا إلى جانبى كمواطن مصرى انتهكت حقوقه.

كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير للمئات من أصحاب الرسائل والاتصالات الهاتفية التى جاءتنى من معظم دول العالم كما أعرب عن خالص تقديرى وامتنانى لمنظمات المجتمع المدنى التى تبنت قضيتى وأخص منهم بالذكر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومركز القاهرة لحقوق الإنسان والمنظمة السويسرية للكرامة ومركز النديم وغيرهم من المراكز الحقوقية التى أخذت على عاتقها رفع صوتى وقضيتى إلى كافة المحافل المحلية والدولية.

وإننى إذ أعلن إنهاء إضرابى بعد مثول الضابط إلى النيابة العامة للتحقيق معه أؤكد لكل مواطن مقهور من أبناء شعبنا العزيز أن قطار التغيير قد بدأ ولن يوقفه أحد وأن حقوقنا المسلوبة ووطننا المقهور لابد أن يعود إلينا مرة ثانية لنعيش فيه حياة كريمة بلا إهانات وبلا استبداد وبلا أزمات متلاحقة.

كما أؤكد لمن ظنوا أن هذا الشعب قد مات ورضى بالإهانة والذل أن زمن الإرهاب والظلم والقهر والاستبداد قد انتهى إلى غير رجعة وأن حاجز الخوف الذى أرادوا تربيتنا عليه منذ عشرات السنين قد انكسر تماماً ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء وأهمس فى آذانهم أن يعودوا لخدمة شعبنا وحمايته بدلاً من أن يكونوا أداة فى يد ساداتهم وكبرائهم لإذلالنا وإرهابنا".