احمد المحمدي المغاوري
هل نحن على أعتاب احتلال جديد ؟ .فواقع مصر وما يفعله المنقلب الباغي على الشرعية من محاربه لهوية مصر الإسلامية ومن نشر الفجور وحرق المساجد، وتقسم نسيج مصر وقتل وسجن للعلماء ومحاربه للقيم، وتسليط الرويبضة من إعلامي السيسي ومن شعبه. فوجدنا من يكره الحق ويدعُون إلى الإلحاد، ويتطاولون على الأنبياء ويدافعون عن العدو المحتل ويحافظون على أمنه ووجدنا من يكره إخواننا المحاصرين في غزة ويمتدحون تشريد أهلينا في سيناء. فتوالت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية في مصر خلال ما يقرب من عامين ونصف منذ الانقلاب الفاشي الغادر الذي تزعمه السيسي في ضوء معلومات تؤشر عن اقتراب إعلان إفلاس البنك المركزي وعددٍ من البنوك المصرية لتصبح مصر على شفا انهيار اقتصادي لم تشهده من قبل وإعلان الفشل .
ففي حديث لصحيفة "لويوا" الفرنسية بشأن مصر، مفاده أن الأوضاع في مصر مرشحة للتدهور وربما يتطور الأمر إلى اندلاع حرب أهلية، وأضافت الصحيفة في مقال لها في 16 نوفمبر إلى أن الاستقرار في مصر هو أمر ضروري لعودة الاستقرار للشرق الأوسط بأكمله، إلا أن التدهور الاقتصادي الحادث الآن في مصر ينذر بكارثة. وان استمرار التدهور الاقتصادي في مصر قد يجعل البلاد على شفا الفشل قريبا، خاصة في ظل تزايد العمليات الإرهابية والتصعيد في سيناء حسب تعبيرها .ا.هـ
وبعيدا عن الجدل والتنظير نتساءل إلى أين مصر ذاهبة؟ وهل نحن أمام حقيقة مرة تكشف إلى أي مدى كان الاستخفاف الذي تعرض له فئات عريضة من شعب مصر؟ فعندما كان يتحدث أعلام مخابرات السيسي أيام رئيس مصر د. مرسي عن "الرئيس الدكر" الذي تحتاجه مصر ليحسم الأمور ويضبط الشارع وينقذ البلاد، فجاء المنقذ (بتاع بكرة تشوفوا مصر ومصر أد الدنيا ومفيش ومقدرش أديك ولازم نكون كده وأخيرا ميصحش كده ) فحدث ما حدث في مصر من انهيارات.ولم يأت ( الدكر)لإنقاذ مصر ولكن جاء لأداء دور اخطر ما يكون عليها وهو المأمور به من قبل أسيادة الذين جاءوا به ،وها هو يسير بخطى سريعة مَثَله مثل جزار سوريا ليدخل مصر إما في ملف الفوضى أو الانهيار الاقتصادي وبالتالي الاستعمار الخارجي .
فحتى الآن برغم القتل والحرق والاغتصاب والسجن للشرفاء وسرق الأموال واستفزاز أهل سيناء بعد أن شردهم من ديارهم برغم كل هذا الإجرام لا يزال مخطط صناعة الفوضى فاشلا.لكن لن يقف ذلك المجنون عن مخططه فلدية مجموعات تخريب ورعاع وبلطجية يستخدمهم أينما أحب كما فعل من قبل عند انقلابه. لذا فمن الممكن أن يستغل الأزمات التي يصنعها في مصر سواء اقتصادية أو أمنية أو سيادية حتى تصل هذه الأزمات إلى ذروتها ويكون هناك مبرر لاحتدام الموقف وبدء المواجهة. واعتقد أنة لن يتظاهر إلا القليل الثائر، كما هو الوضع الآن بعد هذه القبضة الأمنية وامتلاء السجون بشرفاء مصر.وفي لحظة ما يعطي الأمر لبلطجيته بعد يأخذ الموافقة ويضمن تأمين الجارة المدللة إسرائيل. والعازل المائي وتفجير الأنفاق جزء من هذا المخطط . فيطلق الرعاع المدججين بالسلاح في الشوارع ويسميهم عندئذ الدواعش فيكون لدية المبرر ليطلق دباباته وطائراته وقواته المعدة سالفا لهذا المشهد لإحداث فوضى عارمة في مصر فتبدأ عندها الشرارة التي ينتظرها هو وأزلامه لتضيع مصر.
وما يحدث حولنا من سيناريوهات خير شاهد بعد حادث الطائرة الروسية في سيناء وأحداث فرنسا الأخيرة بسبب الدواعش.والتي ستضع مصر والمنطقة تحت ضغط وتدخلات أجنبية قادمة لملاحقة الدواعش بما يُعد خرقا لسيادة مصر على أراضيها ووصولا لتدخلات كبرى وسيطرة على سيناء تحت إدارة أجنبية وإدارة اقتصادية أيضا على مصر بدعوى زيادة مديونيتها بعد فشلها وعدم قدرتها على إدارة الممر المائي الدولي( قناة السويس) وأيضا عدم قدرتها على محاربة الإرهاب. وبالتالي فرض الوصاية على مصر حفاظا على مصالح الدول العظمى في مصر أو العودة لنظام مبارك ودولته العميقة وحسبما صرح رئيس لجنة الشئون الخارجية البرلمانية في بريطانيا " كريسن بلانت " أن استقرار مصر يتعلق بالمصالح العليا لبريطانيا وهذا يعنى في المقام الأول هو الحفاظ على استمرار الدولة العميقة التي تحافظ على مصالحها فيها! ولقد اتضح بعد توجيهات وخطاب بوتين بمجرد العثور على المسئولين عن الحادث، سيتم عقابهم أينما كانوا، مما يعني أن روسيا قد تمنح لنفسها الحق في التدخل في سيناء دون الرجوع للإدارة المصرية (إن كانت توجد إدارة بالفعل ) فإلى أين يا مصر لذا نصرخ .(إلْحقوا مصر) وللحديث بقية
احمد المحمدي المغاوري. كاتب وباحث في الدراسات الإسلامية. م.