بقلم: حسن مراد
طال ليل الظالمين، واشتدت ظلمة الليل، وفقد الشباب الأمل في بزوغ نور الصباح ، بل فقد بعضهم البوصلة التي تهديهم للوصول نحو تحقيق طموحاتهم المشروعة للعيش في ظلال الحرية والكرامة الإنسانية ،فتألموا كثيرا لما رأوا أقرانهم ما بين شهيد ومعتقل ومطارد، ورؤوس الفساد وهي تطل بأذنابها العفنة من جديد.
الأمر الذي جعلهم يتساءلون عن مآلات الأمور في ظل غياب وضوح رؤية مستقبلية للخروج من النفق المظلم من قبل قيادة الجماعة الحالية من وجهة نطرهم.
فذهب البعض إلي القول بضرورة المواجهة المسلحة مع عناصر الشرطة والجيش،وعدم الاستكانة والضعف أمام عناصر الانقلاب لأنهم أمنوا العقاب " ومن أمن العقاب أساء الأدب ".
وذهب البعض الآخر أنه علي الجماعة أن تتراجع خطوة إلي الوراء تتنازل فيها عن جزء من الشرعية،وتبحث عن طريق للمصالحة مع قائد الانقلاب تفدي به رقاب من تم الحكم عليهم بالإعدام والإفراج عن كافة المعتقلين،وطي صفحة الماضي واعتزال العمل السياسي إلي حين ،والانشغال بالجانب الدعوي ، لأن قيادة الدعوة أخطأت خطأً جسيما عندما قررت الخوض في مضمار العمل السياسي وهي ليست أهلا له.
وبعيداً عن الاتفاق أو الاختلاف مع الشباب، يجب علينا أن ندرك جيدا أننا أمام جيل جديد ينشد الحرية لوطنٍ ضاعت هيبته، وانتُهكت حُرمته من عصابةٍ استأسدت علي أهلها، وأضحت نعامة علي أعدائها.
وأبى هؤلاء الشباب إلا أن ينزعوا حريتهم غير منقوصة، فلا يشغلهم كثيرا ما يتعرضون له من قتلٍ أو تعذيبٍ أو مطاردةٍ بقدر ما يشغلهم الثأر لهذا الوطن، واسترداده من أيدي الطغمة الظالمة.
لذا أردت في هذا المقال أن أرسل رسائل موجهة لكل من الشباب والقيادة:
الأولى: إلي الشباب الثوري:
- التنازل عن جزء من الشرعية خيانة وردة،لأنه العائق الوحيد أمام العسكر للسطو علي مقدرات الوطن،ونهب ثرواته، وانتهاك حرماته، وتشريد أهله.
- لا تتعجلوا النصر بقدر ما تعجَّلوا تربية الذات.
- الابتكار والإبداع في ظل السلمية واجب شرعي فلا تحرموا أنفسكم من هذا الشرف.
- الحراك الثوري وسيلة من أنجح وسائل الاحتجاج التي ثبتت فاعليتها فلا تترددوا في المشاركة.
- بناء الأمم لا يبني علي فورة ولكن يبني علي عمل دءوب فالثورات قمم وقيعان.
- طال ليل الانتظار ولكن حتما سيبزغ الفجر.
- إياكم واليأس فإن اليأس قرين الكفر.
- الوصول لمرحلة اليأس بداية الفرج فلا تحزنوا.
- لا تنشغلوا كثيرا بمن هم خلف الأسوار فهم في ذمة الله وضمانه.
- الانقلاب سيزول ولكن قبل أن يزول لابد أن يذوق ويلاته كل من أيدوه.
والثانية:إلي من يعنيهم الأمر من قادة الجماعة:
- عدتنا التي نرتكز عليها هي الشباب فلا تخونوا الله فيهم.
- ضرورة وضع برامج عملية تتضمن تربية إيمانية،تلبي طموحاتهم وتؤهلهم للصمود والثبات عند المحن.
- وضع آلية محددة للتعامل مع الوضع الراهن وكيفية الخروج من هذه الأزمة مع المصارحة والمكاشفة بالمعوقات.
- الاستفادة من أخطاء الماضي في عدم إسناد المهام لأفراد بعينها إما لعاطفة أو قربى،وتوظيف الأفراد بحسب كفاءتهم وتخصصاتهم.
- ترك مساحة للشباب لإظهار إبداعاتهم في " منطقة السلمية المبدعة " مع توفير الدعم المادي والمعنوي لهؤلاء الشباب.
- العمل علي إنشاء منبر إعلامي قوي يعبر بقوة عن الثورة علي غرار " الجزيرة مباشر ، وغيرها من المنابر الإعلامية القوية.
- العمل علي دراسة الأخطاء واستخلاص النتائج للعمل علي تفاديها مستقبلا.