بقلم / ماهر إبراهيم جعوان

عن معاوية أنه قال في خطبتي جمعة: إنما المال مالنا والفيء فيئنا، من شئنا أعطينا ومن شئنا منعنا، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال:مثل مقالته، فقام إليه رجل ممن يشهد المسجد، فقال: كلا بل المال مالنا والفيء فيئنا من حال بينه وبيننا حاكمناه بأسيافنا، فقال: أيها الناس إني تكلمت في أول جمعة فلم يرد علي أحد، وفي الثانية فلم يرد علي أحد، فلما كانت الثالثة أحياني هذا، أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيأتي قوم يتكلمون فلا يرد عليهم يتقاحمون في النار تقاحم القردة) فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلما رد هذا علي أحياني أحياه الله، ورجوت أن لا يجعلني الله منهم"الهيثمي"المجمع"(5/236)الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى(4/1781) ورجاله ثقات
يقول صلى الله عليه وسلم "يكون أمراء فلا يرد عليهم (قولهم)، يتهافتون في النار، يتبع بعضهم بعضا" حسن"السلسلة الصحيحة"4/398
وقال صلى الله عليه وسلم (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوه بيده، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) "السلسلة الصحيحة"4/88
وقال أيضا (إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) (صحيح)1974صحيح الجامع
 

وقال أيضا عليه السلام: (ما من رجل يكون في قوم يَعْمَـلُ فيهـم بالمعاصي، يقـدرون على أن يغيِّـروا عليه، فلا يغيِّروا، إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا) (حسن لغيره)صحيح الترغيب والترهيب   

 

 وقال عبد اللّه بن مسعود: "جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا؛ فبألسنتكم،

فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهِرُّوا في وجوههم؛ فاكفهِرُّوا في وجوههم" الزهد لعبدالله بن المبارك
يقول الدكتور عبدالله عزام رحمه الله:(لأن مجاهد العدو متردد بين رجاء وخوف، وصاحب السلطان إذا أمره بمعروف تعرض للعذاب والموت أحيانا فهو أفضل من جهة غلبة الخوف، ولأن ظلم السلطان يسري إلى جم غفير، فإذا  كفه فقد أوصل النفع إلى خلق كثير (إتحاف العباد بفضائل الجهاد   
وقال صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل) صحيح رواه أحمد والطبراني  
 

 

ومن الجهاد باللسان فتوى العلماء وإن خالفت هوى السلطان، فتكون شديدة على النفس لأنها قد تكلف العالم وظيفته أو سجنه أو عنقه، ولذا لا يستفتى في الدين إلا الصادقون العالمون العاملون.
وحدود الله تعالى أولى بالأمر والنهي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مثل القائم على حدود الله والواقع فيها (وفي رواية: والراتع فيها-والمدهن فيها-) كمثل قوم استهموا على سفينة -في البحر- فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها وأوعرها فكان الذي –الذين- في أسفلها إذا استقوا من الماء فمروا على من فوقهم - فتأذوا به. فقالوا : لو أخرقنا في نصيبنا خرقا فاستقينا منه ولم نؤذ من فوقنا (وفي رواية: ولم نمر على أصحابنا فنؤذيهم) فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: مالك؟ قال:تأذيتم بي، ولابد من الماء، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) البخاري
 

فكيف إذا كان الأمير والقبطان والربان هو خارق السفينة  وغاصبها الذى وكل بحمايتها،

 

بل كيف إذا كان المغصوب والمسروق هو الدين والشرع والحكم، أما نرى أنهم يحلون الحرام ويحرمون الحلال ،فلا نريد أن نعبدهم من دون الله كما في الحديث عن عدي بن حاتم

 

قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب

فقال:"يا ابن حاتم، ألق هذا الوثن عن عنقك" فألقيته،
 ثم افتتح سورة براءة حتى بلغ:(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ)
 فقلت: يا رسول الله ما كنا نعبدهم فقال: "كانوا يحلون لكم الحرام فتستحلونه ويحرمون عليكم الحلال فتحرمونه"؟ فقلت: بلى، قال:"فتلك عبادتهم" [رواه الترمذي]
 

بل نريد المفاصلة الواضحة النهائية كما يقول الزاهد سديف بن ميمون:

اللهم قد (حكم في أبشار المسلمين أهل الذمة، وتولى القيام بأمورهم فاسق كل محلة. اللهم وقد استحصد زرع الباطل، وبلغ نهايته، واجتمع طريده، اللهم فأتح له يدًا من الحق حاصدة، تبدد شمله، وتفرق أمره، ليظهر الحق في أحسن صوره وأتم نوره) عيون الأخبار لابن قتيبة1/76
 

يتبع إن شاء الله بـ

الترهيب من غلول وغش واحتجاب الإمام عن الرعية وأخذه ما لا يحق له