حازم سعيد :

كثرت خلال هذا الأسبوع من خلال منابر الانقلاب الإعلامية أطروحات كثيرة في إطار هجمة على الدين تضرب في الثوابت بصورة فجة ، في أحد صورة محاولة التحالف العلماني العسكري الانقلابي الخبيث لإلهاء الناس وصرفهم عن مآسي الانقلاب في كل نواحي الحياة ( السياسية والاجتماعية والاقتصادية ... ) .

تمثلت صور الهجمة في تصييت مجموعة من الرويبضات من أمثال إسلام البحيري وإبراهيم عيسى ليضربوا في ثوابت الدين من خلال الضرب في أوثق رواة الأمة من أمثال الإمام البخاري والإمام مسلم ، والصحابة الأطهار المشهور عنهم كثرة الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والإتيان بنصوص للحديث النبوي وانتزاعها من سياقها الصحيح وتفسيرها بما يضربها واختراع تناقض بينها وبين غيرها من النصوص في تلبيس الدين على الناس ، ثم عمل شو إعلامي بعدها بمناظرات مع كيانات يراد لها الترميز والتلميع خلال المرحلة القادمة .

 

لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة

السياق الأول السريع لفهم ما يحدث نأخذه من الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فإذا انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، وأول ما ينقض الحكم وآخر ما ينقض الصلاة " .

ولفظ لتنقضن يظهر القوة والنزع والحرب ممن ينقض عرى الدين وتصميمه على ذلك وعناده وإصراره إلى أن ينقض ما أصر على هدمه وحربه ، وهذا ما تتلمسه في معسكر العلمانيين والانقلابيين الخبثاء الذي لم يتوقفوا عن إعلان العداوة للدين وثوابته أبداً ، بل وأوغلوا في دماء الصالحين ، فالعلمانية إذن دين يحارب الإسلام قطعاً ويقيناً ، وأكل رموزها ببلادنا صنم العجوة ( الديمقراطية ) الذي طالما عبدوه بسبب كرههم للإسلام الذي جاء حملته والمنافحون عنه في سدة الحكم ، فانقلبوا علي الديمقراطية ولعنوها وحرموها وسفكوا الدم الحرام في طريق القضاء عليها ، والآن يضربون في ثوابت الدين في حرب معلنة لا هوادة فيها .

 

الدين هو أهون ما يتحدث به

ولطالما حدثنا أولئك الأشرار عن التخصص واحترام العلم ، ثم إذا تطرق الأمر للدين كان هو أهون ما يتحدث فيه الناس ويفتئتون على أهله وعلمائه .

فتجد مقدم توك شو يتحدث في الجرح والتعديل حتى يجرح أم المؤمنين عائشة الصديقة الطاهرة المبرأة المكرمة ، وتجد حامل دكتوراة من جامعة أجنبية في فلسفة التاريخ الإسلامي يتحدث في أدق دقائق القواعد الفقهية وأصول الفقه والجرح والتعديل وعلم الرواية وعلم مصطلح الحديث وشرح الحديث النبوي الشريف وتفسير القرآن مما ليس له فيه لا دراسة ولا علم ولا معرفة ، وهو بذلك يتحدث في غير فنه ولا علمه .. لكن ما المانع ؟ إنه متخندق علماني يحارب الدين الذي هو أهون ما يمكن أن يحاربه الانقلابيون ( في ظنهم ) ، ولكنهم لا يدركون أنهم يحاربون أقوى وأعظم وأجل من يمكن أن يحاربه مخلوق ، إنهم يحاربون الله رب العالمين .

 

المخلص المنقذ

وكما يوضح المبدع أحمد فهمي في تحليله لما يحدث : يظهر المنقذ المخلص الذي يدافع عن الدين ( الخائن القاتل السيسي – الإعلام الذي ينشر الرذيلة والكذب والخداع – المؤسسة الدينية الانقلابية ( الأزهر ) والشيعي المتستر بالصوفية (الجفري ) ) لينهزم أمامهم العلماني المحارب للثوابت ، فيلبسون على الناس مجموعة من الحقائق بالأباطيل دفعة واحدة : أن أولئك الطائفة تدافع عن الدين وتنصره ، وكذلك أن المشايخ السلفيين ( الذين جرى العمل على هدم صورتهم بمنهج واضح متواصل خلال الفترة الماضية ) وعلماء الإخوان وأمثالهم من الشرفاء لا وجود لهم ، وكذلك أن الهجوم على البخاري ومسلم هو الدين أما قتل الأنفس وسفك الدماء وتغيير مناهج التعليم لتغيير الهوية والتضييق على بيوت الله ومطاردة المؤمنين فلا شئ فيها ولا حرج على صانعيها ولا تستحق الانتفاضة من أجلها .

 

صرف الناس عن السياسة

وأخطر ما في الأمر هو إلهاء الناس ، على طريقة : " بص العصفورة " ، فينشغل الناس بمظاهرات ومجادلات وقضايا تبدو في صلبها من الأصول كالحجاب ، مع أنه لن تخلع الحجاب ولا واحدة في المليون من المحجبات ، إلا أنها قضية تثار فتلهي الناس عن بلاوى الانقلاب وجرائمه وخياناته .

بلاوي في كل المحاور : الدين : ليس فقط بجريمة مهاجمة الحجاب أو الهجوم على الثوابت ، بل أيضاً بممارسات فجة رهيبة من سفك الدماء والمظالم والخيانة وتلبيس الحقائق وطمس الهوية ...

السياسة : وانحسار الدور المصري إلى القاتل المأجور فيعرض العسكر أنفسهم على كل مستأجر بدراهم معدودة كالبغي التي تعرض جسدها على كل مشترٍ .

الاقتصاد : ودمار شامل في كل الحياة : بطالة – فقر – أمراض وأوبئة – تدني مستوى المعيشة – انهيار البنية التحتية – سرقة المقدرات على يد الطغمة العسكرية الحاكمة .

الاجتماع : تفتت البلد وتشرذمها وانقسامها طوائف وفرق ، وانتشار الرشوة والمحسوبية والنفاق ، وانتشار الرذائل كلها من زنا وزنا محارم ومخدرات وخمر وعقوق والدين وقطع أرحام وتفشي الخلق السيئ في شباب الأمة ...

الأمن وتغول الأمن السياسي الذي يحارب أكثر طائفة مسالمة في البلد على حساب الأمن الجنائي وانتشار السرقات والجرائم والبلطجة ، بالإضافة لاختراع كذبة الإرهاب التي تجتث يومياً عشرات ومئات من أبناء البلد على يد المخابرات لينسبوها في النهاية للشبح الموهوم " الإرهاب " .

إنهم يلهون الناس عن بلاويهم بكل هذه الحوارات والنقاشات والضرب في الدين فيضربون عصفورين بحجر واحد ، يضربون الدين وينقضون عراه ، ويشغلون الناس عن بلاويهم .

يعزز ذلك ما حدث الأسبوع الماضي من الواد فلان والواد فلان ( كل مقدمي التوك شو ) بتوع المخابرات في تزامن ظاهر وحملة واضحة موجهة أن الناس زهقت من السياسة وخلاص خلونا نتكلم في حاجات تانية غير السياسة ، مش معقول كلنا هنتكلم في السياسة  وأن السياسة مش هتنفعنا بنكلة وانتوا أصلاً مش بتوع سياسة ..... هكذا بألفاظ مختلفة ومضمون واحد .

 

الثبات على الهدف والطريق خاصة من أصحاب الرسالة

لا يعرف هؤلاء أن قضيتنا العادلة لها أسود ورجال ينافحون عنها ولن يكلوا أو يملوا أو ييأسوا ، وأنه مهما طال الليل المظلم فلابد من فجر ونهار .

وهذا هو ما أنصح به أنصار الشرعية وأنصار الدين والمجاهدين ، أن اثبتوا على عهدكم ورسالتكم ولا تجعلونهم يشتتونكم عن غايتكم ، فوالله إن الفارق بين النصر وبين شدة الابتلاء هو الفارق بين صرخة من عض إصبع عنترة وبين جلد عنترة وثباته فلم يصرخ أو يصيح ( وهي قصة مشهورة حين سأله أحد الناس بما تنتصر فأجابه بأن طلب منه أن يعض كل واحد فيهما على إصبع الآخر ، ثم صاح الرجل متألماً ولم يصبر كصبر عنترة وثباته ، فقال له عنترة : بهذه اللحظة أنتصر ).

النصر قريب ، وفرج الله وشيك ، والمطلوب من أنصار الحق هو الثبات والصبر ، وهم أهل ذلك بعون الله وتوفيقه .. والله الذي لا إله إلا هو نوشك أن نرى نصر الله المؤزر ..إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً .. وسوف ترونه إن شاء الله .

 

كبسولة : جريدة الشروق تسأل بسام الزرقا نائب رئيس حزب ( الزور ) : ما تقييمك لأداء الرئيس منذ توليه الحكم حتى الآن؟ فيجيب :  لا مجال لتقييم رئيس الجمهورية الآن، حتى تستكمل المؤسسات ونقيم الكل من خلال الدستور، والرئيس يبذل كثيرا من الجهد، والتقييم الموضوعى يحتاج إلى وقت أطول.

وعندما قرأت هذا الكلام ثم نظرت للمرآة بعدها وجدتني فاغراً فاهي مشدوهاً متعجباً !!! ( أمال الكلام دا كان فين أيام الرئيس مرسي ؟!!!!! ) والله يا أدعياء يا مزيفون يا أرباب الزور والضلال لم تتركوا لنا فرصة لنرحمكم .. ووالله لو أن الأمر بيدي بعد انتصار الثورة لشردت بكم وجعلتكم المتهم الأول في كل الدماء الطاهرة المعصومة التي سفكت وجعلت منكم شريكاً أساسياً في الجريمة واقتصصت منكم بجريمة القتل ... شردكم الله وخذلكم الله وأذلكم الله .

-------------

[email protected]