عبدالواحد محمد علي :

تعليق عابر من اخ عزيز كان يحدثنى عبر  سكيب معلقا على ما يحدث فى مصر من احداث تبدوا كرد فعل عنيف او مقدمة لعنف ينذر بعظيم الخطر وكبير الاثر


 ويختلف الكثيرون  من المهتمين حول  تفسير الاحداث ودوافعها ونتائجها واثرها على الشعب المصرى وثورته 
 ورغم اهمية  هذه النقطة الا انها ليست  هدفى من هذا المقال
 لان هذه الجملة التى قالها اخى احمد تمس موضوع غاية فى الخطورة
لان السلمية ليست تكتيكا مؤقتا  نضطر اليه عند عدم القدرة على  المواجهة (على طريقة اتمسكن حتى تتمكن ) فلسنا كذلك
 ولكنها استراتيجية دائمة ومنهج عمل متواصل ووسيلة معتمدة للتغير
وعندما قلت لمحدثى انا منزعج مما يحدث قال   !!!!خلاص ماتت السلمية !!!!
ولما كانت السلمية مبدأ والمبادئ لا تموت وان مات اصحابها فقد وجب التوضيح
 واذا اختلفنا حول مبادئنا فاننا فى خطر عظيم لان غاية ما يطمح اليه اى عدو ان يفتت وحدة خصمة وينشئ فيه صراع داخلى . خاصة ان المستجدات التى ليس فيها نصوص قاطعة هى محل اجتهاد والاجتهاد تختلف فيه الفهوم والله امرنا ان نرد الامر الى الادارة مباشرة فى نص قرانى عظيم (والذين اذا جائهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
والسلمية التى فهمناها من منهج دعوتنا هى السلمية التى تقهر القوة  وذلك بردع الراغبين فى استخدام القوة بغير حق.فعلينا ان نحوز القوة من الوزن النسبى لانصار مشروعنا وعندئذ تحقق السلمية المنعة المنشودة كمقدمة للتمكين ،والمنعة بدرجاتها الثلاث :
منعة الدعوة ، فلا يتطاول احد على قيم الاسلام  باى صورة  سواء كان فردا او هيئة او دولة منعة الدعاة، فلا يتعرض لهم احد بالتعطيل او المنع من اى عمل مباح .منعة المؤسسات  الخادمة للمشروع : بعدم الاعتداء عليها او تشويهها او تعطيلها فضلا عن السطو عليها كما حدث يحدث لمارس ومطابع وشركات الاخوان


والسلمية تنشئ القوة وليس العكس
والقوة تحمى استمرارية السلمية


ومعروف ان الدولة تنشئ الجيش ولكن الجيش لا ينشئ الدولة الا فى الحالات الشاذة فى التاريخ كما هى اسرائيل  جيشا انشأ دولة مقطوع بحتمية زوالها


فما هى السلمية التى ننتهجها ومتى نقول انها اقوى من الرصاص


السلمية هى الكتله الجماهيرية التى يعمل لها خصومها الف حساب و يترددون فى مواجهتها بل ويفرون اذا زمجرت  

  
وتكون السلمية اقوى من الرصاص عندما تكون صدور جماهيرها تغلق فوهات البنادق وتخرس مواسير الدبابات وتطول يدها بسهولة عنق كل من تسول له نفسه الاعتداء على الحقوق وانتهاك الشرعية


والسلمية ليست بدعة ابتدعها الرجل الصالح فضيلة المرشد د بديع


انها الاعلان الابرز فى الحديبية انه قسم اقسمه رسولنا وقدوتنا  عليه الصلاة والسلام
والله ما اعطونى امرا يحفظ دماء الناس واعراضهم الا اعطيتهم اياه
وحتى الاستخدام الاضطرارى للقوة  غايته الوصول الي السلمية
وامرنا عليه الصلاة والسلام  ( لا تتمنوا لقاء العدو واذا لقيتموه فاثبتوا )


والاصل فى القتال الذى هو اخر مراحل الجهاد ليس  الهدف منه  ازهاق الانفس ولكن الهدف الاول لحرب الكفار والمنافقين هو الحد من سلطانهم فى الصد عن سبيل الله
فاذا انحازوا عن طريق الدعوة فقد عصموا دمائهم وعاشوا فى امان وعلى المسلمين حمايتهم  اىا كان اعتقادهم
وانظر الى عظمة هذا الدين وكم  يشيد باكرام اليتيم حتى ان النبى  يبشر كافل اليتيم بصحبه فى الجنة ( انا وكافل اليتيم كهتين فى الجنة وجمع السبابة والوسطى )
والقران العظيم يساوى فى المعاملة بين الاسير والمسكين  واليتيم  ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا )
الاسير الذى كان يقاتل منذ لحظات ضدنا يتحول اذا سالمنا وتوقف عن قتالنا الى انسان نؤثره بما نحن فى امس الحاجة اليه
وامرنا ربنا بقتل وقطع رقاب الكفار المحاربين لغرضين الاول تعجيز الكفار وشل قدرتهم على العدوان والصد عن سبيل الله
والغرض الثانى ان نصل الى  وقف الحرب ونؤسس للسلم
 يقول ربنا (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب اوزارها )
 فضرب الرقاب ليس للابادة ولكن للتعجيز وشل الحركة
وشد الوثاق على الاسرى  وسيلة لانهاء الحرب بالفداء او التفضل بالعفو  لتضع الحرب اوزارها
فاما منا بعد اى اخلاء سبيل
 واما فداء  اى دفع مبلغ الدية
لماذا ؟؟ حتى تضع الحرب اوزارها
 وليس لاحد ان يؤذى اسيرا او يحبسه الى مالا نهاية
فهل تعنى السلمية استبعاذ استخدام القوة مطلقا؟
وهل ادبيات الاخوان وتربيتهم لا تراعى هذا؟
ولقد اوجز  الاستاذ البنا رحمه الله ايما ايجاز فى بلاغة ووضوح فقال
واجبنا نحو الحكام النصح والارشاد ثم الخلع والابعاد
وسنستخدم القوة حين لا يجدى غيرها
ولا اقصد من هذا المقال نقدا  ولا تأييدا ولكن توضيحا لابنائنا
لان السلمية التى نعمل على   الوصول اليها هى سلمية من يملكون القوة ويملكون اهلية قرار استخدامها وتحمل نتيجة هذا القرار
والحناجر لا ترد الخناجر
اما السلمية التى تعلمناها من استاذنا الدكتور بديع وهى الاختيار الشرعى للدعوة واستراتيجية الحركة لبلوغ التغيير المنشود هى سلمية من يملكون القوة ويتحاشون استخدامها ويتحملون الجراح والايذاء  ولا ينتقمون مع قدرتهم على الردع ويستخدمونها عندما لا يجدى غيرها وسيكونون  شرفاء وينذرون قبل ان يواجهون
 اما ما يحدث على الساحة من  بعض المناوشات بزجاجات بنزين او تراى نيترو تولوين المعرووف باسم تى ان تى  فهى دليل على ان الامة لم تستسلم وما زالت تقاوم حكم البيادة لكنها   تخربش باظافرها فى البيادة من الخارج اما الرجل التى تحرك البيادة فما زالت محمية             ولا اقصد التقليل من الحدث فهو غاية الجهد  ولكن الامر اكبر من ذلك
 وهى فى افضل احوالها تدريب  على المواجهة وقتل السلبية وازعاج اللصوص  والمجرمين
 وعلى الذى يرى ان نعلن عن تبنى مثل هذه العمليات ان ينظر فى النصوص والقواعد الحاكمة مثل
 رأى ابن تيمية فى مجموع االفتاوى الكبرى ( اذا حلت النكاية وجب الانهزام )
كتاب الطريق الى جماعة المسلمين رسالة دكتوراة للباحث محمد بن على حسين من نتائجها
لا يجوز للجماعة المسلمىة ان تقاتل  الا بشرطين
1-ان  يكون لها السيادة على ارض تنطلق منها وتعود اليها
2-ان تحوز من قوة العدد والغتلد ما يحقق النسبية الواردة فى سورة الانفال بحيث يغلب على ظنها انها  ستغلب 
 وقالوا فى الحكمة ان افضل وسائل السلام هو الاستعداد للحرب
وسلميتنا تكون اقوى من الر صاص  عندما يعجز خصومها عن منعها من امتلاك الرصاص
ولا بد من وضع النقاط على الحروف نعم خسرنا خيرة ابنائنا وسجن علماؤنا واساتذتنا وقادتنا
لكن لن نخسر مبادئنا وسنعمل للوصول للسلمية  ذات الكتلة الحرجة التى تمنع من يعادينا من ان    يفكر فى مواجهتنا او تعطيل مسيرتنا
 والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
والحمدلله رب العالمين
                                                                                                                                                                                        
المقالات المنشورة تحمل وجهة نظر أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع