بقلم: إسماعيل أبوزيد

 

" انا لم أستطع ان أعزى المصريين في شهداء ليبيا الذين قتلوا علي يد تنظيم داعش الإرهابي قبل ان اثأر لهم واقتص من كل من تقترب يده من المصريين"

كانت هذه كلمات سيادة الزعيم الفريق المشير عبد الفتاح السيسي حامي الديار المصرية بعد الطلعة الجوية التي قام بها الطيران المصري علي الأراضي الليبية التي قتل فيها سبعة من المدنيين الليبيين معظمهم أطفال ونساء.

إذا كنت من المحظوظين الذين تابعو الاعلام المصري في هذه الفترة فأنك بلا شك ستعتقد ان ستصلي الجمعة القادمة في المسجد الأقصى ثم تعود مسرعاً الي ميدان التحرير لتكون بين الملايين الذين سيأتون من كل ارجاء المعمورة للاحتفال بالزعيم السيسي الذي استطاع هزيمة إسرائيل وامريكا وإيران والصهيونية العالمية والنازية وضيف عليهم الصين الشعبية ولا مانع من كوريا الشمالية وكل هذا عزيزي القارء في اول طلعة جوية على الأراضي الليبية، وقتها سيتناول الميكرفون خاطبا في الجماهير العريضة " اللي يفكر يمد ايده على المصريين هنقطعهاله، صحيح صحيح. انا بقول الكلام ده ليه لان احنا بنواجه الإرهاب الاحمق، صحيح صحيح " وهنا امتلاء الميدان بالتسفيق الحاد والصرخات ثم تلها الكثير من حالات الاغماء من حالة الهستيريا التي وصلوا اليها متأثرين بكلمة القائد العظيم.

أنك بلا شك تستمع الي الاعلام المصري حيث لا شيء من الحقيقة حيث الكذب والتخدير والتنويم المغناطيسي انها الاذرع الإعلامية أيها السادة التي استغرقت الكثير من الوقت كي يبنيها السيسي وبدى هذا جليا وهو يطمئن الضابط عمر الالفي الذي كان قلقاً من تجاوزات الاعلام على المؤسسة العسكرية حيث قال له " احنا دوقنا الويل يا عمر بس احنا شغالين في ده " وبدى أوضح عندما كان يطلب عباس كامل مدير مكتب السيسي من احمد علي ان يخبر الإعلاميين ماذا يقولوا الليلة " انت بتكتب يا احمد".

هذا الاعلام الذي فاق توقعات أحد وزراء هتلر الذي قال له أعطني اعلاماً بلا ضمير اعطيك شعباً مغيباً، من حواديت عن بطولات الجيش المصري في إثر قائد الاسطول السادس الأمريكي الي الثعبان الضخم الذي يحارب الجيش المصري في قناة السويس الي فرقة الـ 777 التي انقذت بوتن الرئيس الروسي من الانقلاب الذي حدث عليه لولا تدخل الفرقة المصرية.

 

سد النهضة

إذا كنت من السعداء المتابعين للأعلام المصري قبل الانقلاب ستدرك الكارثة التي ستقع في مصر قريبا متخيلا ذلك المشهد من فيلم شيء من الخوف والأرض تكاد تنطق من العطش، نعم مصر كانت على أبواب ازمة مالية ولكن الغريب في الامر هنا هو انت، أنك اقتنعت تماما اننا مقبلون على ازمة مائية كبيرة ثم بعد الانقلاب انت نفسك صدقت رئيس الوزراء آنذاك حازم الببلاوي الذي قال " ان سد النهضة سيكون سبب رخاء لأثيوبيا ومصر" طب اثيوبيا وفهمناها اما مصر فما هو الرخاء الذي سيعود عليها؟ انت لا تسال عليك ان تصدق ما يقولون دون نقاش.

وانقلب الحال في الاعلام ولم يعد أحد يتكلم عن سد النهضة ولا عن مشروعات الجيش التي كانت تتحدث "عن زراعة مليون شجرة موز في اثيوبيا والسودان ومصر هيخلي أثيوبيا تقولك والنبي خدوا المياه والا سنغرق" على حد قول لواء جيش في أحد القنوات.

اما اليوم عندما وقع السيسي علي اتفاقية مع اثيوبيا والسودان لا يعلم أحد شيء عن بنودها ومع ذلك اخبروك ان القائد العظيم حقق نصر كبيرا في اثيوبيا بس للأسف احنا معرضين لازمة مياه في الفترة القادمة، لا اعلم كيف توقع اتفاقية خطيرة كهذه دون ان تعرض على الشعب في استفتاء لان الامر يخص جميع المصريين، او ان تعرض على مجلس شعب منتخب يمثل المصريين، لكن لا عليك هم سيوقعون ثم يجبروك ان تصدق ما يريدون لأنهم بكل بساطة يمتلكون اعلاما بلا ضمير.