حازم سعيد :

 

الأحمق الهاشتاج يكمل مسلسل " المحن – بضم الميم وتسكين الحاء – والنحنحة " بادعاء الحرب على الإرهاب ومحاولة مداعبة مشاعر العالم الصليبي والصهيوني بأنه يثأر لدم المسيحيين المصريين الذين قتلوا على يد من يقولون أنهم من داعش ( ويترحمون على بن لادن ويقولون أنهم يثأرون لدمه رغم أن داعش تنتقد بن لادن والظواهري والقاعدة ويعلنون أنهم مختلفون معهم ) .

 

جنون الآلة العسكرية .. ووهم البطولة

الهاشتاج المجنون يفعل مثل نيرون ويسعى لحرق نفسه ، وكالقذافي حين يخاطب الثوار بمن أنتم ، وكعبد الناصر حين قتل الجنود المصريين باليمن تحت وهم الزعامة ، هو أحمق يمسك بآلة قوة يخلطها مع ( شوية نحنحة ومحن ) فتخرج هذه الشخصية المجنونة الموهومة بأنها تمارس دور البطولة .

يجرؤه على ذلك مجموعة من الطبالين والزمارين والمنافقين يصورون هذا ( الأهبل ) على أنه بطل فيصدقهم ويصدق نفسه رغم الحمق البادي عليه وعلى كلماته وعلى نحنحاته ، وليس تقييمي لهبله وحمقه ناجماً عن موقف ثأري ولا عقدي ، وإنما يكفيك أن تمتلك ذرة من عقل لترى بنفسك وتبصر مدى غبائه وحمقه .

يشجعه على هذه البطولة الموهومة مجموعة منتفعي هذه الممارسات ، من زملائه من العسكر المستولين على البلد ومقدراتها بغير وجه حق ، أو من الداخلية التي يلقي لها العسكر الفتات في مقابل قمعهم للثورة والثوار ، بالإضافة لمرتزقة الفئات الطفيلية التي تقتات على الانقلاب كالقضاء والإعلام والفن والرياضة .

 

لماذا يدعي الغضب هذه المرة ؟

المجنون الذي لم يخض حرباً شريفة في حياته ، يكمل مسلسل نجاسته بقصف أهداف مدنية في ليبيا بحجة أنه يثأر لدم المصريين ، رغم أنه هو السبب في هذا الموقف بتشجيعه لحفتر وأمثاله من المنقلبين والعاملين ضد الثورة الليبية ، ورغم أنه لم يتواصل مع الحكم الثوري القائم بليبيا ، ورغم أن من يدعون أنهم من داعش وقاموا بهذا العمل ليسوا هم الحكم الليبي .

ومع أنه لم يحرك ساكناً حين قتل جنودنا في سيناء ، ولم يفعل شيئاً لدماء الشباب المصري التي سفكت الأسبوع الماضي على يد مرتزقة الداخلية ( وعددهم أكثر ممن قتل في ليبيا ) .

المجنون الذي سفك دم المصريين في رابعة والنهضة ، وسكت عن قتل المصريين في أكثر من موضع ، ويموت في عهده يومياً بسبب حوادث الطرق والمعيشة والأمراض ، هو نفسه الآن الذي يغضب لمقتل 21 مصري مسيحي ويزور الكنيسة لاحتياجه لوصلة نحنحة وبعد أن ينهيها يضرب ليبيا بطائراته ويحرك موظفيه بدرجة سفراء ليشجعوا الغرب ضرب ليبيا .

فلماذا يفعل ذلك هذه المرة ؟ إنها مجموعة عصافير يحاول ضربها بحجرٍ واحد ، أولها ضمان استمرار الدعم الصليبي الصهيوني العالمي له كانقلابي خسيس وكأداة قمع ضد الإسلاميين المصريين ، حيث يغازلهم بحربه ضد الإرهاب ، وهو نفس الوتر الفاشل الذي لعب عليه من قبل بوش حين وجه جيوشه لضرب العراق من بعد أفغانستان بحجة أن العراق تحضر للنووي رغم أنه هو ذاته الذي سمح لإيران أن تحضر هذا النووي الذي حاربه في العراق .

العصفور الثاني إلهاء الناس ( كل الناس بالداخل والخارج ، خاصة الخليجيين ) بشغلهم عن التسريبات التي فضحته الأسبوع الفائت ، لتأتي هذه الفعلة الشنيعة ممن أثنى عليهم من قبل قذاف الدم ، وهم نفسهم الفريق الوحيد الذي سلم من قصف حفتر ومرتزقته !!!

العصفور الثالث : شغل الناس عن فشل المؤتمر الاقتصادي قبل أن يبدأ ، فالبلد في حالة حرب ( والسفهاء سينسون أنه هو الذي خاضها بإرادته المطلقة وبتدبيره ومكره ) ، وأي أثار اقتصادية سلبية تنجم عن الحرب لابد أن يتناسها المصريون ، لأنه ينتقم لدماء المصريين ولأنه  يمارس حقه في الدفاع عن بلده ، ولأنه يحارب الإرهاب .

العصفور الرابع : البحث بأسلوب ( المحن والنحنحة ) عن داعم وممول لأنشطته ومغامراته الانقلابية بديلاً عن السعودية التي أصبح بادياً للعيان تخليها عن دعمه بعد وصول الملك سلمان لسدة الحكم ، ( ولزغزغة ) مشاعر المجانين الجالسين بسدة الحكم بالإمارات والحالمين بسيادة العالم فيستمروا في دعمه رغم ما تقوله التسريبات عن ابتزازه لهم وسرقته الواضحة لمقدرات شعوبهم التي ينفقونها بسخاء وبذخ تحت وهم الحكم والسيطرة .

العصفور الخامس : محاولة إيجاد مصرفاً مقنعاً لمموليه الخليجيين يقول لهم أنه أنفق أموالهم عليه ، وليس أسهل من الحروب مجالاً تبرر فيه نفقتك ، بعد افتضاح أمره في التسريبات التي أثبتت أنه تلقى ما يزيد عن المائتين وخمسين مليار جنيه ليوصل الرسالة للداخل والخارج أن الفلوس لم تنهب وإنما أنفقت في الحروب .. وهي التي ليس لها ميزانيات ولا يمكن أن تنضبط مصروفاتها ، فينفق ثلاثة أو أربعة ملايين يقول للناس أنها مائة مليار ويصدقه الناس ، لا ضير فلقد كان يدافع عن الأمن القومي المصري ( تلك الشماعة التي أكلتها العتة ودابت من كثرة ما تعلق عليها من أسباب ومبررات ) .

العصفور السادس : محاولة استعادة القيام بدور المبادءة والمبادرة ، بعد أن سحبت موجة 25 يناير الماضية البساط من تحت أقدام أجهزته الاستخباراتية ، وكل فروع أجهزته الانقلابية الأخرى ، حيث لأول مرة منذ 25 يناير 2011 يجدوا أنفسهم مدفوعين دفعاً للدخول في موجة رد فعل ، وتحرك تابع لأداء ومبادءة غيرهم ، ولأول مرة يفاجئوا بأن الثوار الأحرار هم من يولدون حدثاً ويبتكرون مشهداً ويدخلون العسكر بأرجلهم لدائرة من مجموعة ردود الأفعال ، وهي المفاجئة التي لم تكن في حسبانهم .

 

إلى الثوار الأحرار .. احذروا أن تكون ردة فعل

لذلك أوجه نصيحتي إلى الثور وقادة العمل الثوري – وفي القلب والمقدمة منهم الإخوان المسلمين – بأن يحذروا أن يعودوا مرة ثانية لدائرة رد الفعل ، واحذروا أن يجركم حمق هذا المجنون إلى الهدوء المقعد ( الذي يتعارض مع الثورة ) أو الانشغال على كل مستويات العمل الثوري – وخاصة الإعلامي – بترهاته وحماقاته ، بل عليكم أن تسيروا وفق النموذج الهائل الذي حققتموه في 25 يناير الماضي باحتلال خندق المبادءة والمبادرة والإيجابية في خطوة هائلة ، وليكن ديدنكم الدائم وتفكيركم وما يشغل بالكم على طول الخط هو : كيف أكون استراتيجيات وأهداف ورؤى وخطط ووسائل وإجراءات تحمل في طياتها عنصر المبادرة والفعل وليس رد الفعل .

إن مجرد وضع هذا الإطار كنموذج وكاستراتيجية وكموضوع يشغل الذهن دائماً هو نجاح للثورة وللثوار ، لأنه طالما استعنا بالله سبحانه ثم سعينا في الأخذ بالأسباب ومن أولها أسباب التفكير والابتكار والتخطيط .. فإننا حينها سننتصر على هذا الهاشتاج المجنون ( الأهبل ) .

 

كبسولات :

- كلما تدبرت في حال الأمم الإسلامية وتداعي الأمم عليها وتشتتها وتشرذمها ، كلما حمدت الله سبحانه على نعمة الإخوان من بعد الإسلام .

الانقلاب هنا في مصر ، والمخططات الصليبية في جنوب السودان وما تحتها من أفريقيا ، ومغامرات المجنون السيسي ( برضا ودعم صليبي كامل ) في ليبيا ، والدعم اللا محدود للعلمانيين في تونس ، ومشاكل الداخل المرتبة بالغرب داخل المغرب العربي ، وأزمة سورية ، وأزمة العراق والاحتلال الصهيوني لفلسطين العربية المسلمة ، وتشرذم الخليج وتفتته وتصارعه فيما بينه على استرضاء الغرب وطلب مودته ... كلما نظرت في ذلك كلما علمت بعد رؤية الإمام البنا رحمه الله ، وكلما تيقنت من بصيرته ، وكلما حمدت الله على نعمة الإخوان من بعد الإسلام ، حيث ليس لها بعد الله سبحانه كأسباب وكحاملي هم وكمجاهدين إلا الإخوان ، فمن ذا الذي يفكر مثل هذا التفكير الجمعي في كل هموم المسلمين إلا أنتم أيها الإخوان ، فلله دركم ما أزكاكم وما أطيبكم ، اللهم انصر الإخوان وأزواج الإخوان وأبناء الإخوان ومن يحب الإخوان . اللهم آمين

= هل يشك عاقل بعد ما يشاهده من تمايز في ردود الأفعال إزاء الدم المسلم المسفوك في كل بقاع الأرض وآخره ثلاثة مسلمين بأمريكا غدراً ، وبين من قتلوا على يد مجهولين مقنعين ملثمين يقولون أنهم من داعش ، هل يشك عاقل بعد ما يرى هذا التباين الرهيب في رد فعل الغرب إزاء الحدث أنها حرب عقدية بامتياز ، وأنها عين صليبية صهيونية تقيم الأحداث وتراها بمنظورها ؟ لا أحب تفسيرات المؤامرة ، ولكن في المقابل لا أستطيع أن أقنع عقلي بغير أنها الصليبية الصهيونية تدير حربها على العالم الإسلامي بكفاءة واقتدار ، والله غالب على أمره ...

============

[email protected]

https://www.facebook.com/hazem.saeed.752

https://twitter.com/hazemsa3eed