حازم سعيد :
الخائن السيسي ومخابراته وداخليته ومعهم جوقة الموالين له من الإعلاميين المأجورين وعلى رأسهم ( متحولي السعودية ) وأقصد بهما ثنائي الشقيقين الذين يحاربان الإخوان من أجل ملايين السعودية ...
هؤلاء بثوا عدة مزاعم : الأول أنه احتشاد إخواني يملك مكتب الإرشاد فضه ، والثاني أنه من أجل إعادة الرئيس مرسي ، والثالث أن الداخلية المصرية ستحاول فض الاعتصام ، وأنها ستملك قدرة الفض ...
هذه المزاعم لها هنا عدة وقفات ، قبلها تمهيد :

التمهيد :
آليت على نفسي منذ شهور ألا أقرأ أو أتصفح لمتحولي السعودية شيئاً لما بكلامهما من الغث الكثير والبعد عن الإنصاف والتحول والعمالة الواضحة لفلوس السعودية المعارضة لنظام الرئيس الشرعي المصري الدكتور محمد مرسي ، والتزمت بهذا العهد منذ شهور فعلاً ، ولم أخرج عنه ، لولا تزامن نشر أحد المقالات الأخيرة لأحد الشقيقين على سبيل الاحتفاء والتمجيد من قبل ثلاثة أو أربعة من أصدقائي السلفيين المنتمين للنور على صفحاتهم بالفيس بوك وهو ما يظهر تلقائياً أمامي عندما أريد التصفح ، فدخلت لأقرأ كماً من المغالطات ( والغثاء والتافه ) وكنت أنوي كتابة مقالة عن سبل التصعيد السلمي لأنصار الشرعية فوجدته من المناسب تصحيح بعضاً مما جاء بغثائيات الشقيقين ، وكذلك ما جاء بلسان داخلية الغادر السيسي وإعلامه  ..

أولاً : احتشاد الإخوان :
الشقيقان يكتبان ذلك حتى يحللا ملايين السعودية ، والسيسي وأجهزته وإعلامه يطلقون هذه الدعوى حتى يستمدوا شرعية لحرب الإخوان الأفاكين الإرهابيين الذين شيطنهم إعلامه الخبيث . اختلفت الدوافع واتفق القصد والوسيلة والدعوى . اعتصام رابعة هو احتشاد إخواني لمصلحة إخوانية ضيقة .
أما أنه احتشاد إخواني ، فلو أنهم كلفوا أنفسهم مشقة زيارة رابعة أو النهضة لاكتشفوا الحقيقة المذهلة والتي مفادها أن الاعتصام بالميدانين هو اعتصام لكل المصريين بجميع أطيافهم .. نعم يغلب الإسلامي ، ولكنه ليس إخواني ، وأزعم أن الإخوان في الميدانين قد لا يتجاوز عددهم من 30 إلى 40 في المائة ، بمعنى أن الموضوع خلاص ، رقعة اتسعت على راتقها ، انقلاب عسكري فاشل احتشد ضده كل المصريون .
الأمر إذن في هذا الأمر أنه اعتصام للقوي الوطنية ( إسلامية وغير إسلامية ) التي تؤيد فكرة الشرعية والديمقراطية التي سأتناولها في النقطة التالية ، ولا يملك قرار فضه أو التحكم فيه سوى مجموع هذه القوى وإداراتها ، وليس مكتب الإرشاد أو مجموعة من الإخوان .
هذا هو تفنيد الفرية الفاشلة الأولي للشقيقين وللخائن السيسي ومخابراته وداخليته وإعلامه ، المعاينة .. زوروا الميدانين لتعلموا وما عدا ذلك من تنظير هو والتفلسف والتفيقه والثرثرة ثم والعدم سواء .

ثانياً : الاحتشاد بغرض عودة مرسي :
إطلاق الهدف هكذا هو من الخلط والتخريف ، فنحن لم نحتشد لاستعادة شخص ، وإنما الأمر عن فكرة ومبداً ، فكرة أن فئة من الناس تسرق اختيار الأغلبية في وضح النهار . هكذا هو الموضوع بكل بساطة .
انتخابات ديمقراطية شفافة جاءت بمجلس شعب شرعي حقيقي باختيار اثنين وثلاثين مليون مصري ، ليأتي مجموعة من القضاة لا يتجاوزون العشرة ليبطلوا اختيار تلك الملايين وينسفونه .
ثم انتخابات ديمقراطية شفافة تأتي برئيس شرعي منتخب شارك فيها فوق الثمانية وعشرين مليون مصري ليختار أغلبيتهم ( 13,8 مليون ) هذا الرئيس ، ليأتي انقلابي خائن بديكور وثورة فوتوشوب ( ست ساعات ) لحوالي مليون مصري أو مليون ونصف لينسفوا اختيار ما يقرب من أربعة عشر مليون ضمن تصويت 28 مليون ، المهم أن المليون أو مليون ونصف كلهم ممن لم يختر هذا الرئيس من بداية الأمر .
ثم استفتاء ديمقراطي شفاف يأتي بدستور هو الأروع في تاريخ مصر بموافقة 64 % من 18 مليون مصري شاركوا فيه ، ليأتي انقلابي خائن وينسفه بجرة قلب وبثورة الفوتوشوب بتاعة الست ساعات .
ثم مجلس شورى منتخب شارك فيه ثمانية مليون مصري واختير أعضاؤه بأغلبية فوق الخمسة وسبعين في المائة ليأتي هذا الانقلابي الخائن الغادر فينسفه بثورة الفوتوشوب بتاعة الست ساعات .
تسطيح الأمر وتصويره على أنه ثورة كي يعود شخص ما لسدة الحكم هو من الغباء المصطنع أو ادعاء الغباء ، أو استغفال ( وهو ما أرجحه ) القارئ من أجل ريالات السعودية يا أيها الشقيقان الغادران الكاذبان .
الأمر هو وقفة قوية وصارمة ضد سرقة إرادة شعب واختياره الحر والديمقراطي ، لن أناقش أمثالكم فلستم منصفين ، حول أن مرسي أخطأ أم لم يخطئ ، أو أن الإخوان أخطئوا واستحوذوا أم لم يفعلوها ، فالكلام معكم غير ذي جدوى أو بال وإنما الأمر هو توضيح لمن قرأ لكم - ولم يعد يقرأ لكم من أحبابي كثير - ، وكذلك رداً على شبهات الخائن السيسي ودعاوي داخليته .

ثالثاً : هل فض الاعتصام يزعجنا ؟
بالطبع لا ، وليس فض الاعتصام مشكلة بالنسبة لنا ، لأننا خلاص نحن أهل مصر رزقنا الحالة الثورية والمد الثوري الذي لا يستطيع أي طاغية مهما أوتي من قوة أو شأن أن يقف أمامه .
وعندنا من حالات التصعيد الثوري الكثير ، وما الاعتصام إلا أسهل وأبسط صور الثورة التي توشك أن تنفجر بتصعيداتها وعن قريب ، وسواء فضوا - وهذا مستحيل - الاعتصام أم لم يفضوا ، فلسوف يجد الانقلابيون من مر تصعيدنا ما يجعلهم يندمون على هذه الأيام السهلة التي اكتفينا فيها بالاعتصام والسير في شوارع وميادين معلومة ودون تعطيل للمرور والمصالح والمؤسسات وفي غير أوقات العمل الرسمية .

رابعاً : هل هم جادون في فض الاعتصام ؟
أزعم أنهم غير جادين وكتبت ذلك في المقالة قبل السابقة عن فض اعتصام المخطوفين ذهنياً ، وذكرت أنها حيلة من حيل الانقلابيين لشغلنا عن حالات التصعيد الثوري ، وأن المنطق والعقل يؤديان لاستحالة فض هذا الاعتصام بالقوة أو بغيرها سوى إرادة هؤلاء المعتصمين .

خامساً : ما هي الخطوات التي يمكن أن نلجأ لها للتصعيد :
كثير ، وكثير جداً ، ولكني هنا سأتناول عناوين فقط ، وأترك الحديث عما لا أعلم أهو من المباح ذكره أم لا ؟
 في المحور والشأن السياسي : نستطيع التظاهر في وقت العمل ، وفي أماكن العمل الرسمية ، وفي مؤسسات حيوية حصارها يقتل الانقلابيين ويعطل الحياة كلها بأخضرها ويابسها ، نستطيع غلق واقتحام هذه المؤسسات ودون قطرة دم واحدة ونوقف معها العمل .
نستطيع غلق شوارع محورية ولا يستطيع أن يجلينا عنها الانقلابيون دون دماء ، وهو ما يدينهم ويشينهم ويشعل وقود الثورة بالداخل والخارج .
نستطيع ممارسة ألوان من الصراع الاقتصادي مع الباطل من مثيل عدم دفع الفواتير - أي فواتير - وسحب جميع الأموال من البنوك ، نستطيع خنقه بألوان اقتصادية أخرى في التجارات وفي المقاطعات ... الخ .
نستطيع ممارسة ألوان وفنون من الإقناع والتحييد بالعقل والمنطق والحق الواضح والبين الذي نمتلكه ، وقد نجحنا في عديدٍ منها بين عناصر الجيش والشرطة ولا زلنا وسيعلم الانقلابي الخائن أثرها وعما قريبٍ إن شاء الله .
فليفض الاعتصام - ولن يستطيع إن شاء الله - سنوجد له بدلاً منه ألف اعتصام ، وليعتقل ثورجي ، سيولد فينا مليون ثورجي ، وليغلق منبراً سننشئ بدلاً منه مليار منبر ..
يا أيها الانقلابي الخائن الغادر السيسي لقد فشل انقلابك ، لا مساك الله ولا صبحك إلا بكل شر وعار وخزي وإثم .

وأخيراً .. هل نملك إرادة أن نفعلها .. ثم إمكانيات الفعل :
بكل وضوح وجرأة وقوة : نعم ، فما حركنا ولا أيقظنا ولا أخرجنا من بيوتنا ولا ألزمنا الاعتصامات بعد فضل الله وتوفيقه وقوته سوى هذه الإرادة الواضحة الجلية ، وأما الإمكانات ، فيحدثكم عنها الواقع الذي يضم لنا بحول الله وقوته كل يومٍ أمداداً من البشر  ومن كل الطبقات والفئات ( حتى من بين الشرطة والجيش ) ما لا يعلمه إلا الله من جنوده .
وليعلمن الطغاة بهذا الأمر عاجلاً إن شاء الله .. أليس الصبح بقريب !
--------------
[email protected]