م/ محمد أنور رياض

هل أكلنا الأونطة و انضربنا بومبة في انتخابات نقابة المهندسين فلم أحصل علي زجاجة زيت واحدة ولا حتي كيلو سكر ... وقفت ثلاث ساعات في طابور كبار السن المزدحم ( بشباب ما تحت الثمانين !!!)غالبيتنا يستند علي عصاه و الأرجل بعظامها الواهنة تئن وجعا و( نشرا ) من طول الوقوف و بطء تحرك الطابور و رغم ذلك صبرنا واستعذبنا الألم في سبيل عودة نقابتنا التي خطفها الفلول من أهلها لمدة ثمانية عشر عاما وكانت لحظة من الإصرار و التحدي رائعة عندما تعطل الكمبيوتر وظننا أنها لعبة (نصف كم ) مكشوفة لإشاعة اليأس بيننا وصرفنا بدون تصويت ... لحظة أعادتنا لروح ميدان التحرير فهتفنا ( هو يمشي مش هانمشي ) ...

انتخابات المهندسين سبقت انتخابات مجلس لشعب بأيام و شهدت إقبالا غير مسبوق ومبشرة بما تحقق بعدها من خروج شعب مصر في مليونيات حقيقية عددا و حماسا ليفرض نفسه سيدا لقراره رافضا وصاية أفندية النخبة مديرا ظهره لكل من استعلي عليه و رماه بعدم النضج و الجهل ... ورغم الإشادة بهذا الخروج العظيم من العالم كله إلا أن الإعلام خايب الرجاء المئوس من إصلاحه استمر في إطلاق مدفعية الرغي و دافعا إلي صدر شاشات الفضائيات نفس الوجوه التي تمارس اللت و العجن في طلاقة وبجاحة و لم تجد ما تداري به وكستها و خيبة أملها إلا أن تشكك في نتائجها مدعية بأن الأخوان اشتروا أصوات الملايين بالسكر و الزيت واللحمة ... و بالاتهام الساذج والمستهلك الذي فقد صلاحيته عن استخدام الدين و تخويف الناس من النار ...(  ليت المدخنين  يستجيبون لفتوي تحريم الدخان فيقلعوا عنه  و ليت الإ علاميين  يتوقفون عن الكذب و التضليل و إثارة فزاعات فقدت صلاحيتها وهي ذنوب  تؤدي إلي النار ... و النار كما هو معلوم تحرق و تلسع !!! ) ...

حصول الإخوان علي ثقة شعب مصر في المرحلة الأولي لم يكن مفاجئا فقد سبقه الفوز بما يشبه الاكتساح لكل من نقابة المعلمين و الأطباء و المحامين و العلميين ثم المهندسين و هي نقابات تمثل عقل مصر وثقافتها و قدرتها علي الاختيار و كلها مرت ــ ببالغ الدهشة ــ مرور الكرام بلا هجوم أو تشكيك من إعلامنا المغرض و المتربص دائما بكل ما يتعلق بالإخوان ... انتخابات النقابات كانت (قُرْديحي ) بدون اتهامات عن الزيت أو اللحمة ...و هو ما جعلني أطالب بإلغاءها و إعادتها ببطاقة الرقم القومي و بطاقة التموين... تنتخب  و تقبض حتة لحمة أو زجاجة زيت تموين  .....و ليتهم يختارون مقار اللجان لتكون داخل السوبر ماركت ...