"أعيدوا حساباتكم أن خريطة العالم لن تتغير إن اختفى كل أهل غزة". كان عنوان رئيسي لمنشورات تلقيات طائرات الاحتلال الصهيوني على غزة بعد يوم قاس من رسائل المقاومة خلال تسليم رفات 4 جثث لمقاتلين صهاينة كانوا أسرى بيد كتائب سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قتلتهم القذائف الصهيونية المتلاحقة والضخمة على مناطق متفرقة بغزة.

الصحفي من غزة تامر وعبر @tamerqdh، أعاد نش المحتوى بترجمة أخرى "خريطة العالم لن تتغير إن اختفى كل أهل غزة عن الوجود"، وأضاف للمنشور قول الصهاينة "بقيتم وحدكم لمصيركم المحتوم، لن تنفعكم دولكم العربية، فهي حليفة لنا تمدنا بالمال والنفط والسلاح، أما أنتم فيبعثون لكم الأكفان".
وأوضح أن هذا جزء من نص منشورات ألقاها الشباك  الإسرائيلي على الأحياء السكنية في قطاع غزة، مفسرا  ذلك بأنهه "التهديد بقتل جميع سكان قطاع غزة".
https://x.com/tamerqdh/status/1892579928656548069

وقال الإعلامي والباحث الفسلطيني د. يونس أبو جراد @YunusAbujarad: ".. تهديد صريح بالإبادة، وإرهاب نفسي لن يفت في عضد الغزيين بإذن الله.. منشورات تلقيها طائرات الإرهاب الصهيونية ..".
https://x.com/YunusAbujarad/status/1892649807446962316

   وفي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، سلمت حماس والجهاد رفات أربع أسرى إلى الصليب الأحمر وعنه أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الصليب الأحمر يمارس ازدواجية معايير وتمييزًا صارخًا خلال تسلُّم وتسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين والشهداء الفلسطينيين، بينما يُجري الصليب الأحمر مراسم رسمية مُهيبة عند تسلُّم جثث الأسرى الإسرائيليين، يُسلِّم جثامين الشهداء الفلسطينيين في أكياس زرقاء تُلقى داخل شاحنات تفتقر لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية.

واعتبر الإعلام الحكومي أن "هذا التمييز الصارخ في التعامل يعكس ازدواجية المعايير ويفضح العجز الدولي عن تحقيق العدالة والإنصاف!".
 

صدمة للاحتلال في اليوم 33
   
ونشرت المقاومة شعارات ورسائل صادمة في موقع تسليم جثامين الأسرى الصهاينة ضمن فعاليات اليوم الـ 33 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وشملت هذه الرسائل؛ تحميل الاحتلال المسؤولية عن قتل أسراه، وتحمله عودة الحرب من جثامين أخرى، والإصرار على تجذر المقاومة ومواصلتها، وفضح أكاذيب الاحتلال حول اغتيال قادتها.

وكانت أول وأهم هذه الرسائل هو تأكيد المقاومة الفلسطينية أن الأسرى الـ4 قُتلوا بسبب صواريخ طائرات الاحتلال الحربية.

أما الرموز المكتوبة، فكان للمقاومة على منصة التسليم عبارة بالعبرية وترجمتها: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو"، كما شاركت فصائل المقاومة في غزة في مراسم تسليم جثامين الأسرى الصهاينة، ف4 عناصر كانوا يحملون التوابيت، ويرتدي كل واحد منهم عصبة على رأسه تمثل الفصيل الذي ينتمي إليه.

وأشارت العصبة الخضراء إلى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أما العصبة السوداء فتشير إلى سرايا القدس، والعصبة الصفراء تمثل كتائب شهداء الأقصى - لواء العامودي، أما العصبة الأخيرة فهي لألوية الناصر صلاح الدين.
وشاركت في مراسم التسليم كتائب الشهيد جهاد جبريل وكتائب المجاهدين.

وكتبت المقاومة بين ما كتبت (كمين الفراحين ليس نزهة.. بل محرقة) وهي إشارة إلى كمينين نصبتهما كتائب القسام لعدد من قوات الاحتلال في منطقة الفراحين شرق مدينة خانيونس الأول منهما في 12 فبراير 2024، وقُتل خلاله قائد الكتيبة 630 احتياط، ونائب قائد سرية، وجندي، إضافة إلى العديد من الجرحى، والثاني فكان في 5 أغسطس 2024، وأدى إلى مقتل وإصابة جميع أفراد قوة الاحتلال المتوغلة.

وحضر أيضا سلاح (التافور) "الإسرائيلي" بأيدي عناصر المقاومة، وهو سلاح تم أخذه من جنود الاحتلال في طوفان الأقصى.

وعن رمزية مكان التسليم فكان هذه المرة بمنطقة (بني سهيلا)، وهي التي اجتاحها جيش الاحتلال لمدة 4 أشهر على فترات، وقام بنبش القبور وقتل فلسطينيين، بحثاً عن جثامين أسرى إسرائيليين، لكنه عجز عن العثور عليهم.
 

توعد وتهديد
   
وتوعد "نتنياهو" ضمن بيان مسطر من مكتبه، أهالي غزة مقتبسًا عبارة من التوراة (يا إله الانتقام؛ تجلّ) عقب الإفراج عن جثامين 4 من أسراه.
وقال رئيس الوزراء الصهيوني إن "أصوات دماء أحبائنا تصرخ إلينا من الأرض، وهذا يُلزمنا بمحاسبة القتلة، وسنحاسبهم".

وأضاف: "نحن جميعًا نشعر بألم يمتزج بالغضب"، مهددًا بالتصعيد: "تلزمنا إعادة الجثث الأربع بأن نضمن أن ما حدث في 7 أكتوبر لن يتكرر أبدًا"، في تلميح منه إلى عزمه استئناف الحرب على غزة.
ووصف المشاهد بأن هذا اليوم "صعب وحزين وصادم ل"إسرائيل".

إلا أن هذا الرعديد تخلف أمام غضب الشارع اليهودي من حضور مراسم استلام الجثامين، الذي يسوده حالة من السخط على بنيامين نتنياهو، بعد أن ألقى رئيس كيان العدو إسحاق هرتسوج باللائمة على الحكومة وجيش الاحتلال: "نأسف لأننا لم نقم بواجبنا، ولم نصل إلى الأسرى في ذلك اليوم المؤلم، ولم نعدهم إلى منازلهم بأمان".