قالت مؤسسة "القدس الدولية"، الأربعاء، إن المسجد الأقصى يعيش واحدة من "أخطر" فتراته، وإن "المعركة عليه لم تنته، بل ازدادت سخونة وخطورة". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدت المؤسسة في إسطنبول، واستعرضت خلاله التقرير السنوي الـ18 لها المعنون بـ"عين على الأقصى".
ويوثق التقرير الفترة من مطلع أغسطس 2023 وحتى مطلع أغسطس الجاري، ويأتي صدوره بعد أيام من الذكرى السنوية الـ55 لإحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969، على يد أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهان.
ومؤسسة القدس الدولية هي منظمة عربية غير ربحية وغير حكومية، مقرها في لبنان، تهدف إلى العمل على إنقاذ مدينة القدس والمحافظة على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وتثبيت سكانها وتعزيز صمودهم، في إطار مهمة تاريخية لتوحيد الأمة بكل أطيافها الدينية والفكرية والثقافية والعرقية من أجل إنقاذ القدس عاصمة فلسطين.
وقال حميد الأحمر، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، خلال المؤتمر الصحفي: "نجتمع اليوم بعين ترقب ما يجري في قطاع غزة (الذي يواجه حربا إسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023)، وأخرى لما يجري في الضفة والقدس والمسجد الأقصى" من تصاعد اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالتزامن مع الحرب على غزة.
وأضاف: "يعيش المسجد الأقصى واحدة من أخطر فتراته في ظل جنوح المجتمع الصهيوني للتطرف لهدم الأقصى وبناء المعبد (المزعوم)، ووجود حكومة بنيامين نتنياهو التي تضم أكبر عدد وزراء داعمين لتهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية".
وأشار الأحمر في هذا الصدد كذلك إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي "يطالب بتغيير الوضع القائم في القدس، والذي أعلن قبل أيام نيته بناء كنيس داخل الأقصى".
من جهته، قال البرلماني التركي حسن توران: "بعد السابع من أكتوبر، احتلت القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى أجندة العالم".
وأضاف خلال كلمة في المؤتمر ألقاها عن بعد: "اليوم تُمارس إسرائيل الإرهاب بحق العالم الإسلامي بدعم غربي، وتهدد كل من يقف بوجهها" واعتبر توران أن "إسرائيل هي الولايات المتحدة والغرب المصغر في المنطقة، ولا يمكن كسر ذلك إلا عبر المقاومة".
بدوره، استعرض ياسين حمود، المدير العام لمؤسسة "القدس الدولية"، خلاصات التقريروقال: "قدم التقرير صورة واضحة عن مسارين متناقضين متصارعين، المسار الأول هو مسار العدوان على المسجد الأقصى الذي يقوده الاحتلال الصهيوني المدعوم من أمريكا، وحكومات غربية، وأنظمة التطبيع" وأضاف: "أما المسار الثاني فهو الذي يقوده الشعب الفلسطيني بمرابطيه ومقاوميه ومعه شرفاء أمتنا وأحرار العالم".
وأفاد حمود بأن "التقرير رصد جملة تطورات في المسار الأول مثل فكرة بناء المعبد المزعوم، التي لها حاضنة قوية في مفاصل القرار السياسي والأمني الصهيوني".
ولفت إلى أن "منظمات المعبد المتطرفة قرأت رسالة (عملية) طوفان الأقصى جيدا، وأدركت أنه تهديد غير مسبوق لمكاسبها التي حققتها في المسجد في السنوات الماضية، وقررت رفع شعار معركة المعبد في وجه طوفان الأقصى".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، هاجمت فصائل فلسطينية بقطاع غزة، عبر عملية اسمتها "طوفان الأقصى"، 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع؛ بغية ما قالت إنه "إنهاء الحصار الجائر على غزة وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى".
وأوضح: "بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى في مدة الرصد نحو 50 ألفا و70 مقتحما، من المستوطنين والطلاب اليهود وجنود الاحتلال".
وأشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية "فرضت حصارا مشددا على المسجدِ الأقصى؛ فتراجع عدد المصلين فيه في بعضِ الجمع إلى نحو 3500 مصل فقط (من ما بين 35 ألفا إلى 50 ألفا في الأحوال العادية)، ونكلت بالمصلين وموظفي الأوقاف الإسلامية، وأبعدت سلطات الاحتلال نحو 374 فلسطينيا عن المسجد الأقصى".
وأكمل: "نصبت قوات الاحتلال حواجزا وأقفاصا حديدية عند 3 من أبواب الأقصى، هي: باب الحديد، وباب الغوانمة، وباب الملك فيصل".
واعتبر أن "هذه الإجراءات الأمنية الصارمة أسهمت في خلو المسجد نسبيا من المصلين والمرابطين والمرابطات، في مقابل فتح أبوابه أمام المستوطنين المقتحمين الذين لم يجدوا ما يمنعهم من أداء طقوسهم الدينية داخل المسجد".
ولفت إلى أن "الاحتلال واصل حفر الأنفاق والحفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطِه، واستمر في تنفيذ المشاريع التهويدية حوله".
وختم قوله عن التقرير، قائلا: "فصول المعركة على المسجد الأقصى لم تنته، بل ازدادت سخونة وخطورة".
وشهدت الفعالية إلقاء خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج كلمة، فضلا عن استعراض مجموعة من المشاهد والفيديوهات.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.