تحول النمط السائد في دول الثورة المضادة، من حملات لمقاطعة تركياوالهجوم المستمر على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الثناء على تركيا وتطورها مع أردوغان!

المستشار الإعلامي د. مراد علي أشار إلى هذا اتغير عبر تغريدة قال فيها: "الإمارات منحت أردوغان وسام زايد، أعلى وأرفع الأوسمة في الدولة، وفي ذات الوقت، تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الدولتين بقيمة 50.7 مليار دولار.. كما أعلن صندوق أبوظبي السيادي عن شراء سندات بقيمة 8.5 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال في  تركيا.. من كان يتوقع هذه العلاقات الدافئة منذ سنتين"؟

وإضافة إلى الإغداق المالي (حسب المعلن من الرياض وأبوظبي) واستضافة رجال الأعمال الأتراك، سادت موجة من التغزل من أركان إعلام الثورة المضادة في مصر ودول الخليج، في أردوغان ونظامه؛ ومن ذلك ما كتبه عماد الدين أديب وغيره ممن يتم توظيفهم حسب الرغبة والتوجه السياسي للدول، فتارة يطلب من الخليج دعما للسيسي محددا بـ 25 مليار دولار على نحو "عاجل" وتارة يحذر من سقوط السيسي. 

انت معلم ومنك نتعلم!
أحدث صيحات النفاق التي أطلقها عماد الدين أديب كانت مقالا تحت عنوان "انت معلم ومنك نتعلم" يشيد فيه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقدراته في عالم السياسة وحنكته في التعامل مع الغرب! وذلك بالتزامن مع زيارة أردوغان للخليج (الرياض-الدوحة-أبوظبي).

واعتبر "أديب" في مقاله أن "أردوغان صار واحدا من أكبر لاعبي السياسة الدولية المعاصرين، وللمرة الأولى يمكن القول أن الرجل استوعب الخلاصة العميقة للعواصف الشديدة التي مرّ بها منذ توليه الشأن العام قبل العشرات من السنوات"!

وأضاف أن "مهارة أردوغان تتلخص في قدرته على فعل ثلاثة أشياء متناقضة شديدة التعقيد؛ أولها "قدرته على فعل الشيء ونقيضه: إشعال الحرب ثمّ الدعوة إلى السلام، الهجوم ثمّ الانسحاب، الدعم ثمّ المنع، التقدم ثم التراجع، الهزيمة ثم الانتصار.. والأمر الثاني -بحسبه- هو قدرة أردوغان على استغلال الأزمات المحلية والإقليمية أو الدولية وتحويلها إلى فرص لتحقيق المكاسب، أما ثالثا فقدرته على "الالتفاف الكامل والتراجع عن أيّ موقف شريطة أن يحصل في النهاية على الثمن المناسب محقّقا الأهداف المنشودة"!

 

همز ولمز

لم يخل مقال عماد أديب من الهمز واللمز، فعند حديثه عن نشأة أردوغان قال إنها استندت إلى أربعة مؤثّرات؛ هي "عائلة شديدة الفقر"، وأضاف لذلك "دراسة القرآن والفقه في مدارس إمام خطيب، وممارسة كرة القدم في نادي "قاسم باشا"، وقيامه لمدّة 4 سنوات بالانشغال في بيع الخضراوات والفاكهة، وخاصة البطيخ، في شوارع إسطنبول للإنفاق على تعليمه".

وكرر غمزه، وهو يتناول أردوغان الذي درس الاقتصاد في جامعة مرمرة وتأثر بشخص نجم الدين أربكان وبقراءاته الإسلامية، فاتهمه على سبيل التعريض فأضاف لذلك؛ "نهمه في الاطّلاع على الشعر الديني التحريضي شكّل كثيرا من مواقفه"، بحسب المقال.

وتحدث "أديب" وكأنه يمتلك "الحيادية" ذلك الوهم النظري في الإعلام عند الأذرع، فكتب "لا يمكن اتّهامي بالانحياز لأردوغان، فلديّ تاريخ حافل من الانتقادات لسياسته، لكن الموضوعية تفرض عليك التقدير المناسب للأحداث والأفعال حتى لو كان ذلك يتعلّق بأكبر خصومك".

وحلل موقف أردوغان من علاقاته مع الغرب مستخدما مفردات وعبارات سامة تجعل من أردوغان مقامرا وليس رئيسا، ومنها؛ "برجماتية أردوغان"؛ و"تخلى عن السياسة الإسلامية المتشدّدة"، و"انقلب من حالة التحرّش العسكري البحري بدول شرق المتوسط"، في إطار سعيه الدؤوب إلى الحصول على حصته من غاز المنطقة"، و"مقايضته موافقة بلاده على انضمام السويد إلى الناتو"، و"أراد أن يبتز الغرب كي يكشف في فترة الـ70 يوما مدى استجابتهم عمليا للوعود التي قطعوها له".