رغم استدراك نيابة الانقلاب، بإعادة الضابط بقسم سيد براني إلى المحاكمة مرة أخرى بعد أن قررت إخلاء سبيله واستمرار التكتم على اسمه، اعتبر مراقبون أن ما يحدث في مصر ومطروح الآن "تحدى صارخ لكل الاعراف، إخلاء سبيل الضابط المصري المتهم بقتل أحد أهالي مطروح بالرصاص وتجديد حبس 8 من أهالي مدينة سيدي براني 15 يوماً احتياطياً، بتهمة إثارة الشغب والبلطجة!!!".

وأضاف المراقبون أنه "فى دولة اللاقانون، توقع اى شىء، قررت النيابة العامة في محافظة مرسى مطروح المصرية، اليوم السبت، إخلاء سبيل ضابط الشرطة المتهم بقتل الشاب فرحات أبو الشاردة المحفوظي رمياً بالرصاص، إثر مشادة كلامية وقعت بينهما بمتجر لبيع المواد الغذائية في مدينة سيدي براني غربي المحافظة، الثلاثاء الماضي، وذلك بضمان محل عمله وإقامته"

واعبتروات أن قرار نيابة مطروح تجديد حبس 8 من أهالي مدينة سيدي براني 15 يوماً احتياطياً، بتهمة إثارة الشغب والبلطجة، وهم: عبد الله سعد حسين، وخميس يونس سالم، ومحمد عبد الرحيم شقلوف، وخالد فرحات، وناصف جمعة حسين، وفيصل حميد الطاهري، ومحمد حامد الطاهري، ومداوي جراري الغزاوي، جريمة بحق الأهالي.

وكان ضابط الشرطة أطلق ثلاث رصاصات قاتلة صوب المجني عليه، وهو ما أشعل غضب أهالي مدينة سيدي براني التي ينتمي إليها الشاب، الذين سرعان ما هاجموا قسم الشرطة، وأخرجوا منه بعض السجناء، وسط هتافات تطالب بالقصاص من القاتل.
وقطع مئات من الأهالي الطريق الساحلي الدولي، الرابط بين مدينتي السلوم بمطروح وبورسعيد، احتجاجاً على الواقعة، لا سيما أن المتهم هو واحد من ضباط قسم شرطة سيدي براني المتورطين في انتهاكات بحق أهالي المنطقة خلال الفترة الأخيرة، ومنها "الإخفاء القسري، والاعتقال من دون أمر قضائي، والاحتجاز بشكل غير قانوني داخل القسم، والتعذيب، والاعتداء على أهالي المسجونين في الزيارات، وسرقة ممتلكات الموقوفين"، بحسب رواية الأهالي.

وبعدما أرسل الجيش جنرالات لزعماء قبيله المجنى عليه سيدي براني للتصالح، لكن قيادات القبيله رفضوا التصالح وطالبوا بتسليم الظابط القاتل للمحكمة، نقلت قناة الشعوب عن قيادات الجيش في سيدي براني بمطروح تحذيرهم للأهالى "تسكتوا ولا نعمل فيكم زي ما عملنا في أهالي سيناء" كاعتراف صريح من الجيش انهم انتهكوا الحرمات وقتلوا الارواح وسفكوا الدماء وتجاوزوا الحدود فى محاربة اهل سيناء والشعب المصرى.

وفي أعقاب ذلك، قرر النائب العام، الأحد، إحالة ضابط الشرطة وخمسة آخرين إلى المحاكمة الجنائية على خلفية اتهامه في القضية، وذلك بانتهاء التحقيقات ووقوفها على أدلة الاتهام؛ سواء للضابط قاتل المواطن أو المواطنين الذي تجمهروا، وشن هجوم على قسم شرطة المدينة أسفر عن مقتل شرطي.

وقال بيان صادر عن النيابة عبر صفحتها في “فيسبوك“، إنها أمرت النيابة العامة بإحالة ضابط شرطة وخمسة آخرين إلى المحاكمة الجنائية لمعاقبتهم عمَّا اقترفوه من جرائم في الأحداث الواقعة بمنطقة سيدي براني بمرسى مطروح.

وأنكر رئيس مباحث مركز براني في مرسى مطروح الرائد أحمد الديب، إصدار أي تعليمات للضابط المتهم بقتل الشاب فرحات المحفوظي، مرددًا عقب الواقعة أمام تحقيقات النيابة: "أنا ما قولتلوش اضرب"، بحسب شاهدي عيان من مطروح، وعادل المحفوظي شقيق القتيل.

وأوضح شاهدا العيان اللذين تحدثا للمنصة، أن الديب ظل يسأل الضابط المتهم "مين اللي قالك تضرب؟"، فيما قال عادل المحفوظي ان رئيس المباحث كرر الكلام نفسه أمام النيابة، التي استمتعت بدورها إلى أقواله في جلسة تحقيق عقدتها داخل مستشفى براني، وامتدت نحو 4 ساعات، مؤكدًا أنه تمسّك بسعيه للحصول على حق شقيقه عبر الطرق القانونية “قولتلهم عايز دم أخويا”

وقال عادل المحفوظي أنه سلّم النيابة تفريغًا كاملًا لمحتوى ما سجلته كاميرات المراقبة المثبتة في معرض السيارات المملوك لشقيقه، والذي يظهر أن الحملة كانت تضم 3 سيارات أمن، تسير باتجاه مكان تواجد شقيقه في مخازن مملوكة له خلف معرض السيارات، مضيفًا، "مرة واحدة العربيات وقفت، وأخويا طلع من المخزن، مافيش دقيقة الظابط ضربه بالنار من على مسافة 4 أمتار.. دا اللي حصل".


وقال الأهالي، إن المتهم هو واحد من ضباط قسم شرطة سيدي براني المتورطين في انتهاكات بحق أهالي المنطقة خلال الفترة الأخيرة، ومنها الإخفاء القسري، والاعتقال من دون أمر قضائي، والاحتجاز بشكل غير قانوني داخل القسم، والتعذيب، والاعتداء على أهالي المسجونين في الزيارات، وسرقة ممتلكات الموقوفين.