قال مراقبون إن الدول العربية والإسلامية إلى الآن لم تتخذ أيا منها موقفا يدين نحو 12 دولة بينها فرنسا وبريطانيا وأمريكا لا ترى غضاضة في حرق المصحف الشريف، وذلك أمام جلسة مجلس حقوق الإنسان التي عقدت الأربعاء 12 يوليو وهو المجلس المكون من 47 عضوا (دولة) ويجدد كل 3 سنوات.

 

وأحصى مستشار وزارة الأوقاف السابق د. محمد الصغير عبر "تويتر"، الدول التي رفضت قرار إدانة تدنيس المصحف الشريف المعروض في الأمم المتحدة هي: بلجيكا وكوستاريكا والتشيك وفنلندا #فرنسا وألمانيا وليتوانيا ولوكسمبورغ والجبل الأسود ورومانيا وبريطانيا أمريكا.

 

وأشار أيضا عبر  @drassagheer، إلى أن -الدول التي امتنعت عن التصويت: باراغواي نيبال والمكسيك وهندوراس وجورجيا وتشيلي بنين.

 

واعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، مشروع قرار يدين الكراهية الدينية، بعد حادثة حرق المصحف الشريف في السويد.

وبدوره، أكد فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن خطاب الكراهية بجميع أنواعه يتزايد في كل مكان، داعيًا إلى مكافحته من خلال الحوار والتعليم.

 

وقال "تورك": "الخُطب والأفعال التحريضية ضد المسلمين ومعاداة السامية والأفعال والخُطب التي تستهدف المسيحيين أو الأقليات هي مظاهر عدم احترام كامل"، ووصفها بأنها مسيئة.

وتابع: "فرض قيود على أي خطاب أو تعبير يجب أن يبقى استثناء، لكن القانون الدولي يقضي بحظر كل دعوة إلى الكراهية الوطنية أو العرقية أو الدينية".

 

موقف غربي فاضح

 

مشروع القرار الذي قدمته باكستان، بشأن أعمال الكراهية الدينية مثل حرق القرآن، زعمت أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوربي أنه "يعرّض حرية التعبير للخطر".

 

 

وطلبت دول عدة بينها فرنسا وألمانيا مزيدًا من الوقت للتفاوض والتوصل إلى توافق، لكن باكستان قدّمت مع ذلك قرارها بعد نحو 4 ساعات من النقاش في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

 

وقال السفير البلجيكي، المتحدث باسم الكتلة الأوربية، إن “مسألة تحديد الخط الفاصل بين حرية التعبير والتحريض على الكراهية معقدة”، وأضاف “الاتحاد الأوربي لا يملك خيارًا آخر سوى طلب التصويت ضد القرار”.

 

وكانت باكستان قد طلبت هذا النقاش باسم عدد من دول منظمة التعاون الإسلامي، بعدما أحرق (سلوان موميكا) وهو لاجئ عراقي في السويد، في 28 يونيو، صفحات من المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم، خلال أول أيام عيد الأضحى.

 

وسمحت الشرطة السويدية بالتجمع الذي تم خلاله حرق صفحات من القرآن، ومنحته تصريحًا بذلك بموجب قرار قضائي، وأثارت الواقعة سلسلة من ردود الفعل الغاضبة والمنددة في العالم الإسلامي.

 

ويتضمن مشروع القرار “إدانة لكل دعوة أو تعبير عن كراهية دينية، بما في ذلك الأفعال الأخيرة العلنية والمتعمدة التي أدت إلى نزع القدسية عن القرآن، ودعوة البلدان إلى اعتماد قوانين تمكنها من تقديم المسؤولين عن هذه الأفعال إلى القضاء”.

 

ويطلب مشروع القرار من الأمم المتحدة تحديد البلدان التي ليس لديها مثل هذا التشريع، وتنظيم طاولة مستديرة للخبراء لبحث الموضوع.

 

ورأى السفير الباكستاني خليل هاشمي أنه نص متوازن لا يوجه أصابع الاتهام إلى أي دولة، لكن عددًا من الدول الغربية أعربت عن معارضتها لقوانين مناهضة التجديف، لكنها استنكرت حرق المصحف في السويد.

 

بيانات مسبقة

 

ولكن الصمت العربي الإسلامي لم يكن مطبقا،  فقبل موقف الدول الغربية ال12، طالب برلمان الكويت الثلاثاء 11 يوليو بمنع سلع الدول التي تتعدي على ثوابت الإسلام، وقال مجلس الأمة الكويتي في بيان، إنه أصدر توصيات لوزارة التجارة بمنع بيع السلع التي تصنعها دول تسمح بحرق المصحف كما وجه الوزارة بمنع التصدير إلى الدول التي “تسمح بالتعدي على ثوابت الدين الإسلامي”. وجاء في البيان أنه يتعين على وزارة الإعلام أيضاً اتخاذ إجراءات ضد المواقع والتطبيقات التي تعتدي على الإسلام.

 

وفي 9 يوليو، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ضرورة تحرك العالم الإسلامي، لمكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة الأجانب المتصاعدتين في الدول الغربية.

وجاء ذلك في رسالة مصورة أرسلها إلى حفل عشاء المؤتمر السنوي الـ46 لجمعية الأطباء من أصل باكستاني في أمريكا الشمالية (APPNA)، الذي أقيم مساء السبت في مدينة دالاس بالولايات المتحدة.

 

وفي رسالته تطرّق الرئيس أردوغان إلى تصاعد الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب في الغرب، وقال “يتعين علينا التحرك معًا في مكافحة الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب المتصاعدتين في الدول الغربية”.

 

وأضاف "الاعتداء الدنيء على كتابنا المقدس القرآن الكريم في السويد، في اليوم الأول من عيد الأضحى، يكشف الأبعاد المخيفة التي وصلت إليها معاداة الاسلام".

 

وتابع: "هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتقنا جميعًا نحن -المسلمين- لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال، التي تبدي تركيا رد فعل قويًا جدًّا تجاهها”. وتابع “إذا كنا على قلب رجل واحد فلن يجرؤ أحد في العالم على الاعتداء على مقدسات المسلمين".

 

وقبل نحو أسبوعين، مزّق السويدي من أصل عراقي سلوان موميكا (37 عامًا) نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعدما منحته الشرطة تصريحًا بتنظيم الاحتجاج بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.

 

وهذه ليست الواقعة الأولى في السويد حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير الماضي، أحرق الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة.