طالب صحفيون برفع شكاوى وأسئلة بمستوى المسآءلة للبرلمانات الغربية في بريطانيا والولايات المتحدة عن تورط وزارة الخارجية البريطانية في تمويل إنشاء منصة إعلامية مصرية (موقع أصوات مصرية) ورعاية "رويترز" كوطالة دولية للأخبار بحملة بث دعايات سوداء ومضللة، بغرض تقويض نظام حكم منتخب ديمقراطيا ورئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر خلال الفترة من 2011 وحتى إسقاطه في يوليو 2013 وما بعد إسقاطه لإبرام عدم عودته حتى 2017.

وكشف تحقيق استقصائي لموقع ( ذا غري زون) الأميركي عن وثائق مسرّبة أكدت ضلوع "رويترز" للأنباء كقناة سرية لوزارة الخارجية البريطانية لتمويل إنشاء منفذ إعلامي مصري بشكل سري (بموقع صادر باللغتين العربية والانجليزية) ساهم في الإطاحة بأول زعيم مدني منتخب ديمقراطيًا في البلاد.

 

أسماء متورطة

وطالب  د.إيهاب عبد الحفيظ عبر "فيسبوك" بفضح المتورطين في الملف وبالأسماء وبالمستندات التي عرضها الموقع الامريكي وتحت عنوان، "خيانة وعمالة وجاسوسية ضد شعب مصر ... هاني ونجلاء وسلمى"، قال "المهنة صحفى وصحفية ولكن الحقيقة وبالفعل خائن وجاسوس وعميل....... هانى شكر الله ونجلاء العمرى وسلمى حسين ثلاثة صحفيين مجرمين خونة لله ورسوله ومعهم ٣٠٠ صحفى وصحفية مجرمين سبب دمار وخراب مصر ".

وأكد أنهم "تآمروا مع الإنجليز بأموال بريطانية من سنة 2011 وحتى عام 2017 خيانة للوطن وعمالة وجاسوسية من أجل المال .". مضيفا أن "موقع أصوات مصرية تمويل اجنبى استعماري عنصرى .... وتحت إدارة رويترز .".

وأوضح أن "موقع أصوات مصرية يتملك أسهمها على الورق ثلاثة من الصحفيين الخونة  ولكن أمام الناس مشهود لهم بالمهنية والمكانة الرفيعة: هاني شكر الله ونجلاء العمرى وسلمى حسين.".

وألمح عبد الحفيظ إلى إتهامهم بالخيانة وعملاء الاحتلال السريين، وقال "لايحكم مستعمر شعبًا بدون خونة وعمل وجواسيس يساعدونه .. هل تعلم أن الخونة كانوا ومازالوا هم كلمة السر فى خراب ودمار أى بلد ؟ .. كيف تمكن ٥٠ ألف جندى إنجليزى من احتلال مصر ؟..  ثم تركوا ثلاثة آلاف جندى يحكمون ويسيطرون على مصر وشعبها(الــ ..)الذى كان تعداده ٦.٧ مليون لمدة ٧٠ عامًا .".

سبق متقدم
نقيب الصحفيين المصريين السابق والخبير الاقتصادي ممدوح الولى لام مرة على عدم مهنية الموقع في 14 مارس 2014  وتحت عنوان "افتقاد للمهنية أم إيثار للسلامة ؟"  قال : ".. مع خروج العديد من المظاهرات الرافضة للانقلاب  بالعديد من المحافظات اليوم ، تخلو النسخة العربية لوكالة رويتر حتى الآن ، من أية إشارة لتلك المظاهرات رغم ما بها من ضحايا ، فهل هذا الأمر من باب ايثار السلامة بعد ما حدث من قبض على اعلامى الجزيرة بسبب تغطيتهم للأحداث ؟ ".

وأضاف " أم أنه انحياز لجانب الانقلاب مثلهم مثل باقى وسائل الاعلام الحكومية والخاصة المحلية التى ترى الأمور بعين واحدة ؟ .. حتى موقع أصوات مصرية الذى يستضيفه مكتب رويتر بالقاهرة ، والخاص بتغطية الشأن المصرى يخلو هو الآخر من أية أخبار عن مظاهرات اليوم ، ويكتفى باستكتاب اليساريين وأنصار الانقلاب !".

 

مثار استغراب
ولم يخف الصحفي والكاتب الأردني عبد الله المجالي في مقال له على "عربي بوست" استغرابه وقال ضمن زواية (آراء): "كثيرون قد يستغربون استغرابي من تورط وكالة رويترز بعملية قذرة ولا أخلاقية، لكن وكالة عالمية تعمل ليل نهار كوجه وقلعة للحريات والتدفق الحر للمعلومات، وكثير من الصحفيين في كافة أرجاء المعمورة يتعاملون معها كعنوان للموضوعية والحيادية والنزاهة، فإن ذلك يزعزع الثقة في المنظومة الصحفية العالمية.".

وأشار إلى أنه "من أغرب الحقائق تلك التي كشف عنها تقريري لموقع أمريكي تطرق فيه إلى وثائق مسرّبة كشفت أن وكالة "رويترز" عملت كقناة لوزارة الخارجية البريطانية لتمويل منفذ إعلامي مصري بشكل سري ساهم في الإطاحة بأول زعيم منتخب ديمقراطيًا في البلاد، الرئيس محمد مرسي".


وأوضح أن "وجه الغرابة هنا هو أن تنخرط وكالة صحفية عالمية ودولة غربية تدعي احترامها للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وعلى رأسها حقوقه السياسية، في عملية قذرة للإطاحة بحكومة منتخبة عبر وسيلة غير ديمقراطية!".

 

محاكمات برلمانية
ورغم أن الأمر مطروح للجميع ووصلوه يسير للبرلمانيين الأوروبيين، إلى أن الصحفي أحمد حسن الشرقاوي طالب ب" تحرك عاجل في بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية"!

وأوضح أن التحرك المطلوب هو "توصيل هذا الموضوع الى نواب مجلس العموم البريطاني ونواب البرلمان الأوروبي".
وأضاف أن "وجه الغرابة ومحل السؤال في المخاطبات مع البرلمانيين البريطانيين والأوروبيين هو كيف تنخرط وكالة صحفية عالمية مثل رويترز وحكومة دولة غربية هي بريطانيا، تدعي تلك الدولة احترامها للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وعلى رأسها حقوقه السياسية، في عملية قذرة للإطاحة بحكومة منتخبة عبر تلك الوسيلة غير الديمقراطية!". 

وأشار إلى أن الوثائق المسربة التي استعرضها التحقيق الاستقصائي الأميركي أن وكالة "رويترز" تعاونت بشكل وثيق مع وزارة الخارجية البريطانية لقيادة الأحداث المصيرية التي انتهت بوقوع الانقلاب العسكري في الثالث من شهر يوليو 2013. وكشفت الوثائق أن جواسيس بريطانيون أبرموا صفقة سريّة مع وكالة "رويترز".

 

مرسي والإخوان
وكشفت الوثائق أن وكالة "رويترز" عملت عن كثب مع وزارة الخارجية البريطانية للإسهام في تشكيل الأحداث المصيرية في 3 يوليو 2013، من خلال ما يمكن اعتباره أسلوبا من أساليب الدعاية السوداء (الاستخباراتية) التي مولتها بريطانيا سرا، جراء شعور لندن بالقلق من حكومة تقودها جماعة الإخوان المسلمين، بحسب ما ورد بالتحقيق.

وأشار التحقيق إلى أنه بعد ثورة يناير 2011، ومصر تستعد لأول تصويت برلماني حر في أكتوبر 2011، كان الغرب قلقا بشكل شبه علني من ظهور جماعة الإخوان المسلمين منتصرة وإمكانية انتهاجها مسارا مستقلا، وظهرت هذه المخاوف بشكل خاص في بريطانيا، المستعمر السابق لمصر وصاحبة الإمبراطورية التي كانت القاهرة إحدى مستعمراتها.

وقال التحقيق إن "في هذا التوقيت تقريبا بادرت مؤسسة "طومسون رويترز فاونديشن"، الذراع "الخيرية" لمجموعة "طومسون رويترز" للأخبار، بتأسيس موقع "أصوات مصرية"، كشبكة مستقلة ظاهريا، لكنها كانت ممولة بالكامل من وزارة  الخارجية البريطانية.

 

أصوات الاسترليني

وكشفت الوثائق أيضا أنه تم ضخ مليوني جنيه إسترليني في تلك المبادرة من قبل لندن، وبعد سنوات قليلة من إطلاقه، فاخرت "طومسون رويترز" بأن "أصوات مصرية" أصبح واحدة من أكثر 500 موقع هي الأعلى في أعداد الزائرين في مصر.

وأشار التحقيق أن مكاتب "رويترز" في القاهرة  قدمت "المرتبات والموارد البشرية والدعم الأمني" لـموقع "أصوات مصرية "، واستضافته في مقارها تحت سمع وأذن وأنف السلطات المصرية التي لم تشك لحظة في قيامها بهذا الدور التجسسي المخطط له من الدول الغربية وبالتحديد من المملكة المتحدة !

التحقيق الاستقصائي أشار إلى أن ملف تعريف على الإنترنت، تم حذفه منذ ذلك الحين، يؤكد أن "أصوات مصرية" أشرفت على تدريب 300 صحفي مصري من خلال المشروع، وهو جيش حقيقي من الصحفيين كان يقوم بانتاج وكتابة أكثر من 300 قصة كل أسبوع باللغتين الإنجليزية والعربية، ليتم بعد ذلك إعادة تدوير تلك القصص الإخبارية من قبل أكثر من 50 منفذًا إعلاميًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك وكالة "رويترز" نفسها.