في تقرير صادم كشف عن ارتفاع حالات الانتحار في مصر، أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان ، تقرير يرصد حالات الانتحار فى الفترة من  أكتوبر 2022، حتى مارس 2023، وأظهر الرصد تكرار حالات الانتحار فى مصر، لتصل إلى 147 حالة صنفها التقرير وفق النوع والمهنة والعمر.
 

وكشف التقرير أن ارتفاع حالات الانتحار في مصر، جاء في ظل الاوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وتصدرت الجيزة والقاهرة والمنوفية أكثر المحافظات المصرية التي شهدت حالات انتحار.

وأضاف التقريرأن هناك  أسباب للانتحار، ومنها أنه يعد نوعا من الاحتجاج على الظروف الاقتصادية والأوضاع الحالية، والتي تؤدي إلى انتشار فكرة اليأس من تغيير المجتمع وبالتالي من تغيير الوضع الاجتماعي للأفراد.


ومن بين الأسباب في فترة التقرير جاءت الأزمة النفسية بشكل عام في الترتيب الأول بين 20 مجموعة (فئة)، بـ 68 حالة، يليها الانتحار لأسباب ترجع إلى خلافات زوجية بـ 22 حالة. بينما فى  المركز الثالث  جاء الانتحار لخلافات عائلية بين الأبناء والوالدين، وهو ما يرجع لأسباب مختلفة  بـ 12 حالة.


147 حالة انتحار في 6 أشهر

وخلال نصف عام تنوع في الأسباب والشباب الأكثر انتحارا بين 147 حالة انتحار، جاءت أعلى النسب في شهر ديسمبر بـ 35 حالة بنسبة 23.8 %، ثم شهر  فبراير بـ 29 حالة بنسبة 19.72 %، ثم شهر يناير ب 26 حالة بنسبة 17.68 %، بينما جاءت أكبر النسب انخفاضا في شهور (مارس ، نوفمبر، أكتوبر)  بـ (18، 19، 20)) حالة على التوالي.

ومن جانبه، قال شريف هلالي المحامي المدير التنفيذي للمؤسسة: معدل  الانتحار أقل من الستة شهور السابقة الذي وصلت فيه إلى 186 حالة، مضيفا أن التقرير رصد التناول الصحفي لحالات الانتحار والتغطية الاعلامية عنها المواقع الصحفية المصرية، وهذا الرصد لا يمثل بالتأكيد العدد الحقيقي لحالات الانتحار، والتي قد تصل إلى عدة آلاف سنويا، ويمكن رصدها من محاضر الشرطة ودفاتر وزارة الصحة.
 

الرجال الأكثر انتحارا

واستبق الذكور الأعلى في معدل حالات الانتحار، حيث بلغ عددهم  98 حالة، وهو ما يقارب  ضعف عدد الإناث، والتى بلغت  49 حالة، وكان أعلى معدل للذكور في شهر فبراير بـ21 حالة يليها شهر يناير بـ 16 حالة، فيما

أما أعلى معدل لانتحار الإناث فكان في شهر يناير بـ 10 حالة  يليه  شهر نوفمبر ـ 7 حالات يليه ديسمبر بـ 12 حالة،  وفي المعدل العددي جاء شهر مارس بمعدل أقل في انتحار الإناث بـ 5 حالات .

كما جاء “العزاب” في المركز الأولى بـ52 حالة، على مستوى تصنيف الحالة الاجتماعية ثم المتزوجون بـ41 حالة، وفي الترتيب الثالث جاء تصنيف الخاطب والمخطوبة بـ6 حالات، وفى المرتبة  الأخيرة  كان المطلقون والمنفصلون أو الأرامل، فيما كان 47 لم يتبين حالتهم الاجتماعية بنسبة  31.97%.


وأظهر التقرير، أن هناك 11 وسيلة من وسائل استخدمت فى  الانتحار خلال الشهورالستة الماضية، وضمن أعلى الوسائل جاء الانتحار شنقا في المرتبة الأولى بـ 61 حالة بنسبة، يليها في الترتيب الثاني الانتحار بالقفز من طابق عال بمنازل المنتحرين بـ 33 حالة .

وفى المرتبة الثالثة من حيث وسيلة الانتحار، جاءت حالات  تناول قرص غلة سام أو كيماوي أو مبيد حشري أو أقراص دوائية زائدة بـ 28 حالة،  يليها  في الترتيب الرابع الانتحار غرقا في مجرى مياه النيل أو أحد فروعه بـ 10 حالات .


ومن حيث المهنة، جاءت ربات المنزل في الترتيب الأول بـ 23 حالة، يليها في الترتيب الثاني تصنيف العامل بـ17 حالة، يليها في الترتيب الثالث الطلاب والطالبات بمراحلهم التعليمية المختلفة.

من حيث العمر، كان المنتحرون أعلى فى  المراحل العمرية  التى تضم  الشريحة من (21 ـ 30 عاما) بـ 45 حالة، وفي الترتيب التالي جاءت الشريحة العمرية حتى الـ 18 عاما، بـ 28  حالة وجاء في الترتيب الثالث الشريحة (31ـ 40 عاما) بـ 20 حالة  انتحار .

التأثير الاقتصادي
 

الصحفية والباحث كارولين كامل قالت إنه مع مراعاة أن الانتحار تختلف أسبابه، ولكن الظرف الاقتصادي يلعب عامل كبير جدًا لأنه مؤثر على كل شئ، بداية من حب الحياة وصولًا إلى وجود فلوس لتلقي العلاج والرعاية، يعني أن الانتحار في الدول الاسكندنافية أعلى أكذوبة مصرية عشان نقول بعدها عندنا الدين والأخلاق فمفيش انتحار عندنا.

وأوضحت أن "أكثر من 79% من حالات الانتحار العالمية في عام 2016 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل" وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

https://who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/suicide

 

وأضافت @KarolineKamel أنه في كل عام يضع نحو 703000 شخص نهاية لحياتهم، وبيد أن أرقام حالات محاولات الانتحار أكبر من ذلك بكثير. وتخلف كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها وتترتب عنها آثار طويلة الأمد .