في اليوم التالي لعملية دهس القدس المحتلة التي نفذها الاستشهادي حسام الحداد، من مخيم شعفاط، ظهرت كتيبة أريحا كما ظهر فجأة عرين الأسود ليشمل فصيلا مقاوما جديدا بأسماء وشعارات مثلت إضافة لمقاومة القسام وسرايا القدس.

كتيبة مخيم عقبة جبر تمكنوا من إرجاع الاحتلال عن اقتحام أريحا وتمكنوا من قتل جنديين صهيونيين ليشكلا انبعاث جديد لصوت المقاومة من مخيمات الشاطئ (أريحا) وتمكن المقاومون الجدد من تبني أغلب أشكال المقاومة مثل: إطلاق النار على الحواجز الأمنية الصهيونية بما في ذلك مخيمهم عقبة جبر، ومخيم بلاطة، مستوطنة شافي شمرون، مستوطنة كرمي تسور، حاجز الجلمة، حاجز صرة، فضلا عن ترتيبهم الأكواع الناسفة، وصولا إلى إسقاط طائرة مسيرة..

وفي السادس من الشهر الحالي، نفذ الاحتلال مجزرة في مخيم عقبة جبر وارتقى إثرها خمسة شهداء بينهم مالك لافي ورأفت وشقيقه إبراهيم عويضات وأدهم عويضات وثائر عويضات، وأصيب 3 شبان بجروح خطيرة..


ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم يعلن الجيش عن عمليت متوالية أبرزها قتل 3 من أعضاء الكتيبة كلهم من أسرة واحدة "عويضات" واليوم الثلاثاء اعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال اعتقال اثنين قال إنها "مطلوبيْن في عقبة جبر " وكشف ناشطون من المجدينة أنهما: عبد الله الحناوي، وهاشم أبو عبيد.

وفي 16 فبراير اعتقل الاحتلال؛  لؤي النجار، وآدم أبو ريا، وشقيقه بشير أبو ريا، بعد بيان كتيبة مخيم عقبة جبر والذي كان نداء الى كل شريف حر الى الشباب الثائر ابناء مدينة اريحا ومخيمها الصامد مخيم الشهداء نداء لكم ايها الابطال لتكن لنا كلمة في الميدان ولنشعل الارض في وجه هذا الكيان الغاصب الذي تطاول على حرارئنا في القدس ومخيم شعفاط الصامد.


ومن جانبها كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن الشاب الفلسطيني ثائر عوضات، من مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا في الضفة الغربية، ما زال على قيد الحياة معتقلا ومصابا في السجون "الإسرائيلية"، وذلك بعد عشرة أيام من إعلان مقتله.

لا يختلف تعريف الأمهات لأبنائهن المقاومين في “كتيبة عقبة جبر” شيئاً عن بعضهن البعض. فتفتح والدة الشهيدين رأفت وإبراهيم وائل عويضات حديثها عنهما: “كلاهما ملتزم بالصلاة والصوم، عطوفين على الآخرين وحنونين على الجميع، كل الصفات فيهم..

وقالت الكاتبة الفلسطينية شذى حماد إنه "تحت ضغط من إبراهيم وباقي الأحفاد سافر الجدّ إلى الأردن وقابل أحد رجال عشيرة عويضات، ممن هُجّروا أيضاً في النكبة، وعاد ببعض الإجابات لأحفاده، إجابات لم تكن كافية. إذ يبدو أن الإجابة الكافية لهم هي العودة ذاتها، فسعوا لها بسلاحهم. ".

وفي 13 فبراير أيضا اختطفت مخابرات سلطة محمود عباس في اريحا الشاب محمد المقيطي ابن عم شهداء كتيبة عقبة جبر، وشنت حملة استدعاءات في صفوف الشباب بالمخيم ومحمد هو شقيق الشهيد ثائر المقيطي.

واستنكرت "كتيبة مخيم عقبة جبر" عملية اعتقال المقيطي على يد مخابرات السلطة وقالت : "بنادقنا موجهة للإحتلال ولن تنحرف بإذن الله عن مسارها نتيجة عمل أشخاص من مخابرات السلطة يرجى العلم بأننا لحتى الآن لم نتخذ أي إجراء…".

أحرار المخيم
شذى حماد قالت إن نضال شباب "كتيبة عقبة جبر" امتداد لفعل المواجهة المستمرة التي يشهدها المخيم، خاصّةً كونه المدخل الرئيس الذي يقتحم من خلاله جيش الاحتلال مدينة أريحا، وبالقرب منه يقع معسكر للجيش (فيريد يريحو). كما يشهد مدخل المخيّم في كثيرٍ من أيام الجمع مواجهاتٍ مع الاحتلال. "مش عادي يمر الجيب وما نطبش عليه… ما فينا دم لو صار هالحكي"، يُعلّق أحد الشبان. ويضيف آخر أنّ أزقة المخيّم "بتولع" في كل اقتحام.

وتشهد شوارع المخيم التي يكسوها السواد من أثر الإطارات المطاطية المحروقة أنّ المواجهة اشتدّت في الأيام الأخيرة، وقد ساهمت بطريقتها في توفير غطاءٍ للمقاومين، وعرقلة اقتحامات الجيش، ولو لبضع الوقت. وقد لبّى الشبان نداءات مسجد المخيم التي علت مطالبةً بالتصدي للاقتحام، فاجتمع نداءُ حيّ علي الجهاد، مع دوي الرصاص وحجارة الشبان.   

عدا عن حصار الاحتلال، تُحيط مقرات أجهزة السلطة الفلسطينيّة بمخيم عقبة جبر، كمعسكر تدريب قوات الأمن الوطني الذي يقع على مدخله، وكذلك مركز العمليات العسكرية. وقد شكّل وجود هذه المقرات رمزاً لردع السلطة ومحاولة قمعها للمقاومة.

وشهد سبتمبر 2021، مواجهاتٍ عنيفة بين أهالي مخيم عقبة جبر وأجهزة السلطة، وذلك إثر مقتل الشاب أمير اللداوي (22 عاماً) عقب انقلاب سيارته بعد ملاحقته من قوات الأمن الوقائيّ. كان ذلك بعد قمع مسيرةٍ رُفعِت فيها أعلام حركة "حماس" خلال استقبال الأسير المحرر شاكر عمارة (أعيد اعتقاله بُعيد عملية ألموغ). وقد كشفت هذه الحادثة عن توترٍ ما زالت آثاره قائمة حتى اليوم.