قالت الأمم المتحدة إنها ستنقل مساعداتها من مناطق سيطرة الحكومة إلى مناطق المعارضة في سوريا، وهو ما ترجمه ناشطون سوريون إن الإجراء الأممي جاء بعدما اكتشفوا سرقة مليشيات إيرانية وشبيحة بشار الاسد للمساعدات.

ووصل حجم المساعدات إلى سوريا من عشر دول بعد الزلزال، إلى مئات ملايين الدولارات، لكنها لم توزع للمتضررين حتى اليوم. فيما وصلت طلبات الاستغاثة الآلاف.


وفي الوقت ذاته، انتهزت خارجية الإمارات زلزال تركيا لإشعال جذوة التطبيع مع نظام المجرم بشار الأسد، ونشط موالون لإيران منهم وئام وهاب لدعوة السيسي إلى زيارة سوريا لرفع الحصار عربيا قبل مطالبة الأمم المتحدة بذلك مدعيا أن السيسي "في مكان عبدالناصر"!


غير أن السعوديون (الذين قدموا أيضا مساعدات لمناطق يسيطر عليها النظام) عكست تغطية قنواتها "العربية" و"الحدث" صدى سرقة المساعدات وعنونت الحدث على نشراتها "ما قصة سرقة المساعدات من قبل ميليشيات إيران في سوريا وكيف يحاول نظام الأسد استغلال الزلزال" مستضيفة الدبلوماسي السابق بسام بربندي.


ولم تقتصر الفضيحة على أعداء الأسد ونظامه بل إن عبد الحمد عبد الحي صاحب شبكة أخبار نور حلب الموالية للنظام أكد سرقة المساعدات التي وصلت لمناطق النظام وأكد امتلاكه لأرقام سيارات توجهت للأفرع الأمنية والقصر الجمهوري للتفريغ، كما أكد في مقطع فيديو متداول قيام ضباط بتزوير المستندات الخاصة بعقارات البيوت والمحال وسرقتها قبل بيعها.


وقال رفيف "حزينة هي سوريا !.. اجتمعت عليها مصيبتان ، مصيبة الزلزال ونظام الحرامية.. لم يستطع السكوت عن سرقة المعونات: "المعونات كتيرة والهلال الأحمر ما عم بيوزع".. نظام البراميل نظام الاجرام نظام الذل والعار".


وأضاف إليها سامي شاهين "المساعدات إللي وصلت سوريا تم الاستيلاء عليها من قبل شبيحة النظام السوري ويتم بيعها باسواق دمشق وغيرها.. من كل المساعدات العربية والأجنبية إللي وصلت سوريا تم سرقة 90% منها و 10% تم تسليمها للناس المنكوبة بسبب الزلزال.. نظام بشار الأسد عبارة عن عصابة لايمكن الوثوق به أو التعامل معه".


ويوم الإثنين 13 فبراير استعرضت مواقع عربية ومحلية صور وزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد" وهو في سوريا ولقائه "بشار الأسد" في العاصمة دمشق، بعدما قام باستعراض إغاثي بزيارة المناطق التي تضررت من الزلزال وتفقد حال المصابين وتقديم المساعدات لهم!


وسجلت فتاة سورية بهاتفها سرقة معونات منكوبي الزلزال وبيعها بالأسواق، وقالت ديما إسماعيل، إن جريمة النظام السوري الذي باع المعونات الخارجية التي تم إرسالها إلى دمشق لتوزيعها على المنكوبين والمتضررين من الزلزال.


ووثقت الفتاة، بيع المعونات الخارجية في كراج الست في دمشق، حيث بثت مقطع فيديو لعملية البيع في السوق.


وتجولت “ديما” في السوق ووثقت الحجم الكبير من السلع التي باتت تُباع بدلا من توجيهها للمنكوبين. حيث كان من المفترض توجيه هذه المساعدات للمنكوبين لكن ذلك لم يحدث.


واستعرضت ديما صور السلع التي تُباع في الأسواق من بين المعونات الخارجية، عبوات سمن وزيت وشاي وحليب أطفال وبطانيات وأوانٍ وغيرها، من المنتجات الإماراتية والسعودية التي أرسلت إلى الأسد لمساعدة منكوبي الزلزال، وانتهى بها المطاف معروضة للبيع في صفحات فيسبوك أو في متاجر بعض الموالين للنظام السوري.


واعتقلت حكومة الأسد ناشط من محافظة اللاذقية يُدعى معين علي بعدما عرّى عمليات سرقة المساعدات المتوجهة لمتضرري الزلزال في المنطقة الساحلية من قبل عناصرها.


وأعاد الزلزال العنيف الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا إلى الواجهة مسألة توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا، وسط اتهامات لنظام الرئيس بشار الأسد والجماعات المقاتلة الموالية له بالاستحواذ عليها، ووصول القليل فقط للفئات التي تحتاجها.


وسبق أن نقل موقع “العربي الجديد” عن مصدر في مدينة جبلة الساحلية غربي سوريا، قوله إن نظام بشار الأسد سرق المعونات التي جاءت من الدول العربية، ولم يصل للمتضررين إلا “بطانيات قديمة وسلة غذائية متواضعة” في حين تم سحب المعونات الجديدة إلى مخازن الهلال الأحمر وإدارة التعيينات بجيش النظام.


وأضاف المصدر، أن فرقاً إغاثية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري، أحضروا المساعدات إلى ملعب جبلة، وصوروا وصولها وتفريغها، لكنهم عاودوا تحميلها على مرأى السكان، بعد أن وضعوا أغطية قديمة وأبقوا على عبوات الماء وربطة خبز وأربع بيضات لكل أسرة.