"وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت"، هكذا قال الله تعالى في القرآن الكريم.. وهكذا نعاين كل يوم عشرات المشاهد المؤثرة من زلزال تركيا وسوريا.

تثبت مقاطع الفيديو التي تداولها المغردونعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لبعض من تم إنقاذهم من تحت ركام المباني في زلزال تركيا، أن من عاش على شيء مات عليه، وأن من شُغل بشيء في حياته سينشغل به حتى مماته، وأن من كان القرآن أنيسه، والذكر حاله، والتدبر سبيله، فسيظل على هذه الحال حتى يلقى الله تعالى.

وتنبيك عشرات مقاطع الفيديو لأفراد من الذكور والإناث، ومن الشيوخ والأطفال، أن هناك من ينشغل بآخرته قبل أن ينشغل بدنياه، وهناك من ينشغل بدينه قبل أن ينشغل بتجارته، وأن السعيد حقًا من اغتنم لحظات حياته ليُرضي ربه، ويُسعد نفسه، ويشهد له الناس بالإيمان.

 

يقرأ القرآن طوال 100 ساعة

وتداول المغردون عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يرصد تمكن فرق الإنقاذ من إخراج مواطن تركي من تحت الركام الذي خلفه الزلزال المدمر في مدينة قهرمان مرعش التركية، حيث كان يقرأ القرآن في تلك اللحظات.

وحسب ما ذكرت صحيفة "سي إن إن ترك" (CNNturk) فإن عثمان فرات عنصر الشرطة برتبة رقيب (47 عامًا) ظل على قيد الحياة تحت الأنقاض في ولاية كهرمان مرعش، رغم مرور أكثر من 100 ساعة على وقوع الزلزال ( اضغط هنا ).

كما نشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقطعًا مصورًا للرجل وهو يقرأ آيات من سورة ياسين أثناء نقله في عربة الإسعاف إلى إحدى المشافي بعد إنقاذه من تحت الأنقاض ( من هنا ).

 

دعاؤك مقبول عند الله

اليوم أُنقذ الشاب السوري من تحت الأنقاض في مدينة قهرمان - مرعش من طرف فريق الإنقاذ من ساكاريا، وكان الشاب يقرأ سورة الإنسان، والفريق التركي يقول "ادع لنا هناك ولنفسك؛ لأن دعاؤك مقبول عند الله".

 

الاستغفار ذكرها

والخميس الماضي، خرجت الطفلة السورية شام بعد 40 ساعة قضتها تحت الأنقاض في ريف إدلب، لتروي ما فعلته تحت أكوام الركام، حيث كانت تستغفر وتتلو القرآن الكريم.

 

القرآن أنيسه

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمسن تحت أنقاض الزلزال في ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، وبجواره نسخة من المصحف الشريف احتفظ بها طوال بقائه.

 

"رب لم تترك يوسف فلا تتركني"

"يا رب أنت لم تترك (النبي) يوسف جائعًا ولا عطشًا فلا تتركني أيضًا" دعاء ظلت امرأة تركية تردده طيلة 5 أيام عاشتها تحت ركام منزلها المتهدم بفعل الزلزال.

ووثق مقطع مصور حوارًا مؤثرًا بين التركية خديجة يارجيت ومسعف داخل عربة الإسعاف، بعد إنقاذها من تحت الأنقاض بولاية هاتاي عقب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين.

وقد نشر وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي بتويتر قائلًا "السيدة خرجت من تحت الأنقاض بعد نحو 119 ساعة".

وأوضح قوجة أن استمرار العمل لإنقاذها بلغ 13 ساعة، وأورد أن المرأة كانت تكرر دائمًا "يا رب أنت لم تترك (النبي) يوسف جائعًا ولا عطشًا فلا تتركني أيضًا".

ووصف المسعف خروج خديجة من تحت الأنقاض حية بأنه "معجزة" كما ذكر أنهم في الطريق حيث تتلقى العلاج اللازم.

ومن جانبها، ردت عليه المواطنة بأنها دعت كثيرا قائلة "رب أنت لم تترك حضرة يوسف جائعا وبلا ماء فلا تتركني.. أنا أؤمن بذلك.. يا رب تكون ابنتي بخير".

وحسب ما ذكر الموقع الإلكتروني لهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات "آي إتش إيه" (IHA) "أخبرت خديجة، التي انتشلت من تحت الأنقاض خلال جهود الإنقاذ بهاتاي، مسؤول الصحة عن دعائها تحت الركام الخرساني".