ارتفعت حصيلة الوفيات في زلزال تركيا وسوريا إلى نحو 27 ألفًا، إضافة إلى نحو 88 ألف جريح، وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن الطاقة المنبعثة من هذا الزلزال -الذي بلغت قوته 7.7 درجات- تعادل 500 قنبلة ذرية.

وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال جنوبي البلاد إلى 22 ألفا و327 شهيد. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مساء السبت في مركز التنسيق في حالات الطوارئ بمشاركة وزير الدفاع خلوصي أكار.

وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، في بيان، السبت، أن عدد من تم إنقاذهم ارتفع إلى 80 ألفا و88 شخصا.

وأشار البيان إلى وقوع 1891 هزة ارتدادية بعد الزلزالين اللذين كان مركزهما في منطقتي بازارجيك، والبيستان في ولاية قهرمان مرعش، وفقًا لـ"يني شفق".

وأوضح أنه تم إجلاء 92 ألفا و697 شخصًا من الولايات المتضررة من الزلزال.

وأضاف أن 31 ألفًا و832 من أفراد البحث والإنقاذ الأتراك ومن الفرق الدولية يواصلون جهودهم في منطقة الزلزال.

وبين أن عدد أفراد فرق البحث والإنقاذ القادمة من دول أخرى بلغ 8294.

أما في سوريا، فقد ارتفع عدد القتلى إلى 4 آلاف و487 قتيلا، وزاد عدد المصابين إلى 7 آلاف و396.

ورغم أن العدد الأكبر من الضحايا سُجل في تركيا، فإن التحذيرات تتوالى من ارتفاع مطرد في عدد القتلى شمالي سوريا، وسط ضعف الإمكانات وقلة الموارد وتأخر وصول المساعدات الدولية اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ.

وقدر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عدد المتضررين في الزلزال في سوريا بما لا يقل عن ستة ملايين شخص، وذكر مصدر أممي بمحدودية الإمكانات من مُعَـدّاتٍ ووقود وغيرهما، وقال إن ذلك يعرقل جهود الإنقاذ والإسعاف.

وفجر الاثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

 

تبعات زلزال تركيا وسوريا

أظهرت صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، حجم الدمار الذي أوقعه الزلزال في تركيا وسوريا، مخلّفًا عشرات الآلاف من القتلى والمصابين فضلًا عن ملايين المتضررين.

وقال إريك فيلدنغ، الجيوفيزيائي في مختبر الدفع النفاث التابع لـ(ناسا)، إن “الزلازل الكبيرة جدًّا والقوية” ألحقت أضرارًا مماثلة لأضرار زلزال عام 1906، الذي دمر مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، موضحًا أن الزلازل “انفجرت على طول الطريق حتى السطح على مدى سلسلة طويلة من الصدوع”، وفقًا لـ"الجزيرة".

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي شاركها مرصد الأرض التابع لـ(ناسا) الأضرار التي لحقت بثلاث مدن تركية، إذ تشير “وحدات البكسل” ذات اللون الأحمر الداكن إلى المناطق “التي يُحتمل أن تكون بها أضرار جسيمة” في المباني والمنازل والبنية التحتية، و”المناطق البرتقالية والصفراء إلى المتضررة بشكل متوسط ​​أو جزئي”.

وفقًا للمرصد، يمثل كل “بكسل” مساحة تبلغ حوالي 30 مترًا، بما يعادل حجم ملعب بيسبول.

وتُظهر الخرائط مساحات كبيرة من “البيكسلات” الحمراء، تحدها مناطق برتقالية وصفراء، وعند تكبير الخرائط يمكن المشاهدين رؤية جيوب صغيرة من الضرر في جميع أنحاء البلاد.

وحذر فيلدنغ من أن “التغيرات الموسمية” قد تسبب بعض عدم الدقة، وقال “بعض المناطق التي تم وضع علامة عليها على أنها متضررة في المناطق المزروعة ربما لم تتضرر، وبعض المناطق التي لم تظهر بها أي أضرار في المناطق المزروعة قد تكون غير متضررة”.

اللون الأحمر الداكن يشير إلى المناطق التي يُحتمل أن تكون بها أضرار جسيمة (ناسا)

زلزال سان فرانسيسكو

في 18 إبريل 1906، في الساعة 5:13 صباحًا، ضرب زلزال يقدر بنحو 8.0 درجات على مقياس ريختر مدينة سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 3000 شخص حيث أسقط العديد من المباني، نتج الزلزال عن انزلاق صدع سان أندرياس فوق جزء يبلغ طوله حوالي 275 ميلاً، ويمكن الشعور بموجات الصدمة من جنوب ولاية أوريغون وصولاً إلى لوس أنجلوس.

ودمرت بشكل خاص المباني المبنية من الطوب والهياكل الخشبية الفيكتورية في سان فرانسيسكو، اندلعت الحرائق على الفور - لأن أنابيب المياه المحطمة منعت رجال الإطفاء من وقفها - سرعان ما تطورت العواصف النارية في جميع أنحاء المدينة، وفقًا لموقع هيستورى.

 في الساعة 7 صباحًا، أبلغت قوات الجيش الأمريكي من فورت ماسون قاعة العدل، ودعا عمدة سان فرانسيسكو إي شميتز إلى فرض حظر تجول من الغسق حتى الفجر وأذن للجنود بإطلاق النار لقتل أي شخص يتم العثور عليه ينهب، وفي الوقت نفسه، في مواجهة توابع الزلزال الكبيرة، قاتل رجال الإطفاء والقوات الأمريكية بشكل يائس للسيطرة على الحريق المستمر، وغالبًا ما قاموا بتفجير كتل سكنية بأكملها في المدينة لإنشاء جدران حماية. في 20 إبريل، تم إجلاء 20 ألف لاجئ حوصروا بسبب الحريق الهائل من سفح شارع فان نيس إلى يو إس إس شيكاغو.

بحلول 23 إبريل، تم إطفاء معظم الحرائق، وبدأت السلطات مهمة إعادة بناء المدينة المدمرة. تشير التقديرات إلى أن حوالي 3000 شخص لقوا حتفهم نتيجة زلزال سان فرانسيسكو الكبير والحرائق المدمرة التي أحدثها في المدينة. تم تدمير ما يقرب من 30.000 مبنى، بما في ذلك معظم منازل المدينة وتقريبًا جميع المناطق التجارية المركزية.