قال "غوني يلدز" الزميل في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (SWP)، لشبكة "ISPI MED" الالمانية إنه إلى جانب الخسائر الفادحة في الأرواح، ستواجه تركيا مشاكل اقتصادية ضخمة" لافتا إلى أن "المنطقة المتضررة من الزلزال فقيرة، وهي موطن لعدد كبير من اللاجئين الأكراد والعرب والسوريين.

 

وقدر "يلدز" أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية المقدرة للكارثة في تركيا نحو 35 مليار دولار، وهو رقم يمكن أن يثبت أنه كارثي على الاقتصاد التركي الهش بالفعل.

 

وأضاف أنه ستعقب خسارة الآلاف من الأرواح وتدمير البنية التحتية والمنازل، ضائقة اقتصادية طويلة الأمد في تركيا، وأن هذه المجتمعات التي تواجه بالفعل مآسي متعددة، ستكافح مع نقص الوصول إلى الاحتياجات الأساسية".

 

وتسبب أحد أكثر الزلازل تدميراً التي هزت منطقة الشرق الأوسط، إلى مقتل نحو 23 ألف شخص، بينهم 19 ألفا في تركيا و4 آلاف في سوريا، فضلا عن عشرات الآلاف من المصابين، وتهدم الآلاف من المباني كليا وجزئيا.

 

واتفق خبراء أن الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا الإثنين الماضي، سيكون له تداعيات خطيرة سياسية واقتصادية وإنسانية، لافتين إلى أن منها ما سيكون طويل الأجل.

 

ومن أبرز التداعيات السياسية، فأبدى "يلدز" تخوفه من عدم القدرة على إجراء الانتخابات في المدن العشر المتضررة من الزلزال، مما يجعل من المحتمل جدًا تأجيلها.

 

أثر ممتد

وقالت "فاليريا تالبوت" رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ISPI، إن "الكارثة التي حلت بإحدى المناطق الأقل نمواً في البلاد، والتي تضررت بالفعل من تداعيات الحرب الأهلية في سوريا المجاورة، مقدر لها أن تترك أثراً طويل الأمد".

 

وأضافت "سيتعين على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم أن يظهرا أنهما قادران على تلبية احتياجات السكان المتضررين من الزلزال، خاصة في ضوء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد المقرر إجراؤها في مايو 23".

 

وأردفت "في الواقع، حدث الزلزال في الوقت الذي تعاني فيه البلاد بالفعل من توتر بسبب الصعوبات الاقتصادية، وارتفاع معدل التضخم في أعقاب ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية بعد أوكرانيا، ما يزيد من الأزمة الاقتصادية في البلاد".