رغم الوضع المأساوي الذي يتعرض له الشمال الغربي السوري إلا أنه  بشار الأسد لم يرحمهم فلا زالوا يعانون من قصف من قبل النظام لتراكم عليهم كارثة الزلزال الكبرى التي ضربت أغلب القرى والضيعات وأوقعت آلاف القتلى والجرحى وشردت آلاف الأهالي من نساء وأطفال.
وقال المرصد السوري إن الأرقام الحالية غير نهائية ونتوقع ارتفاع أعداد القتلى بشكل كبير،

وقال مراقبون إن كل هذا لم يردع عصابات الأسد والروس من القصف وتنفيذ رمايات على عدة مناطق حيث تم قصف صباح الثلاثاء والأربعاء محيط بينين والرويحة وفليفل بريف إدلب وعين عيسى بجبل التركمان.

ورغم وصول طائرات عديدة من مصر والجزائر والإمارات والعراق وإيران وليبيا إلا أنه يدعي أن العقوبات المفروضة على مرتكبي جرائم الحرب تعرقل الإنقاذ.

واشار ناشون سوريون إلى أن النظام نهب وسرق جميع المساعدات التي أرسلت على طرف النظام السوري السفاح وباعها مقابل مبالغ مادية ذهبت للشبيحة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن فقط 14 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية عبرت الحدود من تركيا إلى شمال سوريا اليوم الجمعة.


وقال المتحدث بول ديلون إن الشاحنات تحمل "أجهزة تدفئة كهربائية وخياما وبطانيات وأغراضا أخرى لمساعدة المشردين من جراء هذا الزلزال الكارثي"، موضحا أن المساعدات متجهة إلى إدلب.

 

فيضان التلول
وغادر أهالي بلدة التلول القريبة من الحدود التركية بشمال غربي سوريا مضطرين، بعد أن دمرها الزلزال الذي ضرب المنطقة، وتسبب الزلزال في تصدع سد صغير قريب من المنطقة.

وغرقت شوارع المدينة بمياه الفيضان والأمطار، وقال الدفاع المدني السوري إن "منازل انغمرت بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي في قرية التلول قرب سلقين".

بدوره، نفى وزير الزراعة والري في حكومة الإنقاذ الدكتور "محمد الأحمد" أن يكون فيضات التلول سببه تصدع سد التلول في ريف إدلب الغربي وأكد أنه "لا وجود سد في المنطقة المذكورة كما يشاع والسبب الرئيس لارتفاع منسوب المياه وطمر الأحياء بالبلدة هو زالزل سوريا".

وأسفر الزلزال عن سقوط ما بين 35 و40 قتيلا، وأن معظم المباني أصبحت إما مدمرة أو لحقت بها أضرار.


وقال أحد الأهالي إن السكان حاولوا صد مياه العاصي بأكياس الرمل، وأن الأمطار الغزيرة، عرقلت أيضا جهود الإغاثة من الزلزال في جميع أنحاء المنطقة، وأدت إلى ارتفاع منسوب المياه في النهر.

 

ضحكات بشار

وانتشرت صورا أظهرت رئيس النظام بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد، في زيارته للمناطق المتضررة في حلب، ويبدو فيها يضحك ويبتسم، في ظرف وحدَث أليم هزّ البشرية.

ونشر الناشط السوري عمر مدنية مقطع فيديو، قال إن بشار الأسد التقى قائد ميليشا الحشد الشعبي العراقي عبد العزيز المحمداوي في مدينة حلب الجمعة وتبادلوا الضحك والتهاني.

وقال إعلاميون إنه حتى المصطلحات و"الهاشتاجات" يتم التلاعب بها، وأنه يجري تعميم (زلزال شرق المتوسط) لكي لا يقال (زلزال ترکیا وسوريا) وبالتحديد سوريا لأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة في ارتفاع أعداد الضحايا، معتبرين أن الهاشتاج مشبوه للتعمية عن حقيقة ما يجري في سوريا من نكبة.

تفاقم الأزمة

"لينا الخطيب" مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "تشاتام هاوس"، قالت إن الزلزال فاقم الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون بالفعل في جميع أنحاء البلاد.

وأضافت أن "قصف نظام بشار الأسد منطقة مارع، بعد وقت قصير من وقوع الزلزال، وهناك مخاوف من استمرار مثل هذه التفجيرات، مما يزيد من حجم الدمار ويعيق عمليات الإنقاذ".

وأوضحت أن "حجم الدمار أقل في المناطق التي يسيطر عليها النظام والواقعة على مسافة أبعد من مركز الزلازل، ويتم بالفعل توزيع المساعدات المرسلة من دول عربية مثل الإمارات ومصر إلى دمشق على تلك الأراضي".

وأكدت "الخطيب" أن "الطبيعة الفاسدة لنظام الأسد تعني أنه حتى هؤلاء السكان لا يمكن ضمان وصولهم الكامل للمساعدات القادمة، كما تصر السلطات الوطنية على أن أي مساعدة يُقصد بها العبور من مناطق النظام إلى المناطق غير التابعة للنظام يجب أن يتم تسليمها إلى الحكومة السورية والتعامل معها". مشيرة إلى أنه "لم يتم إرسال مثل هذه المساعدات عبر الخطوط خلال السنوات العشر الماضية".