مع بداية اليوم الخامس، لوقوع زلزال كهرمان مرعش تضاءلت آمال العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض إثر كارثة زلزال تركيا وسوريا، والتي أودت بحياة أكثر من نحو 24 ألفا قتيل و100 ألف مصاب على جانب الدولتين، وامتدت آثار الزلزال في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين، قال الدفاع المدني في الشمال السوري إنّ العثور على أحياء تحت الأنقاض أصبح صعبا جدا لكن البحث لن يتوقف مع وصول أعداد القتلى لنحو 2553 قتيلا ونحو 3 آلاف مصاب.

وكشف مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى أن "فرق الإنقاذ تواصل العمل في 3 مناطق دون ظهور أي دليل على وجود أحياء تحت الأنقاض مع العمل بمعدات بدائية".

في حين قال برنامج الغذاء العالمي إن مخزونه في شمالي غربي سوريا قد نفد، وطالب بتعزيز القدرات للوصول إلى تلك المناطق.

وحسب أحدث إحصاءات وزارة الصحة السورية، فقد ارتفع عدد القتلى في مناطق النظام إلى 1347 وعدد المصابين إلى 2295.

وقالت الأمم المتحدة إن المصابين جراء الزلزال يتجاوزون 6 ملايين شخص، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال مساء الجمعة أن عدد الوفيات بسبب الزلزال وصل في عموم تركيا إلى 19 ألفا و388 قتيلا، وأن عدد الجرحى بلغ 77 ألفا و711، قائلا إن عدد الوفيات يتزايد لحظة بعد لحظة.

إلا أن  وكالة الكوارث التركية أكدت في بيان صباح السبت 11 فبراير (اليوم الخامس) ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 20318 قتيلاً، والمصابين إلى نحو 80 ألفا بزيادة نحو ألفي ناج خلال الساعات الأخيرة.

ومع رصد متابعون استمرار عمليات البحث عن ناجين مستمرة في ظروف قاسية من البرد والثلج، وأن التحذيرات من كارثة جديدة بسبب الآثار الجانبية الأخطر التي قد يكون ضررها أكبر بكثير.

أعلنت في الساعة 11 مساء الجمعة بتوقيت دمشق، أعلن فريق الخوذ البيضاء إنتهاء عمليات البحث والانقاذ بعد عدة ساعات مع عدم العثور على ناجين جدد، مشيرين إلى أن الفرق ستركز الأن على عمليات إنتشال الجثث، وأثار هذه الإعلان عن انتهاء مرحلة الانقاذ فيضانا من المشاعر عبر شمال غرب سوريا بعد أن تيقنوا أن الأمل انقطع.

ونظم سوريون وقفات احتجاجية في الشمال الغربي تطالب بالمساعدات الفورية للمتضررين من الزلزال، وقال سوريون من الشمال الغربي إن مساعدات خجولة تصل سوريا عبر معبر باب الهوى، وأنه بعد نحو 90 ساعة من الزلزال وصلت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تدخل سوريا لأول مرة منذ الزلزال.

وخصصت فرنسا 12 مليون يورو لمتضرري زلزال سوريا، في الوقت الذي تعمل فيه تركيا على فتح معبرين لإيصال المساعدات لسوريا، وقال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن 97 دولة قدمت مساعدات لتركيا وأن والوضع في شمال غربي سوريا مقلق..

وقدرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، قيمة الأضرار جراء الزلزال في تركيا وسوريا ب4 مليارات دولار حتى الآن فيما قدره آخرون ب35 مليار دولار، وجمعت حملة شعبية من السعودية نحو 100 مليون ريال في 24 ساعة لإغاثة متضرري الزلزال.



حملة إسكان

وقالت تقارير إن تركيا تطلق أكبر حملة إسكان في تاريخها تستهدف الولايات الـ10 المتضررة من الزلزال الذي ضرب البلاد فجر الإثنين.

وقال وزير البيئة والتطوير العمراني التركي "مراد قوروم" خلال مشاركته بمؤتمر صحفي عقده الجمعة بمركز التنسيق التابع لإدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) بولاية غازي عنتاب الذي أنشئ لمساعدة ضحايا الكارثة.

وتشمل قائمة الولايات العشر المتضررة "أضنة، وآدي يمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهطاي، وقهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفة".

وقال قوروم: "سنطلق أكبر حملة لبناء المساكن ما بعد الكارثة في تاريخ الجمهورية بطريقة متزامنة في ولاياتنا العشر (المتضررة)".

وأفاد الوزير أن عدد المباني المنهارة أو المتضررة بشكل كبير في عموم المناطق المنكوبة بلغ 12 ألفًا و141 مبنى.

وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

والثلاثاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في الولايات المتضررة