ارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق النظام والمعارضة) إلى 968 قتيلاً و2353 مصاباً، جراء الزلزال الذي وقع فجر الاثنين ومركزه جنوب تركيا. فيما أشار الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض.

ونقلت مقاطع فيديو صور مقبرة جماعية في منطقة ترحين لأكثر من 50 شخصا ارتقوا في منطقة "حارم" نتيجة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري.

وقالت مصادر ميدانية في إدلب إن أكثر من 400 ضحية حتى الآن في "حارم" و"سرمدا" و"أطمة" و"الدانا" و"ترمانين" شمال إدلب، ووصلت عدد الوفيات في مشفى حارم لـ ١٥٠ وفاة و٣٠٠ جريح وما زال الكثير تحت الانقاض.

وتشير توقعات إلى وفاة ٧٠٠ شخص هم سكان قرية كاملة في منطقة حارم في "إدلب" شمال سوريا.

وفي حلب وصل عدد الضحايا إلى 161 ضحية حتى الآن، وانهار 60 مبنى، فضلا عن إنهيار عشرات الأبنية بشكل كامل في إدلب جراء الزلزال.
وفي اللاذقية بلغ حتى الآن عدد ضحايا الزلزال 232 وانهار 75 مبنى وافتتح 12 مركز إيواء.

وفي حماه، وصل عدد الضحايا حتى الآن 37 ضحية وانهار 4 مبان.

 

"جنديرس" المنكوبة

وتحولت بلدة "جنديرس" في ريف عفرين إلى منطقة منكوبة إثر الزلزال العنيف الذي خلّف دماراً كبيراً على جنوب تركيا وشمال سوريا بشكل خاص.

وقال ناشطون إنه ما زال هناك عشرات العالقين تحت الأنقاض بسبب الاصرار الكبيرة التي خلفها الزلزال في "جنديرس" مع عدم وجود الكوادر الكافية لعمليات الانقاذ.

ونقل الناشطون صورا مرعبة من "جنديرس" الحدودية مع تركيا، حيث يحتضن أب مفجوع رضيعه المتوفي بينما يصرخ "يا الله، يا الله". يقبّله على جبينه وينوح فوقه قائلاً "قم يا ابني، قُم يا حبيبي"، وأم تلقى ربها وتلد وليدا حيا وأب وابنه يحتضنان بعضهما في اللقاء الأخير قبل وفاتهما.

وأوضح الناشطون أن الوضع في "جنديرس" كارثي بكل ما تعنيه الكلمة، بحاجة إلى اليات لانتشال الناجين والجثث من تحت الأنقاض، بحاجة إلى سيارات لنقل الناجين إلى المشفى، الوضع بحاجة إلى تدخل لجنة الإنقاذ الدولية.

وطالب الائتلاف السوري، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية بالتدخل العاجل لإغاثة السكان في المدن والبلدات السورية، التي ضربها زلزال الاثنين، فيما أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) شمال غرب البلاد "منطقة منكوبة".

وكان الوضع في "جندريس" كالتالي؛ أكثر من ٥٠ بناءً سقط فوق ساكنيه، لم يخرج منهم سوى القليل، والحفر (بحثا عن ناجين) يحتاج معدات يدوية وعاملين كثر، ومن ليس له أحد (عائلة تبحث) ينتظر الموت اختناقاً، حيث إن هناك أبنية منذ الفجر لم يأت إليها أحد، كما أخرجت نحو ١٥٠ جثة من منطقة عنجارة بجندريس وحدها، فضلا عن رصد ٢٥ حالة وفاة من عائلة "العبود" فقط.

 

كارثة في "الحولة"

أما منطقة "الحولة" بجندريس فقد استشهد فيها عدد كبير من الأهالي ومن بينهم عوائل بأكملها جراء الزلزال بينهم أمير حركة أحرار الشام سابقاً الشيخ أبو عبد الملك الحمصي مع زوجته وأطفاله.

وتعرض الشمال السوري لـ 25 هزة ارتدادية حدثت منذ الصباح، بصور جوية تظهر عمليات إنقاذ الأشخاص من تحت أنقاض المباني التي دُمرت في شمال غرب سوريا، حيث توضح الصور أيضاً السكان وهم يساعدون فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة للبحث عن ضحايا وناجين وسط المباني المنهارة في قرية "بسنية" بمدينة إدلب.