كان لعملية القدس التي نفذها الشهيد البطل الشاب خيري علقم (21 عامًا)، وعملية سلوان التي نفذها الفتي محمود عليوات (13 عامًا)، الأثر الكبير على الاحتلال الصهيوني سياسيًا وأمنيًا.

وقال كتاب ومحللون إن عملية القدس التي أدت لمقتل 7 مستوطنين في المدينة المقدسة، وعملية سلوان التي أدت لجرح ضابط بجيش الاحتلال الصهيوني بجروح خطيرة وإصابة والده الذي كان برفقته - كانت رداً بحجم مجزرة جنين التي ارتكبتها قوات الاحتلال الخميس الماضي.

ويعيش الاحتلال الإسرائيلي وقادته ومستوطنوه هذه الأيام في قلق ورعب كبيرين، عقب العمليات النوعية التي شهدتها القدس المحتلة، بعد مجزرة مخيم جنين التي أدمت قلب الفلسطيني لكنها لم تنسِه الثأر لدماء الشهداء.

 

هواجس الإلهام الفلسطيني

وعدد المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر منّاع، أهم الدلالات الأمنية التي ستترتب على عملية القدس، وقال إنها تتمثل في:

قيام الاحتلال بالإمعان في إجراءاته القمعية بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة، كون منفذ العملية من القدس، وسيضاعف قمعه على الحواجز العسكرية.

وأضاف: "الاحتلال سيعزز من تواجده في الضفة المحتلة على نقاط التماس والاحتكاك وعلى الحواجز العسكرية"، وفقًا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام".

وأوضح أنه على صعيد العمليات العسكرية، فمن المتوقع أن يخفّف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الفترة القادمة من حدة عملياته، لا سيما الاغتيال، مشيراً إلى أن الاحتلال يعلم بأن عمليات الاغتيال تؤدي إلى ردات فعل وعمليات فلسطينية نوعية.

وذكر منّاع إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد حالة زيادة الإلهام التي تنتاب الشارع الفلسطيني، بتنفيذ عمليات نوعية عقب جرائم الاحتلال المتكررة.

وقال: "أكثر ما يخاف منه الاحتلال الإسرائيلي هو حالة الإلهام التي يستوحيها الشباب الفلسطيني من بعضهم البعض".

ولفت إلى أن الإلهام يأتي من شاب ينفذ عملية، ليكون ملهماً لشاب آخر يريد أن ينفذ عملية على غرار العملية الأولى، "وهذا هو المقلق بالنسبة للاحتلال".

 

عجز المنظومة الأمنية الإسرائيلية

فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي أن الاحتلال يعاني من أزمة كبيرة وهناك سخط كبير على نتنياهو وبن غفير، وأن هناك حالة غضب من المستوطنين على حكومة الاحتلال.

وقال: "على حكومة الاحتلال أن تدرك بأن معادلة قتل الفلسطيني ليست سهلة وسيقابل ذلك بالرد"، وفقًا لصحيفة "السبيل".

ورأى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية عاجزة على إحباط عمليات المقاومة، وأن العمليات البطولية أربكت المؤسسة الأمنية الصهيونية، وأنه على الاحتلال أن يراجع حساباته في ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين.

 

ارتباك سياسي

من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن عملية القدس أربكت الحسابات السياسية للاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات.

وقال منصور إن الحكومة الإسرائيلية "تعيش أزمة سياسية كبيرة في الداخل، وفي ظل ضغوطات دولية عليها ومن حليفتها الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تغيير سياستها".

ولفت إلى أنّ عملية القدس جاءت في ظل موقف من السلطة الفلسطينية بدأ يتنامى في تحديد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل مجازره في جنين وفي الضفة المحتلة.

وقال: "هذا يجعل خيارات دولة الاحتلال ضيقة ومحدودة في احتواء العمليات والتهدئة؛ لأن هذا يتطلب تغيير سياستها ومواقفها تجاه الأسرى والقدس والاستيطان وارتكاب المجازر".

وأضاف: "حلفاء نتنياهو وشركاؤه لن يسمحوا بهذا، ومعنيون بالتصعيد واستخدام القوة".

ولفت إلى أن الاحتلال سيناريوهاته في التصعيد غير واضحة، متسائلاً: "هل سيصعّد ضد عملية فردية بشن هجوم على غزة؟ مؤكدًا أن نتنياهو في مأزق ويجد من الصعب إدارة موقفه.

 

مكتسبات للمقاومة

ومن جهته، عقّب الكاتب خالد النجار على العملية النوعية، وذكر بعض مكتسبات المقاومة التي تحققت من خلالها، وقال: "إن العملية جاءت لتعيد الذاكرة من جديدة لرئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو" وتؤكد له أن المقاومة مهما تعرضت لاعتداءات متكررة، لن تموت، ولن تنتهي.

وأوضح أن الروح الثائرة عادت، وعادت الروح الوطنية، والتف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة، وأكدت أن الفلسطيني لا ينقسم عن أخيه الفلسطيني في أي مكان، لأن وحدة الهدف هي الشعار الذي يحميه سيف القدس، وترفعه على رؤوس الأشهاد.

وأكد النجار أن المقاومة فاجأت الاحتلال، وقد أكدت كتائب القسام وقوى المقاومة أن الرد قادم ولن يتأخر. صدقت المقاومة، وأوفت بوعدها، وضربت بجناحيها واوجعت العدو، وخلعت قلب بن غفير وحلفاءه وأعوانه.