بعد قتال استمر لأكثر من عامين بين قبيلتي التبو والطوارق الليبيتين، نجحت قطر في وأد الصراع بينهما عبر توقيع اتفاقية تصالح بينهما في العاصمة القطرية الدوحة.

 والتزم الطرفان في الاتفاق الجديد بوقف كامل لإطلاق النار، وإنهاء المظاهر المسلحة في مدينة أوباري، وكذلك يشمل الاتفاق عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم، وفتح الطريق العام المؤدي إلى المدينة.

 الخبير العسكري الليبي العقيد عادل عبد الكافي، قال إن أية دعوات وأي دعم للتهدئة بين المتناحرين في ليبيا برعاية عربية يخدم الاستقرار في ليبيا وخاصة في الجنوب.

وأوضح الخبير العسكري الليبي في تصريحات لـ"مصر العربية" أن استقرار الجنوب سيقضي على العصابات القادمة من دولة تشاد، ونظيرتها القادمة من السودان "العدل والمساواة"، قائلا إن تلك العصابات نجحت في خلق صراع عسكري بين قبائل الجنوب وخاصة التبو والطوارق.

حكماء ليبيا

وتابع: كنا نتمنى أن يكون التصالح بين قبائل الجنوب في داخل ليبيا على مائدة مجلس الحكماء والذي استطاع من قبل أن يصلح بين بعض القبائل المتناحرة، لذلك كان من الأهمية أن يكون داخل ليبيا، حتى يتم تفعيل التصالح وحمايته.

وأضاف الخبير العسكري الليبي: الصراع في الجنوب ليس في صالح ليبيا، فمع أن هناك وجود لخطر العصابات التشادية والسودانية، فهناك خطر أكبر من جهة فرنسا والتي تريد التحكم في تلك المنطقة والسيطرة عليها، وهو ما قضى عليه التصالح.


الناشط الحقوقي الليبي بركة بن هامل، قال إن اتفاق التبو والطوارق بداية لاتفاق الفرقاء الليبيين في طرابلس وطبرق.

قبائل الجنوب

وأوضح الحقوقي الليبي  أن قطر نجحت في وأد الصراع بين أحد أهم قبائل الجنوب، مضيفا أن الاتفاق سيعمل على عودة النازحين والمهجرين من الجانبين ووقف إطلاق النار.

وتابع: أعتقد أن الأزمة الليبية على وشك الحل السياسي، خصوصا بعد حث الأمم المتحدة أمس المتناحرين في ليبيا على الاتفاق السياسي.


وأشار إلى أن الاتفاق السياسي يمهد للقضاء على داعش ليبيا، قائلا: ليبيا ستخرج من عثرتها مهما طال الزمن.


وشهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم، توقيع اتفاق سلام تاريخي بين قبيلتي التبو والطوارق الليبيتين، لتنتهي بذلك الحرب الدامية بينهما والتي استمرت لعامين.

ميثاق صلح

والتقى ممثلون عن القبيلتين لأول مرة منذ عامين، في الدوحة وأجريا مباحثات مباشرة حول آلية إيقاف إطلاق النار والحرب، وتوقيع ميثاق صلح فيما بينهما


وينتشر أفراد قبيلتي التبو والطوارق، بالمناطق الحدودية التي تجمع ليبيا مع دول أفريقية عدة كالنيجر وتشاد والسودان ومالي، منذ أن اندلع الصراع فيما بينهم.
 

ومنذ الـ17 من سبتمبر لعام 2014، تدور اشتباكات متقطعة بين قبائل "التبو" والطوارق"، سقط خلالها أكثر من 300 شخص، و2000 مصاب، لدى الطرفين، بحسب مصادر طبية من المشفيين الحكوميين ببلدتي أوباري، ومرزق المجاورة، وذلك رغم الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في الـ22 من الشهر نفسه.
 

وتعود جذور المشكلة بين الطرفين إلى مشاجرة بين أفراد أمن من قبائل "الطوراق"، ومواطن من الطرف الآخر في ذلك اليوم، ازدادت حدته لتصل إلى اشتباكات مسلحة بعد قيام مسلحين ينتمون للتبو بالهجوم على مركز الأمن الوطني (مركز شرطة) تسيطر عليه جماعة مسلحة تابعة للطوارق.
 

والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة، ولا توجد أرقام رسمية حول تعداد الطوارق في ليبيا، إلا أن بعض الجهات تقدر عددهم بما بين 28 و30 ألفاً، من أصل تعداد سكان ليبيا البالغ نحو 6.5 مليون نسمة.


أما قبائل التبو (غير عربية) فهم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا، وشمالي النيجر، وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعضهم إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل "التمحو" الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل "الجرمنت"، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، في حين يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى "التيبوس" وتسكن شمالي البلاد.


مصر العربية