في الوقت الذي يُمطر فيه عمرو أديب المصريين عبر شاشته بالخطابات الوطنية الزائفة، خرج الإعلامي المثير للجدل باعتراف فجّ خلال برنامجه، كشف عن احتفاظه بـ"مخلة الجيش" وعدم تسليمها بعد انتهاء خدمته العسكرية. هذا الاعتراف لم يمر مرور الكرام، إذ اعتبره كثيرون إدانة علنية تستوجب المساءلة القانونية، بل فضيحة مدوية لرجل طالما قدّم نفسه كصوت الدولة والمدافع الأول عن الجيش.

المفارقة أن أديب الذي لم يتوقف يومًا عن مطالبة المصريين بالتضحية وتحمل الغلاء والقمع، يظهر اليوم وكأنه عاجز حتى عن الالتزام بأبسط قواعد الخدمة العسكرية التي يفترض أنها "شرف" يتغنّى به ليل نهار.

 

ردود فعل

وسرعان ما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود غاضبة وساخرة، اعتبرت تصريحات أديب دليلاً إضافيًا على ازدواجية خطابه. فمن مثقفين وحقوقيين إلى ناشطين ومواطنين بسطاء، توالت التعليقات التي تساءلت عن حقيقة خدمته العسكرية وعن شرعية احتفاظه بمهمات يفترض أن تُسلّم للدولة. البعض ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن الأمر يستوجب محاكمة عسكرية، فيما اكتفى آخرون بالسخرية اللاذعة من "مخلة عمرو أديب".

فكتب د. أحمد عطوان " عمرو أديب فنجري بق ويعلم تماما أنه لا يصلح للخدمة العسكرية لخمسة أسباب وهي : 1- مجنس : يحمل جنسية مزدوجة 2- عجوز : تعدي سن الستين 3- حرامي: لم يسلم مخلة الجيش 4- ....... : ............................. 5- ....... : ............................. أكمل 4 و5 بدون ألفاظ خارجة".

الكاتب الصحفي سليم عزوز " اعتراف يقود للمحاكمة العسكرية، فالمخلة عهدة تسلم في نهاية فترة التجنيد، والا صار عدم تسليمها سرقة يعاقب عليها القانون".

الناشطة نسرين نعيم " تبقى سارقها. لأنها المفروض تتسلم يا سلام دا انت من كتر حبك في مصر اخذت الجنسية السعودية".

المهندس فارس الهلالي " السادة .النيابة العسكرية .المخابرات الحربية أتقدم لحضرتكم ببلاغ ضد المدعو عمرو أديب مزدوج الجنسية لاحتفاظة بمهمات عسكرية واجبة التسليم عند انتهاء الخدمة العسكرية تابعة للجيش المصرى المصدر .تصريحات برنامج الحكاية".

وتهكم حسين " دا شكله اصلا مدخلش جيش".

وسخر ياسين " مشتملات مخلة عمرو اديب صاجات باروكه بدلة رقص مزيل عرق بخور".

وقال تيتو " مخلته في البيت لانه لم يؤدي الخدمه العسكريه الالزاميه اخذ المخله وروح على بيته واستلم الشهاده من منازلهم.!!".

وأكد أشرف جلال " فعلا ده اعتراف يستوجب محاكمه عسكريه واظن ان الجرائم العسكريه لا تسقط بالتقادم".

ولفت لطفي " هم دول اللى بيضحوا بكل حاجة فى حياتهم بالكلام بس والشعب لازم يضحى بكل حاجة فى الحقيقة قدوة بالكلمنحبة".

في النهاية، يتحول اعتراف أديب إلى ما يشبه المرآة التي تكشف التناقض الصارخ بين ما يقوله على الشاشة وما يفعله في الواقع. رجل يطالب الناس بالتقشف والتضحية، بينما هو نفسه لا يلتزم بأبسط واجباته كمجند سابق. وبينما يرى المواطنون في تصريحاته مادة للسخرية، يرى خبراء القانون أن المسألة لا يمكن أن تُختزل في التهكم، بل هي قضية تستوجب تحقيقًا جادًا ومحاسبة قانونية. وهكذا يبقى السؤال معلقًا: هل يجرؤ النظام الذي يحتمي به عمرو أديب على فتح هذا الملف، أم أن القضية ستُطوى كغيرها من الفضائح التي تكشف ازدواجية الخطاب الإعلامي الرسمي؟