أثار الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن نقاشًا واسعًا عبر منصّة "إكس" بعدما وجّه انتقادًا حادًّا لما أسماه بـ"نظرية العيب في الشعب"، التي يروّج لها بعض السياسيين والإعلاميين لتبرير إخفاقات متكرّرة في إدارة شؤون البلاد.

 

في منشوره، رفض حسن بشكل قاطع تحميل الشعوب مسؤولية التخلف أو الفشل، مؤكّدًا أن تلك الفكرة لا تعبّر سوى عن "أشد أنواع التدليس قبحًا وكذبًا"، على حد وصفه. وأضاف أن الشعوب لا تُفسد من تلقاء نفسها، ولا تفشل بطبيعتها، بل تكون الإدارة — أي السلطة التنفيذية والنظم السياسية الحاكمة — هي المسؤولة عن إدارة الموارد وتوجيهها لتحقيق التنمية.

 

وأوضح الباحث أن اتهام الشعوب بالكسل أو الجهل أو السلبية يُعدّ نوعًا من الهروب من المسؤولية السياسية، ومحاولة لتبرئة المؤسسات من أخطائها المزمنة في إدارة الأزمات والملفات الاقتصادية والاجتماعية. وقال:

 

"لا يفسد شعب أو يتخلف أو يتوحش من تلقاء نفسه، ولا يفشل شعب، إنما تفشل إدارة في تنمية موارد البلاد وتنميتها".

 

وأشار حسن إلى أن ما يُسمّى بـ"عيوب الشعوب" ليست قدرًا محتومًا أو سِمة جينية لا يمكن تغييرها، بل هي نتيجة مباشرة لسياسات طويلة من الإهمال وسوء الإدارة وانعدام العدالة في توزيع الفرص. وأضاف أن تجاوز هذه السلبيات ليس مستحيلًا، بل هو "ممكن وضروري" إذا ما توفّرت الإرادة الحقيقية والإدارة الرشيدة.

 

وفي ختام حديثه، أكّد عمار علي حسن أن الشعب المصري، الذي وصفه بأنه "قادر على صناعة المعجزات"، أثبت عبر التاريخ أنه يملك طاقة جبارة على النهوض والعمل، متى وجد الخطة الواضحة والقدوة الصالحة وطاقة الأمل التي تحفّزه على الإنتاج والعطاء.