بقلم: د. عز الدين الكومي
زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سى آى إيه جون برينان للبلاد قبل حلول الذكرى الخامسة لثورة يناير يوحي بأن المخابرات الأمريكية تريد الوقوف على حقيقة الوضع في مصر ومدى استعداد النظام الانقلابى لمواجهة الغضبة الشعبية المتوقعة حال حدوثها في ظل حالةالفشل التى التى منى بها النظام الانقلابى في كل المجالات!
كما أن أمريكا تريد أن تطمئن على أن الأمور تسير على ما يرام وماهى الخطط البديلة لو خرجت الأمور عن سيطرة النظام الانقلابى؟
وقد التقى المسؤول المخابرتى الأمريكى قائد النظام الانقلابى ووزير دفاعه صدقى صبحى ومدير مخابراته خالد فوزى ووزيرداخلية الانقلاب.
كما تأتى زيارة المسؤول الأمريكى لمناقشة الاستعدادات الأمريكية لتدخل عسكرى محتمل في ليبيا بزعم محاربة تنظيم الدولة هناك!! وماهو الدور الذى يمكن أن يلعبه النظام الانقلابى حالما حدث تدخل أمريكى من هذا النوع؟
حيث أكدت تسريبات أن قيادة إفريقية فى ال «أفريكوم» قد أعلنت من قبل أنها أعدت خطة كاملة للتدخل عسكريا فى ليبيا وأنها ستشمل أيضا محاربة التنظيمات الإرهابية فى إفريقيا بدءا من الصومال مرورا بالصحراء الكبرى وانتهاء بنيجيريا وستستمر تلك الخطة لمدة خمس سنوات.
وهذا لا يعنى إغفال الإهتمام الأمريكى بسيناء نظرا لوجود أكثر من ١٠٠٠ جندى أمريكى ضمن قوات حفظ السلام بالقرب من الحدود الفلسطينية فضلا عن اهتمام واشنطن بأمن الصهاينة والذى يقوم عسكر كامب ديفيد بتأمينه حسب شهادات مسؤلين صهاينة.
وبالرغم من دور عسكر كامب ديفيد في توفير الأمن والحماية للصهاينة ومايقوم به الطيران الصهيونى من قصف وعربدة في سيناء وانتهاك للسيادة المصرية لكن على مايبد أن الصهاينة منزعجين من دخول معدات ثقيلة لسيناء حتى لوكانت تصب في صالحهم.
وكان زعيم عصابة الانقلاب طمأن مدير المخابرات الأمريكية من أن الإرهاب محصور فى شمال سيناء التى لا تتجاوز ١٪ من مساحة سيناء وأن هناك جهوداً قوية تقوم بها قوات حرس الحدود لتأمين الحدود الغربية الممتدة مع ليبيا.
والملف الآخر على أجندة مدير المخابرات الأمريكية هوحادث سقوط الطائرة الروسية وقضية تأمين المطارات المصرية بعد التقارير التى أشارت إلى وقوع عمل إرهابى جراء تفجير قنبلة تم تهريبها من مطار شرم الشيخ كذلك إعلان تنظيم ولاية سيناء عن الحادث.
كما عقد مدير المخابرات الأمريكية جلسة مباحثات مغلقة مع مدير المخابرات المصرية فى القصر الرئاسى رغم أنه التقى به خلال اليومين
اللذين قضاهما في مصر وذلك بحضور خالد فوزي رئيس المخابرات العامة المصرية والسفير الأميركي بالقاهرة ستيفن بيكروفت.
ولكن لقاء مدير المخابرات الأمريكية مع وزير داخلية النظام الانقلابى قد أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الزيارة وسر توقيتها قبل أيام من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير مما يلقى بظلال كثيفة من الشك حول تلقى نظام الانقلاب تعليماته من أسياده في الولايات المتحدة الأمريكية !!
في الوقت الذى يخرج فيه الإعلام الانقلابى الذى درج على الكذب وتزييف الحقائق ليروج لعداوة أمريكا لقائد النظام الانقلابى ودعمها للإخوان المسلمين.
وقالت وزارة داخلية الانقلاب في بيان لها بعد هذا اللقاء إن وزيرها عرض على برينان كشف حسات وتقريرا عن جهود الوزارة لعمليات العنف التي تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية وعدد من العناصر المتحالفة معها من أجل محاولة زعزعة الاستقرار وتعطيل جهود الدولة للنهوض بالبلاد وتحقيق أمن المواطنين اجتماعيا واقتصاديا. لكن لم يعرض ماقامت به الوزارة من قتل وتصفية خارج إطار القانون وقتل وتعذيب داخل السجون والمعتقلات وأماكن الإحتجاز! وأن وزير داخلية الانقلاب أبدى رضاءه عن مستوى التعاون بين أجهزة وزارة الداخلية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مجال تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بمكافحة العناصر المتطرفة ومقاومة الأفكار التكفيرية الهدامة التي تسعى لخداع الشباب وتجنيدهم من أجل تحقيق أهدافهم التي تهدد استقرار دول المنطقة.
والسؤال ألا تعتبر مثل هذه اللقاءت مساسا بالأمن القومى للبلاد والذى جعل منه عسكر كامب ديفيد شماعة يعلق عليها الهروب من أى مسائلة؟ وبأى صفة يلتقى مدير مخابرات دولة بمن شاء من أفرد السلطات الانقلابية ؟وألا يعتبر ذلك من قبيل التجسس مع دولة استعمارية معروفة بعدائها للعرب والإسلام والمسلمين؟ وأيهما أولى بالمحاكمة قادة النظام الانقلابى الخونة أم الرئيس الشرعى المنتخب؟ !!
وبنفس عقلية النظام الانقلابى سارت سلطة أوسلو حيث أعلن مصدر أمني فلسطيني أن المخابرات الفلسطينية اعتقلت موظفا في مكتب أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين الجاسوس صائب عريقات بتهمة التجسس لصالح اسرائيل وأنا لم أعد أفهم جاسوس يتجسس على جاسوس كيف، وقالت ان المتهم اعتقل في رام الله بعد متابعة ومراقبة طويلة واتخذت الاجراءات القانونية اللازمة لمتابعته والتحقيق معه حتى تمكن جهاز المخابرات من مواجهته بالتهم المنسوبة اليه.
ثم بعد ذلك وبدون حياء أوخجل يعلن زعيم عصابة الانقلاب أن التعاون يتم بين البلدين في كل المجالات بين عسكر كامب ديفيد وبين المخابرات المركزية الأمريكية في شتى المجالات ومن بينها المجال الأمنى والخيانة
وأن مصر هى ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والسلام فى منطقة الشرق الأوسط.
ولا أدرى عن أى سلام يتحدث الفاشل الذى دمر البلاد وأهان العباد وفاقد الشيء لايعطيه!!