أقام محام مِصْري دعوى باسم أسرته أمام محكمة شمال القاهرة دائرة التعويضات، ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، يطالبه فيها بتعويض قدره 10 ملايين جنيه (قرابة مليون وربع دولار)، عن قتل شقيقه الجندي بالجيش المصري في حرب 67 على أيدي قوات الاحتلال الصهيونية.

المحامي "ممدوح إسماعيل لبيب" قال في دعواه التي حملت رقم 2877 لسنة 2015 تعويضات أن "جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم"، وفقا لمواثيق الأمم المتحدة، وأنه وأشقاؤه حسام الدين وسلوى وسهام وسمية، ورثة شقيقهم الشهيد النقيب "محمد وهبي إسماعيل لبيب محمد"، أقاموا الدعوى للتعويض لأنه كان من الأسرى الذين قتلهم الاحتلال في حرب 1967.

ومنذ توقيع الرئيس الأسبق أنور السادات اتفاقية السلام بين مصر والدولة الصهيونية عام 1979، رفع عدد من المحامين وأقارب ضحايا الحرب دعاوي مماثلة ضد رؤساء الوزراء الصهاينة، دون جدوى، ولم تتعاون معهم الاجهزة المصرية المختلفة، وتعرض القضاة لضغوط للتأجيل ثم حفظ أغلب القضايا أو رفضها.

وفي مايو 2011، رفعت أسرة جندي أخر هو "سيد أبو ربة"، ومعهم أهالي ورثة 15 من قتلي مصر في الحرب، والجمعية المصرية للأمم المتحدة، دعوى أمام محكمة شمال القاهرة الابتدائية ضد رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود أولمرت بصفته، ورئيس التليفزيون الإسرائيلي، للمطالبة بعشرة ملايين جنيه أيضا، تعويضاً عن قتل الأسرى المصريين في حرب 1967.

"روح شاكيد" كشف جرائم الصهاينة
واستند محامو الأسرة إلى الفيلم الوثائقي "روح شاكيد" الذي بثته القناة الإسرائيلية الأولى حينئذ، وكشفت فيه عن قتل الجيش الإسرائيلي 250 جندياً مصرياً عقب انتهاء القتال عام 1967 في شبه جزيرة سيناء وداخل السجون الإسرائيلية.

وتحدث الفيلم الوثائقى عن أعضاء وحدة "شاكيد" التي أنشئت عام 1954 تحت قيادة "بنيامين بن إليعازر" وزير البنية التحتية الإسرائيلي السابق، وكشفوا عن عمليات قتل قاموا بها ضد جنود مصريين من وحدة الصاعقة، وهم في طريق انسحابهم للغرب داخل سيناء بعد توقف القتال. 

وتخلل الفيلم مقاطع وثائقية مصورة تظهر إطلاق النار على الجنود المصريين، وهم يرفعون الأيدي بلا سلاح، رغم كونهم مجردين من الأسلحة. 

وظلت هذه القضية ينظرها القضاء المصري منذ نوفمبر 2007 ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس التلفزيون الإسرائيلي وأعطت المحكمة مهلة لإبلاغ المدعين بالطريق الدبلوماسي بواسطة مكتب التعاون الدولي بمكتب النائب العام، وانتهت القضايا بالتجميد.

وروى الإرهابي "بن اليعازر" الذي شارك بعمليات الملاحقة والقتل للجنود المصريين كيف تمت مطاردة الجنود المصريين بمروحية كانت تنزل جنودا على الأرض فيرمونهم بالنار رغم عدم قدرتهم على القتال بعد انتهاء المعركة ونفاد ذخائرهم.

روايات تفضح المجرمين
وقال جنود مصريون أحياء نجوا من هذه المذابح الإسرائيلية روايات بشعة خلال لقاءات صحفية معهم كان أبرزها:

 "كانوا يأمرون الجنود المصريين بالانبطاح علي بطونهم ثم يوثقونهم من أيديهم وأرجلهم، ثم تدهسهم الدبابات.."، و"كانوا يفتحون حنفيات المياه، وعندما يجري عليها الجنود المصريون بسبب العطش يقوم الجنود الصهاينة بإطلاق الرصاص عليهم"!!.

 "وعندما طلبنا الماء للشرب قال الجنود الصهاينة الضباط (المصريون) أولا، وحينما قام الضباط بالوقوف حول المياه في حلقة كبيرة أطلق الصهاينة الرصاص عليهم.. حوالي 300 أسير مصري ماتوا في ثانية واحدة، وقامت جرافات بدفنهم ثم بدءوا في تصفية صف الضباط وبعدها تصفية من يعرف القراءة والكتابة"!!.

 "لاحظنا أن الإسرائيليين يأخذون بعض الجنود الأسرى لإجراء فحوصات طبية، خصوصا من هم بصحة جيدة وليس المصابون(!)، وكنا نفاجأ بزملائنا يعودون من المستشفى أول مرة وبطونهم مفتوحة وأجريت لهم عمليات جراحية.. وتيقنا أنهم يسرقون كلى المصريين وأعضاءهم الداخلية"!؟.

 "شاهدت 150 جنديا مصريا من وحدات مختلفة سلموا أنفسهم، وبمجرد استسلامهم جميعا قامت الدبابات الإسرائيلية بمطاردتهم ودهسهم مثل العصافير".

 "أثناء الأسر كان الجنود الصهاينة يفقئون عيون بعد الأسرى لإرهابنا ويقولون لنا من لم يمتثل للأوامر سنقطع رقبته في المعسكر، كما كانوا يخلعون أظافر الجنود بطريقة وحشية ومن كان يصرخ كانوا يطعنونه بسونكي البندقية فيسقط قتيلا على الفور" .

 "أمر النقيب بنيامين بن أليعازر –يتحدث العربية بلهجة عراقية- بنزع أحذيتنا من معسكر الاعتقال لحرماننا من الشرب فيها، بعدما اكتشفوا أننا كنا نستخدمها لجلب مياه غير نظيفة نشربها من حفره حول معسكرنا المسيج بالسلك الشائك، وعندما قال له أحد العساكر المصريين "عطشانين"، رد عليه قائلا: "كويس" ثم أطلق عليه النار"!؟.

 "مجندة إسرائيلية وقفت خارج مستشفى العريش ونادت على الجنود الجرحى تطالبهم –في نداء إنساني(!)- أن يخرجوا لتسفيرهم للعلاج في القاهرة؛ لأن المستشفى ليس به إمكانيات.. وحينما تدافع الجرحى للخروج من باب المستشفى وتوسل من لا يستطيع الوقوف منهم زملاؤهم لحملهم، فاجأتهم المجندات الصهيونيات بحصدهم بالرشاشات"!.