كشف الانقلاب العسكري عن دعمه المطلق لحملات إسلام البحيري وسيد القمني فى الهجوم على ثوابت الدين الإسلامي وهدم كتب التراث والتشكيك فى سنة الرسول وإهانة المقدسات، والتى كلفت الأول حكما بالسجن بتهمة ازدراء الأديان فيما يلاحق الثاني قضائيا على خلفية مطالبته دوليا بتصنيف الأزهر كمنظمة إرهابية.

وعلى الرغم من حالة الغضب الشعبي العارم تجاه بذاءات البحيري وبجاحة القمني، إلا أن العسكر عاد ليبرهن أن الثنائي المسيء للإسلام إنما يعمل بتوجيهات من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ضمن الثورة الدينية التى دعا إليها على رءوس معممي أزهر أحمد الطيب قبل نحو عام فى احتفالات المولد النبوي الشريف.

دولة العسكر لم تجد حرجًا فى ترشيح  القمني والبحيري لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام في مجال الدراسات الإسلامية، عبر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، فى خطوة أثارت موجة من الجدل فى الشارع المصري خاصة وأن صاحب برنامج "مع إسلام" يقضي الآن عقوبة السجن على خلفية تهم صنفها شامخ الانقلاب بأنها ازدراء للدين الإسلامي. 

حلمي النمنم –وزير الثقافة المثير للجدل- تنصل من الترشيحات وألقى بالكرة فى ملعب "لجنة القصة"، مشددا على أن الأمر ليس من اختصاصه وإنما فقط اللجنة وحدها هى من تملك الحق فى الإعلان عن حيثيات الترشيح، باعتبارها لجنة علمية وأدبية لا يجوز التعليق عليها.

من جانبه، كشف رئيس اللجنة يوسف القعيد –فى تصريحات صحفية- أن التصويت على الأسماء المرشحة للجائزة العالمية تم بالإجماع، مستنكرا الهجوم الحاد على الأسماء التى اقترحتها الوزارة لتمثيل فى مصر، مشددا على أنه ليس من حق أحد التعقيب على قرارات اللجنة.

وكانت محكمة جنح مستأنف مصر القديمة، قد قضت فى 28 ديسمبر الماضي، بقبول الاستئناف المقدم من الصحفي إسلام بحيري على حبسه خمس سنوات، وقررت النزول بالحكم إلى حبس عام، لإدانته ببث أفكار شاذة تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة والمجتهدين المتفق عليهم، وتسيء لعلماء الإسلام، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن.

وفى المقابل، أقام الأزهر دعوة قضائية ضد القمني يتهمه فيها بتعمد الإساءة لمؤسسة الأزهر وتشويه صورتها بالسب العلني، على خلفية تحريض المفكر العلماني دوليا ضد المؤسسة الدينية والمطالبة بإدراجها ضمن قائمة الإرهاب، فضلا عن إطلاقه العديد من التصريحات المثيرة للجدل حول الفتوحات الإسلامية والحج والمطالبة بإنشاء كعبة جديدة فى سيناء لكل الأديان.

يشار إلى أن جائزة الملك فيصل هي جائزة عالمية دشنتها المؤسسة الخيرية التى تحمل اسم الملك الراحل عام 1977، وتمنح للعلماء الذين خدموا في مجالات الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي والطب والعلوم.