ورد بصحيفة "الشروق" المصرية، الصادرة اليوم السبت، خبر تبرير سلطات الانقلاب قيامها بإغراق المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، عند رفح، جنوب القطاع، بأنها أقامت "أحواضا سمكية" متلاصقة بطول 14 كيلومترا، ما أدى إلى إغراق 230 نفقا من إجمالي 205 أنفاق"، وهو ما اعتبره مراقبون أغرب تبرير يمكن أن يتخيله إنسان لما تفعله مصر.
ونقلت الصحيفة عن "مصدر مصري مسؤول" قوله إن "حقيقة الأمر هو بناء أحواض سمكية على الحدود مع القطاع البالغ طولها أقل قليلا من 14 كيلومترا، وذلك لتدمير الأنفاق التي أقامها مهربون وإرهابيون، وفق الصحيفة.
وكشف المصدر - طبقا لـ"الشروق" - أن كل حوض يمتد 30 مترا طولا، وثلاثة أمتار عرضا، وبعمق يصل أحيانا إلى 15 مترا، ويتم ضخ المياه في الأحواض المنفصلة من خلال محطة عملاقة من البحر عبر ماسورة قطرها 80 سنتيمترا، وأن هذا المشروع لا يزال في بدايته، ولم يشمل كل مساحة الحدود حتى الآن، فيما قالت تقارير إن عملية الضخ بدأت عمليا يوم 18 سبتمبر الماضي.
واختتمت "الشروق" تقريرها، الذي احتل المانشيت، بالقول إن تقارير متطابقة تقول إن أصحاب الأنفاق حاولوا مقاومة العملية عبر مضخات شفط وسحب للمياه من داخل الأنفاق لمنع انهيارها، لكنهم لم يتمكنوا لصعوبة الأمر، وسرعة ترسب مياه البحر داخل الأنفاق ما أدى إلى انهيارها.
يُذكر أن مصر لم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن على قيامها بحفر هذه القنوات المائية على الحدود مع غزة، من أجل إغراق الأنفاق بين الجانبين.
وأشار مراقبون إلى أن فكرة إغراق المنطقة الحدودية بين سيناء وقطاع غزة بمياه البحر المتوسط، هي فكرة إسرائيلية بالأساس، وأن الرئيس المخلوع حسني مبارك رفض اللجوء إليها طيلة فترة حكمه، لكنه قرر اللجوء إليها، في أواخر عهده، دون امتلاك قدرة سياسية على تنفيذها، في مواجهة الرأي العام المصري، على العكس من الوتيرة السريعة التي نفذ بها السيسي فكرته، مستخرجا أوراقها من الجيش المصري.
وشرع الجيش الانقلابى منذ السابع عشر من سبتمبر الماضي، بضخ كميات كبيرة من مياه البحر الأبيض المتوسط في المنطقة العازلة، التي بدأ بحفرها منذ نحو عامين على الحدود الفلسطينية -المصرية بطول 14 كيلومتراً، والملاصقة لمنطقة الأنفاق الواقعة في مدينة رفح الفلسطينية، بهدف تدمير تلك الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون خلال سنوات الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.

