نقلا عن موقع الخليج أون لاين :
 
بعد أن امتلأت السجون المصرية بالسياسيين من مختلف الأطياف، وناشطي المجتمع المدني، وشباب ثورة 25 يناير، يعتزم عدد من الفنانين المصريين خوض الانتخابات النيابية المقبلة التي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أنها ستجري على مرحلتين في شهري أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين، في خطوة اعتبر المراقبون أنها محاولة من السلطة لاستغلال شهرتهم لجذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع، بعد أن شهدت انتخابات الرئاسة مقاطعة ملحوظة.
 
المخرج السينمائي خالد يوسف قرر خوض الانتخابات عن دائرة كفر شكر في محافظة القليوبية، في حين أن المغني مصطفى كامل سيترشح عن دائرة مصر القديمة في محافظة القاهرة، والممثل حمدي الوزير عن دائرة العرب والمناخ في محافظة بورسعيد، وأعلنت الفنانة هند عاكف ترشحها عن دائرة المقطم في محافظة القاهرة.
 
وكانت الراقصة المصرية سما المصري أعلنت عبر فيديو كليب لها من شوارع هولندا، نشرته على الإنترنت، عزمها الترشح للانتخابات عن دائرة الأزبكية بوسط القاهرة، قبل أن تتقدم رسمياً بأوراق ترشحها، في حين أعلن فنانون آخرون عزمهم خوض الانتخابات القادمة على مقاعد فردية أو من خلال القوائم.
 
يأتي ذلك الإقبال عقب دعوة وزير الثقافة المصري، عبد الواحد النبوي، "الفنانين والسينمائيين للترشح للبرلمان الجديد، خاصة أنهم يحظون بشعبية عريضة".
 
البعض أرجع الإقبال القياسي للفنانين على خوض الانتخابات التشريعية إلى حالة الفراغ السياسي الذي يعيشه المجتمع المصري منذ 30 يونيو/ حزيران 2013، مؤكدين أنه لا يوجد حياة سياسية حقيقية في مصر، في حين استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي إقبال الفنانين على الترشح بتعليقات ساخرة.
 
- تزاوج الفن والسياسة
 
من جانبه، أكد عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة السابق، محمد عباس، أنه لا يوجد انتخابات نيابية حقيقية في مصر، عازياً إقبال عدد كبير من الفنانين على الانتخابات المقبلة إلى "الشهرة".
 
وأشار في حديثه لـ"الخليج أونلاين" إلى أن المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة لن تكون موجودة؛ نظراً لعدم وجود حياة سياسية حقيقية في مصر.
 
وأوضح عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة أن "مشاركة الممثلين في الانتخابات تأتي من باب تزاوج الفن مع السياسة مع الحصانة والنفوذ".
 
- إفراغ الحياة السياسية
 
ولاء كامل (27 عاماً) أشارت إلى أن عزم عدد من الفنانين، بينهم "راقصة" للترشح للمجلس النيابي المُقبل، يدل على تدهور الحياة السياسية في مصر خاصة بعد أحداث 30 يونيو/حزيران 2013.
 
وتابعت، في حديثها لـ"الخليج أونلاين": "أدلينا بأصواتنا في عدد كبير من الاستفتاءات والانتخابات منذ ثورة 25 يناير، ولم يتم احترام أي من تلك الأصوات، أو الإبقاء على المجالس التي انتخبها الشعب".
 
وأكدت "أن نسبة كبيرة من الشعب المصري لن تشارك في الانتخابات وسيقاطعها كما حدث في انتخابات الرئاسة السابقة، وأنه سيشارك فيها عدد من مؤيدي السلطة الحالية، ورجال أعمال نظام مبارك، وعدد من رجال الفن الذين يراهنون على عدم وعي طبقة كبيرة من المجتمع المصري وانتشار الأمية والجهل لحصد الأصوات".
 
وعن تصدر عدد من الفنانين وبينهم راقصة لمشهد الانتخابات التشريعية، لفتت ولاء إلى أن "النظام الحالي يُريد إفراغ الحياة السياسية من محتواها، مشيرةً إلى أن الهدف من ذلك هو وجود غرفة تشريعية بشكل صوري، تفتقر إلى خبراء القانون لتحسين وجه النظام".
 
وأشارت إلى أن عدداً كبيراً من هؤلاء الفنانين يفتقرون لبرامج انتخابية حقيقية، ويراهنون في حصد الأصوات على شعبيتهم التي حصلوا عليها من خلال أعمالهم الفنية، وليس من خبرة قانونية أو نشاط مجتمعي.
 
- مهزلة
 
بدوره، أكد حسام زيدان (34 عاماً) أن تصدر الممثلين لمشهد الانتخابات النيابية هو محاولة متعمدة لوضعها في قالب من السخرية والهزلية.
 
وأشار إلى أن من أهم المشكلات التي تواجهها الانتخابات هو السماح لأي شخص للتقدم للانتخابات دون شروط، لافتاً إلى أنه لا يرى مانعاً من ترشح الفنانين للانتخابات ما داموا حاصلين على درجة علمية في تخصصهم الفني.
 
ووصف ترشح راقصة للانتخابات النيابية بـ"المهزلة"، قائلاً: "أعتقد أن العملية الانتخابية يتم تعمد تشويهها في عيون المواطنين حتى ينصرف المواطن عن حقه الأصيل في انتخاب من يمثله بدعوى أنه لا يوجد من يصلح".