فضيحة من العيار الثقيل فجرها فض الأحراز المضبوطة مع المتهمين في قضية التخابر مع قطر، التي يُحاكم فيها الرئيس محمد مرسي، ومدير مكتبه أحمد عبد العاطي، وسكرتيره الخاص أمين الصيرفي و 8 آخرين، حيث تضمنت الأحراز ملفات صوتية لتلاوات قرآنية والآذان في الحرم المكي!، بالإضافة إلى أغانٍ لمطربين فرغتها المحكمة من الهاتف المحمول الخاص بأحد المتهمين وصورا عديدة لقيادات جماعة الإخوان المسلمين وآخرين.

وبدأ الخبير الفني التابع لجهاز الأمن القومي، عرض محتوى الهاتف المحمول المضبوط مع المتهم محمد عادل كيلاني، وبمجرد أن تسلمه من المحكمة أكد أنه “فاصل شحن” مما يتعذر عرض محتواه واحتياجه لوقت كافي من أجل شحنه.

فقرر المستشار محمد شرين فهمي رئيس المحكمة، الانتقال لعرض الأحراز المضبوطة مع المتهم خالد حمدي عبد الوهاب، والتي تبين أنها تحتوى على هاتفين محمول وأربعة وحدات تخزين (فلاشات)، بالإضافة إلى اسطوانة مدمجة، أثبت القاضي أنها مكسورة، وأفاد الخبير الفني عدم صلاحيتها للعرض.

واحتوى الهاتف المحمول المضبوط مع المتهم خالد حمدي، صورًا لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان مطبوع عليها شعار الجماعة، وتصميم مركب لصورة أخرى، جمعت بين البنا ومرشد جماعة الإخوان السابق محمد مهدي عاكف والشيخ الراحل أحمد ياسين، قائد بحركة حماس، ودون على التصميم عبارة “يد بيد نعيد المجد” و”الإسلام هو الحل” مضافا إليه شعار جماعة الإخوان.

كما استعرضت المحكمة ضمن الأحراز أيضا صورة تجمع المتهم خالد حمدي مع عدد من قيادات الإخوان، منهم مهدي عاكف ورئيس مجلس الشعب السابق سعد الكتاتني ومحمد البلتاجي ومحمود عزت، بالإضافة إلى صورًا أخرى فردية جمعت المتهم مع كل من الرئيس المعزول محمد مرسي، والشيخ محمود المصري، وأيمن نور الرئيس السابق لحزب الغد، والراحل طلعت السادات عضو مجلس الشعب السابق، والشيخ يوسف القرضاوي، وأخرى جمعته بلاعب الكرة الشهير خالد بيبو.

ومن بين الأحراز عرضت المحكمة، عددًا من ملفات الصوت كان من بينها أغنية “إزاي ترضيلي حبيبتي” للفنان محمد منير، وأغنية “القِبلة الأولى” للفنانة اصالة، فضلا عن ملفات صوتية لتلاوات قرآنية والآذان في الحرم المكي.

كما تضمنت وحدة التخزين الأولى على سبعة ملفات “Excel” ، كان أحدهم يحمل عنوان “إجمالي المقبوضات” وهو عبارة عن جدول مدون به عدد من الأسماء بلغ 37 اسم، بجواره كل اسم خانة تسمى “القيمة” بالإضافة إلى جدولين آخرين يحمل عنوان “المتبقي”.
وأشارت المحكمة إلى وجود ملف يحمل اسم “نهائي الرواتب المقبوضة” خاص بمحل عمل المتهم الذي يشغل منصب مدير إنتاج قناة “مصر 25″ .

يواجه المتهمون في قضية التخابر مع قطر اتهامات بتهريب الوثائق والتقارير السرية المتعلقة بأمن الدولة والصادرة من الجهات السيادية، إلى دولة قطر بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية.

وكانت النيابة قد وجهت للمتهمين أنهم خلال الفترة من شهر يونيو عام 2013 حتى 2 سبتمبر 2014، داخل وخارج جمهورية مصر العربية حصلوا على سر من أسرار الدفاع عن البلاد بقصد تسليمه وإفشائه إلى دولة أجنبية، بأن اختلس المتهمان مرسي وعبد العاطي التقارير والوثائق الصادرة من أجهزة المخابرات العامة والحربية والقوات المسلحة وقطاع الأمن الوطني وهيئة الرقابة الإدارية والتى تتضمن معلومات وبيانات تتعلق بالقوات المسلحة وأماكن تمركزها وسياسات الدولة الداخلية والخارجية، وحازها المتهمون من الثالث حتى الحادى عشر وصورًا ضوئية منها وكان ذلك بقصد تسليم تلك الأسرار وإفشائها إلى دولة قطر، ونفاذا لذلك سلموها وأفشوا ما بها من أسرار إلى تلك الدولة ومن يعملون لمصلحتها.