أعرب الكاتب الصحفى وائل قنديل، رئيس تحرير العربى الجديد، عن اندهاشه من العجز وقلة الحيلة والشلل فى موقف النظام المصري إزاء تهديدات جماعة الحوثى في اليمن وسيطرتها على مضيق باب المندب وهو ما يعنى أن قناة السويس باتت تحت التهديد.


وقال قنديل في مقال له على موقع العربى الجديد تحت عنوان "الفنان السيسى والموسيقار الحوثى": "يدهشك أيضا في منظومة العجز وقلة الحيلة العربية هذا الشلل في موقف النظام المصري، بينما الميليشيات الحوثية تتحرش بمضيق باب المندب، وتقترب من السيطرة عليه، وهو ما يعني في حسابات الجغرافيا و الإستراتيجية أن قناة السويس باتت تحت التهديد".

ويفضح قنديل، سلوك السيسى المتناقض قائلا :"يزيد دهشتك أنه في اللحظة التي تبتز فيها سلطة الانقلاب مشاعر المصريين وجيوبهم، وتستنزف أرصدتهم من الأموال والوطنية المفبركة عن طريق حلم قومي كاذب بقناة سويس جديدة، تقف هذه السلطة في وضعية أقرب إلى مباركة انقلاب الحوثي على ثورة فبراير باليمن، رغم خطورة هذا الانقلاب على قناة السويس الحقيقية بشكل مباشر".

ويسخر رئيس تحرير العربى الجديد، من تصريحات الحوثيين فى اليمن قائلا : "من يتابع التصريحات الصادرة عن ميليشيا جماعة الحوثي اليمنية يتخيل أنهم زحفوا على صنعاء بالنايات والكمنجات والآلات الوترية ذات الإيقاعات الناعمة. جماعة الحوثي يتحدثون عن العنف والإرهاب وكأنهم أوركسترا لا يعرف في الدنيا سوى ملاطفة الأوتار ومداعبة أسماع الذواقة، وكأنهم احتلوا صنعاء بريشات الفنانين التشكيليين وقصائد الشعراء الرومانسيين، وليس بالأسلحة الثقيلة و الصواريخ".

وأشار إلى أنه على منوال قادة ودهاقنة الانقلاب فى مصر "يدين الحوثيون إرهاب القاعدة ويستنكرون العنف الداعشي، بينما هم مارسوا ما هو أنكى وأشد ضد الشعب اليمني، واعتمدوا القوة الباطشة أسلوبا وحيدا لإدارة الصراع السياسي، وجيشوا أنصارهم طائفيا أكثر مما طرحوا خطابا سياسيا، و أهدروا مفهوم الدولة ورقصوا فوق جثتها على إيقاعات عنصرية وطائفية مقيتة، متكئين على إسناد إيراني واضح".

ويعرب قنديل عن اندهاشه من موقف العرب والسعودية خصوصا أمام الفعل الإيرانى الفاضح فى المنطقة وسعيها إلى السيطرة على مفاصل الدول العربية قائلاً:"لقد كان توغل الحوثيين في عمق المصير اليمني والتحكم في مفاصله تعبيرا عن نجاح إيران في الوصول إلى عقر دار أندادها العرب، وبشكل خاص السعودية، التي تعد عمقا لليمن وليس العكس، ومن هنا تأتي الدهشة من هذا العجز عن اتخاذ أي ردود أفعال في مواجهة "الفعل" الإيراني الواضح والصريح، والذي بدأت ملامحه تتشكل مع اقتراب سقوط رجلها في بغداد، نوري المالكي".

ويلخص قنديل المشهد فى المنطقة كلها بقوله "الحوثيون في اليمن والسيسيون في مصر والحفاترة في ليبيا، يتحدثون عن التعايش والسلمية والحق في الحياة، بينما هم غارقون في الدماء حتى الأذقان، مستغلين ضجيج التحالف الماجن للحرب على الإرهاب".