نافذة مصر - العربي الجديد :
 
تتعرض قناة السويس إلى مخاطر، جراء اقتراب جماعة "الحوثيون" من السيطرة على مضيق باب المندب في اليمن. 
 
وفي الوقت الذي تراهن فيه حكومة الانقلاب على الاتفاقات الدولية في حماية الممرات العالمية وفي مقدمها قناة السويس، حذر خبراء اقتصاد ونقل بحري من التراخي في التعامل مع الأخطار التي تحيط بقناة السويس، التي تعتمد بشكل أساسي على السفن المارة عبر البحر الأحمر، مؤكدين أن ما يحدث في اليمن هو تهديد واضح للاقتصاد المصري وللأمن القومي المصري.
 
وأبدى محللون مخاوفهم من سرعة تحرك الحوثيين نحو باب المندب، وانتشار حالة الانفلات الأمني في اليمن التي قد تؤدي إلى التأثير سلباً على معدل مرور السفن المتدفقة إلى قناة السويس، وبالتالي التأثير على إيراداتها أو تعطل التوسعات الجديدة في القناه التي تحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة في السنوات المقبلة.
 
وحسب محللين تثير الأزمة اليمنية، خصوصاً علي المستوي الأمني، قلقاً في القاهرة من السيطرة على مضيق باب المندب من الحوثيين، إلا أن تحركات المسؤولين المصريين الانقلابين لمواجهة الخطر القادم من باب المندب، كانت ضعيفة رغم مساسه بالأمن القومي المصري، واقتصرت على تصريحات إعلامية" حسب هؤلاء.
 
حيث قال وزير الخارجية المصري الانقلابي، سامح شكري، في نهاية الأسبوع الماضي: "إن القوانين الدولية تكفل حرية الملاحة، وبالتالي فإن تهديد الحوثيين في اليمن ليس مباشراً، وإنه حال تحول الأمر لتهديد مباشر فمصر لن تتأخر عن ضمان أمنها القومي".
 
بينما  قال رئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش : "مصر لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب لما له من تأثير على قناة السويس وحركة الملاحة فيها".
 
واعتبر خبراء أن تصريحات المسؤولين المصريين حول أزمة مضيق باب المندب حال سيطرة الحوثيين عليه، استهلاك سياسي، من دون تحرك فاعل، وقلّلوا من جدوى وأهمية حديث مميش حول عدم سماح مصر بالسيطرة على المضيق، وقال الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان: "حديث مميش حول مضيق باب المندب، لا تعدو كونها مجرد تصريحات سياسية فقط، ولا تمت للواقع بصلة".
 
وأضاف: "مضيق باب المندب ممر دولي لا يمكن إغلاقه بالصورة التي يتحدث عنها مميش، أو السيطرة عليه، لأن هذا يستدعي تدخلاً دوليّاً من كل الدول".
 
وأبدى تعجبه من حديث مميش عن أمور تتعلق بالأمن القومي المصري، قائلا: هذا أمر متعلق بالقوات المسلحة والقيادات العليا في الدولة. ومستنكرا عدم تدخل مصر في الأزمة لما لها من ضرر على أمنها القومي .
 
ولفت إلى أن المضيق تشرف عليه الحكومة اليمنية، وليس هناك حاجة للسيطرة عليه بالطريقة نفسها التي يتحدث عنها مميش.
 
وقال إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن حديث مميش مجرد استهلاك سياسي للأزمة في اليمن وانعكاسها على مصر، وأكد أن الأزمة في اليمن داخلية بحتة، ولا يمكن التدخل فيها".
 
وأشار إلى أن مميش يلمح إلى التدخل العسكري بهذه الصورة في اليمن، وبذلك تكرر مصر ما حدث في عهد عبد الناصر في حرب اليمن، ومُني الجيش المصري بهزيمة ثقيلة، ولفت الى أن الجيش لم يدخل حرباً منذ 40 عاماً.
 
ووجه القيادي في الجبهة السلفية، هشام كمال، انتقادات للنظام القائم في مصر من حيث عدم قدرته على التدخل لحماية الأمن القومي للبلاد، وقال: "إن النظام السياسي منشغل فقط بقتل معارضيه دون التحرك بقوة لحماية الأمن القومي."، وأضاف "إن الأزمة تكمن في عدم قدرة النظام على النظر إلى الأخطار التي تواجه مصر في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة في اللحظة الراهنة".