كتبه: عمار مطاوع


‎ ‎لم يكن نبأ وفاة المناضل الحقوقي الكبير أحمد سيف الإسلام أول خبر من نوعه يصل عنابر الساسيات بسجن القناطر الخيرية، فلم تمض أسابيع على استقبال الفتيات لخبر مماثل عن وفاة والدة الطالبة الأزهرية عائشة عبد الفتاح، وقبلها -في اليوم الأول من رمضان- وفاة والد الطالبة المعتقلة شيماء السيد، وقبلهن جميعا كانت وفاة زوج رشا منير على أبواب السجن. ‎


 ‎

رشا منير عبد الوهاب .. اعتقلت مع أختها هند من محيط رمسيس في أحداث مسجد الفتح.. لتمر الشهور الستة الأولى -بالتحديد في شهر إبريل من العام الحالي- على خبر وفاة زوجها محمد عابدين على أبواب السجن في انتظار طابور الزيارة. ‎

لم تنتهِ المعاناة عند هذا الحد، بل أقدمت عناصر من أمن الانقلاب على اعتقال شقيق الفتيات الذي هتف في جنازة زوج رشا ضد ظلم العسكر وجبروته. ‎

وفي الأسبوع الماضي، حكمت محكمة العباسية برئاسة المستشار زكريا عبد العزيز على رشا وأختها بالسجن المؤبد، لتسقط القناع عن زعيم تيار استقلال القضاء الذي انكب في أول اختبار يرصد أمانته وشرفه. ‎


 ‎

ومع اليوم الأول لشهر رمضان المبارك.. استقبلت الفتيات في سجن القناطر خبر وفاة والد الطالبة شيماء سيد المعتقلة من محيط دار القضاء العالي في ذكرى جمعة الغضب الفائتة. ‎

شيماء المحكوم عليها بالسجن خمس سنوات لم تر والدها منذ اعتقالها لأنه مريض، ورغم تقديم كل ما يجيزه القانون من التماسات، إلا أن الانقلاب أبى إلا أن يموت الرجل دون أن يرى فتاته. ‎


 ‎

وإثر مجزرة سجن القناطر الشهر قبل الماضي، تم نقل الطالبة الأزهرية عائشة عبد الفتاح إلى سجن بنها.. ليتم على إثره نقل والدتها إلى المستشفى .. لتقضي هناك منيتها دون أن تزور فتاتها مرة في سجنها الجديد. ‎

وبدلا من أن يخلي الانقلاب سبيل الفتاة ويكتفي بما فقدته، إذا به بعدها بأيام يحيل قضية الطالبة عائشة إلى محكمة الجنايات. ‎


 ‎
 

‎أمس استقبلت الفتيات خبرا جديدا بوفاة الأستاذ أحمد سيف الإسلام، والد الطالبة المعتقلة سناء سيف. ‎

سناء التي تم اعتقالها من محيط قصر الاتحادية إثر تظاهرة مناهضة لقانون التظاهر، تنتظر حكما في قضيتها في مطلع الشهر القادم. ‎

لا يزال القوس مفتوحا لحالات جديدة ما لم يوضع حد لهذا التجاوز الأخلاقي التاريخي الذي فرضه هذا الانقلاب في نسيج المجتمع المصري، لم تعد الفتيات ولا أهاليهن خطا أحمرا .. تلك القاعدة التي كانت جارية حتى في عصور المخلوع الغابرة. ‎

ولا تزال 57 فتاة أخرى في سجون الانقلاب تنتظر أن يمن الله على كل واحدة منهن بالحرية، قبل أن تضطر إلى أن تكون أول زياراتها بعد إخلاء سبيلها إلى المقابر.