نافذة مصر
التردد الحالي في حسم مسألة الترشح، يعود في بعض جوانبه إلى شخصية السيسي نفسه.. الرجل تعود منذ سنوات طويلة على لعب دور "رجل الظل" الذي يقدم التقارير والتوصيات والتحريضات، دون أن يتخذ قرارا فعليا في العلن، حتى عندما تقلد وزارة الدفاع، لم يتغير الأمر كثيرا.. هو من النوع الذي يصيبه الارتباك أمام معضلة"الخيارين المتضادين"، فيُكثر من الحسابات والترجيحات إلى ما لا نهاية، هذا النمط من الشخصيات لو أردت أن تربكه، ألق في طريقه مشكلة ذات حلين متناقضين، وانساه.. أهم سماته: الخشية من الظهور العلني- عدم الاهتمام بالوقت- كثرة الوعود .. المفترض بعد تفويض المجلس العسكري للسيسي اتخاذ قرار الترشح للرئاسة، أن يكون الأمر قد حُسِم، لكن يبدو أن هذا الإعلان وضعه أمام المتاهة، وليس أمام الحل.. الآن عرفت سبب التردد الكبير في اتخاذ القرار منذ 3-7، بدءا بترتيب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وانتهاءا بترشحه من عدمه.. تخيل أن رجلا كهذا تقلد الحكم في مصر.. سوف يحول حياة المصريين كلها إلى أسئلة لها إجابتان، نعم أم لا، وسيظل المصريون حائرين على الدوام: ملك ولا كتابة.