من منا لم يصعق من هول منظر عروس المتوسط ؟ ومن منا لم يبت يحمل ألما بين ضلوعه على ما آلت إليه؟ ومن منا لم يختنق بالعبرات على أرواحٍ لفظت أنفاسها بسبب الإهمال؟ ألامتنا جميعا مشاهد الأمس فكيف لعروس المتوسط تبيت غرقى بمياه الأمطار وكيف لأهل العاصمة الثانية يبيتون يحملون همومهم بخطوات متثاقله يمضون نحو واقع مرير ومستقبل رسمه العسكر لهم بيد رعشة لا تحمل إلا الفشل.
فمنذ قديم العصور ويتباهى المصريون والعرب أجمع بعروس البحر المتوسط روما القديمة الاسكندرية والتي تضم كنوزا من المعالم الحضارية القديمة،وتتمتع بطبيعة نادرة وطقس معتدل طوال العام، لقد شهدت الاسكندرية قفزات معمارية وحضارية على مدار العصور وآخرها في عهد أسرة محمد علي حيث نالت الاسكندرية فى عهده قسطا كبيرا من أسس وقواعد الدولة الحديثة التى وضعها فى مصر بصفة عامة ..
ثم أتى علينا الدكتور محمد مرسي ليغير واقع الاسكندرية لتصبح عروسا متجدده.
فقام بالعمل الدؤب على مجالات شتى منها: الاقتصادي والسياحي فلقد افتتحت محطة ركاب الاسكندرية والتي انفق عليها أكثر من 60 مليونا وتعقب عليها أكثر من 7 وزراء نقل، ولم يتم استغلالها والتي تخدم مليون سائح سنوياً.
كما تم توقيع عقد مشروع الجسور الدولية والذي يهدف إلى خلق تحالفات استراتيجية بين أكثر من ألف شركة أوروبية وتركية ومصرية لتحميل التعاون الثلاثي بين مصر وتركيا ودول الاتحاد الأوربي.
مجال النقل عمل على إنشاء خط نقل عام، فقد وقعت وزارة النقل مع شركة فرنسية عقداً لإعادة تخطيط محافظه الاسكندرية من جديد وتحديد محاور الحركة فيها وما يتضمنها من دراسة الاماكن وتشغيل خط مترو الاسكندرية.
مجال الصحه فقد وُضع حجر أساس لمستشفى العجمي الصحي.
كما تم افتتاح مركز علاج الاورام الملحق على مستشفى القباني العام زكان يُعالج فيها مرضى الاورام على مستوى الجمهورية.
مجال الزراعه تحول مهبط طائرات المخلوع بمنطقة برج العرب والذي لم يتم استخدامه منذ أكثر من عشرين عاماً فقد تحول إلى أكبر شونة لتخزين القمح. الخدمات فقد تم الانتهاء من كوبري أبيس كما عمل طريق المحمودية الذي يربط بين شرق الاسكندرية بغربها.
حتى أتى أطل علينا الدكتور حسن البرنس صاحب المقولة الشهيرة: منذ أقسمت اليمين لم أحصل على اجازة حتى ولا في العيد أو الجمع و أتناول الغذاء في منتصف الليل.
حيث عرف عن البرنس أنه كان يعمل وحده بعد تخلي موظفو المحليات عن أدوارهم ومسؤولياتهم.
كان يحلم البرنس بتحويل الاسكندرية إلى منارة الشرق الاوسط فقام بعمل مبادرة لبحث أهم التطورات وما توصلت اليه لجنة الملف لحل مشكلة القمامة وكيفية استغلالها وتدويرها أنسب استغلال.
كما جدد مزلقان فيكتوريا وغيرها من المشروعات اقتصادية وخدمية ،وقد لامس السكندريون أثر تلك الجهود المبذولة يوماً بعد يوم.
وها نحن اليوم بعد تسلط العسكر نجني انجازات المسيري ذلك الشاب الوسيم الذي لا يحضر اجتماعا للمحافظة بدون زوجته لأنها تغار عليه كثيرا...لك الله يا مصر فمن يغار عليك اليوم من فرعون وجنوده؟!!.
فأول القصيدة كفر فقد زاعم ادخال الاسكندرية في موسوعة جينيس بأطول مائدة افطار في الاسكندرية والتي تحولت من اكبر مائدة طعام بالعالم لأكبر مجاعة، وقد رفضت لجنه التحكيم الخاصة بموسوعة "جينيس" للأرقام القياسية تسجيل المائدة فقد أصبح المصرييون لا يجدون طعاما في حكم العسكر.
وما كاد الأمر ينتهي حتى افقنا على كابوس غرق الاسكندرية ورأينا شاب يحمل المواطنين ليجنبهم الخوض في غمار مياه الأمطار مقابل جنيه واحد. وماهي إلا بضع ساعات حتى أعلنت الصحة 9 حالات وفاة وباتت النساء تقول حسبي الله ونعم الوكيل حرام عليك...
وأصبح الرجال قليلو الحيلة ماذا يصنعون؟! البنية التحتية المنهارة في الإسكندرية كانت اللاعب الأساسي في تفاقم الأزمة ، فشبكة الصرف الصحي المنهارة إضافة إلى عدم وجود مجرى للسيول ليس لتجنب الكارثة فحسب بل للاستفادة من تلك المياه العذبة عن طريق تخزينها والاستفادة منها في الزراعة والري كما تفعل الكثير من الدول عوامل مركبة تمثل حالة الغياب التام للنظام في توقع وإدارة الأزمات . ع
لى الجانب الآخر ترى الإنفاق العسكري المبالغ فيه لتأمين بقاءه بعيدا عن احتياجات المواطنين الأساسية، ناهيك عن ارتفاع اسعار الغذاء والدواء وسوء التعليم والصحة.
ترى من هو المستفيد من هذا الوضع؟ و إلى أين ينفق العسكر أموال مصر؟ و يا ترى كيف هي الأزمة القادمة؟ فقد أصبح الوضع يبيت من سوء إلى أسوأ؟
ولكن : إن الحلم لا يجب أن يندثر...أو يضيع هباءً...فإن الفجر آتٍ...وشعاع الضوء سيزيل الظلام عما قريب... لنرى الاسكندرية ومدن مصر بأكملها منارات وحضارات للعالم بأكمله.