بقلم: شعبان عبد الرحمن
السادس عشر من سبتمبر الذكرى الرابعة والثمانين لاستشهاد شيخ المجاهدين "عمر المختار" بليبيا عام 1931م والذكرى الثالثة والثلاثين لمجزرة "صبرا وشاتيلا" الوحشية عام 1982م.. وبين الحدثين الكبيرين نصف قرن من الزمان لكن الحدثين مازالا- وسيظلان- محفورين في ذاكرة تاريخ كفاح الأمة ضد الاحتلال والطغيان وضد الصمت الجبان.
عمر المختار استشهد على أعواد مشنقة الاحتلال الإيطالي بعد رحلة طويلة قاد فيها الجهاد ضد ذلك الاحتلال ويوم شنقوه كانت التهمة الخيانة العظمى!! وهي تهمة كل احتلال غاشم وكل جلاد طاغية لضحاياه المنافحين عن الحق.
المختار صاحب القولة المشهورة: "نحن لا نستسلم.. نموت أو ننتصر". وقد توج الرجل رحلته بالموت في سبيل الله ثم من أجل تحريروطنه الحر وشعبه وخلف من بعده مجاهدون واصلوا الطريق حتى تم تحرير ليبيا وتحقق انتصار شعبها على المحتل الإيطالي.. نال المختار الشرفين معًا.. نال "الشهادة " وحقق " الانتصار" ولم يستسلم للاحتلال ، ومازال عمر المختار حيًّا بين شعبه وسيظل مخلدًا في أنصع صفحات التاريخ بينما شانقوه كان مآلهم مزبلة التاريخ.
أما صابرا وشاتيلا.. فهي اسم مخيمين فلسطينيين في الضاحية الجنوبية من بيروت؛ حيث ارتكب المجرم آريل شارون بالتعاون مع جيش لبنان الجنوبي المنبثق عن حزب الكتائب الماوروني بزعامة إيلي حبيقة في ذلك الوقت. وقد تم ارتكاب المجزرة في الساعات الأخيرة من الليل وسقط فيها ما يقرب من 3500 شهيد يومها تحول المخيم إلى مقبرة كبيرة حيث تم جمع الجثث في مكان لا تزيد مساحته عن 400 متر يحيط به سور من الجهات الأربع ومازال حوله سوق المخيم يضج بالحركة حتى اليوم.
قبل سنوات قليلة زرت المخيمين وتجولت في المنطقة واستمعت إلي روايات يشيب لها الولدان من بعض الناجين وبعض ذوي الضحاياووقفت صامتا أمام تراب المقبرة حيث يدفن الشهداء الذين تم نسيانهم تحت أطباق الثري وما أكثر الضحايا الذين يتم نسيانهم في هذا الزمان ، وتم أيضا نسيان قاتليهم الذين أفلتوا من العقاب الدولي بينما تم تكريمهم في الكيان الصهيوني؛ حيث تدرج شارون في الترقي حتى وصل لأعلى منصب.. رئيس وزراء، وقد رقد هذا المجرم علي سرير المرض لسنوات حتي طلب الموت فلم يجده.. تعفنت أحشاؤه و جثته ولكن قلبه ظل ينبض لسنوات.. عبرة لمن يعتبر.. ولكن المجرمين لا يتعظون.!
صابرا وشاتيلا واحدة من سلسلة المجازر الوحشية التي ارتكبها الصهاينة بحق أهلنا في فلسطين واليوم تأتي الذكري في وقت يرتكب فيه الصهاينة مجزرة من نوع آخر داخل المسجد الأقصي في محاولة للسيطرة عليه ولم يجد المسجد من يدافع عنه سوي النساء بعد عمليات اعتقال واسعة للشباب والرجال بينما أصيب العالم العربي والإسلامي بحالة من الشلل المميت.. ولله الأمر من قبل ومن بعد !