بقلم : مجدي مغيرة
· يعتقلون الأبرياء ، ويلفقون لهم التهم جزافا ، ويقدمونهم لمحاكم لا علاقة لها بالقانون ولا بالإنسانية ، ويصدرون ضدهم أحكاما بعشرات السنين سجنا ، و إعداما ، ثم يتحدثون عن ضرورة احترام القوانين ، وأهمية الالتزام بنصوصها ، ويصدقهم في ذلك الببغاوات ، ويقذفون الأبرياء بأكثر الشتائم خسةً ، لأنهم خالفوا – في ظنهم - القواعد والقوانين !!!
· بينما يَدْعُون الجميعَ لاحترام الدستور الذي صدَّعوا أدمغتنا به ، تراهم يصدرون العشرات من القوانين المخالفة لذاك الدستور مخالفة صريحة واضحة ، والمغفلون الذين صفقوا لهذا الدستور هم الذين يصفقون بحرارة بالغة لتلك القوانين التي تخالفه .
· يدَبِّرُ تنظيم ولاية سيناء ، فرع تنظيم الدولة { داعش } في مصر التفجيرات في مختلف المناطق ، ثم يعلن مسؤوليته عنها ، وينشر الفيديوهات التي تؤكد كلامه ، لكنَّ الحكومة المصرية تُصِرُّ على اتهام الإخوان بتلك التفجيرات ،ويعتقلون رجالهم ونساءهم وشبابهم وأطفالهم بسببها ، ويردد معها الببغاوات تلك الاتهامات .
· تُدَبِّرُ الحكومةُ نفسُها تفجيراتٍ – تقليدا لمخططات عبد الناصر في الخمسينات والستينات - ، ثم قبل أن يقوم أحدهم من سرير نومه ، وقبل أن يرفع الغطاء عن جسمه ، يسارع باتهام الإخوان المسلمين ،ويطالب بتغيير القوانين لسرعة معاقبة الإخوان – وكأنهم يلتزمون بأعرافٍ أو قوانين – ويصدرون أحكاما بالإعدام على صفوة رجال مصر من الإخوان المسلمين ، ويردد خلفهم الببغاوات تلك الاتهامات .
· يرددون – بغباء منقطع النظير – ما يقوله توفيق عكاشة وأحمد موسى ، بل ويعتبرونهم ثروة قومية ، وقد سمعت من بعضهم بأذني - ولم يخبرني أحد - من يقول – بحماس - أن الحكومة أفرجت عن توفيق عكاشة بسبب الخسائر الفادحة للبورصة من جرَّاء اعتقاله ، ثم إذا تحدث العقلاء والمختصون بالأرقام والحقائق رأيت الصغير قبل الكبير ، والأمي قبل القارئ ، والمتسرب من الدراسة قبل الجامعي والذي لا يقرأ سوى صفحات الحوادث وصفحات الفنانين والممثلين ، والصفحات الرياضية ، ولا يقرأ سوى ما تتقيؤه الصحف المصرية ، ولا يستمع سوى لفضائيات الطبالين والمزمرين ، رأيتهم يكذبون الخبراءَ والمختصين ، ويصفونهم بأبشع الأوصاف .
· يرتع البلطجية في كل مكان ويعتدون على الناس ويفرضون عليهم الإتاوات دون خوف من عقاب ، أو رادع من ضمير ، وتنشط تجارة المخدرات بجميع أنواعها بشكل شبه علني ، ويردد الببغاوات أن الحكومة وفرت الأمن والأمان للمجتمع .
· تفشل الحكومة في توفير حاجات المواطن ، وتفشل في توفير فرص العمل للشباب ، وتفشل في إقامة مشاريع نافعة غير وهمية تسهم في نهضة البلاد ، وتفشل في إقامة بنية تحتية للمجتمعات العمرانية ، وتكثر حوادث الطرق ، ويموت الآحاد ، ويصابُ العشرات بسبب سوء الطريق ، ثم تعزي الحكومة سبب الفشل إلى مظاهرات الإخوان - رغم أن إعلامهم يقول أنها مظاهرات قليلة العدد ، عديمة التأثير - ويردد خلفها الببغاوات تلك الاتهامات .
· ترفع الحكومة مرتبات العسكر والشرطة مرات عديدة ، وتضاعف معاشاتهم مرات عديدة ، وترفع مرتبات القضاة والمستشارين بنسب كبيرة ، وتورد الوقود المدعم بمختلف أنواعه لمصانع رجال الأعمال المتنفذين ، وتحرم باقي طوائف الشعب من ذلك ، و يهربون أموالهم إلى بنوك خارج مصر ، ثم يحثون الناس على التبرع من أجل مصر ، بينما الناس لاتجد مالا تشتري به حاجاتها وضرورياتها ، ويهتف الببغاوات بحياة الحكومة التي وفرت لهم كل شيء .
· لأول مرة في تاريخ مصر تزداد عمليات الانتحار بسبب ضيق ذات اليد ، والعجز عن الإنفاق على الأسرة ، أو علاج مريضها ، وتزداد البطالة بين الشباب ، وصار العامل يعمل يومين أو ثلاثة فقط بعد أن كان يعمل طوال أيام الأسبوع ، ثم يردد الببغاوات أن مصر تفرح .
· يكرمون الراقصات ، ويرفعون من شأن المنافقين والمتزلفين ، ويقدمونهم للمجتمع قدوة ، ثم يطالبون خريجي الجامعات بتعلم قيادة اللوادر والسيارات ليعملوا عليها ، لا ليكسبوا عيشهم ، بل ليعملوا بالمجان فيما يسمونه مشاريع قومية كبرى .
· ينادي إعلامهم على الشباب ليطالبوهم بالهجرة بحثا عن فرصة عمل بالخارج ، ويطلبون من المعارضين الهجرة من البلاد إن كان لا يعجبهم الحال داخل مصر ، ويصيب اليأسُ الشبابَ ؛ فليجأ ون إلى الهجرة غير الشرعية عن طريق البر والبحر ، ثم تجد من يقول لك بثقة : القادم أحلى ....وبكرة مصر تبقى قد الدنيا .
· يملأ الرعبُ قلوبَ الناس ، وتنتفخ قلوبُهم خوفا ، فتخرس ألسنتُهم ، ويخشى الواحد منهم أن يحدِّثَ حتى نفسه ، خوفا من الاعتقال ، ورعبا من سجون الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود ، ثم يتبجح البعضُ - ومعهم الإعلام - أن الناس راضين كل الرضى عن النظام ، ودليلهم في هذا ألا أحد ينتقد النظام ، وإذا انتقدت أوضاعا فاسدة وظلما صارخا وسلوكا شائنا وطريقا سيؤدي بنا – لاشك – إلى الانتحار ، اتهموك بخيانة البلد وبسعيك إلى دمارها وخرابها .
اللهم اجعل لنا من لدنك وليا ، واجعل لنا من لدنك نصيرا .............آمين .