محمد كامل شرف
الانقلاب استهدف استعادة حكم مصر لانه يحكم مصر منذ عهد عاد وكل الذين حكموا مصر هم عسكريون خلعوا البزه العسكريه فقط واستبدلوها بلباس مدني لكنهم عسكريون علي مستوي النشأة والانتماء والتربيه والسلوك والأفكار والرؤي... والاحلام وكل شئ
وبداية صادفت ثورة يناير هوي العسكر بعد ان تأكد العسكر من رغبة مبارك في توريث الحكم لابنه جمال وهو مايعني انتقال السلطه من العسكر الي رجل مدني وهو الامر الذي رأي فيه العسكر تجاوزا للخطوط الحمراء،
وتهديدا لمصالحهم وامتيازاتهم
وبدت الإشارات والإيماءات واضحه من الجيش وتشجيعه للحراك الشعبي والثوره علي مبارك او علي اقل تقدير وقف
محايدا وهو الفعل الذي بدا وقتها اننا امام جيش محترف ومخلص ويحترم إرادة شعبه . هذه هي الصوره التي كانت ظاهره و بادية للعيان لكن النوايا كانت مختلفه وفاحشه.
ولا. اريد ان أسهب طويلا لبيان ان الجيش تقاطعت مصالحه مع ثورة يناير فغض الطرف وترك الجماهير تعبر عن غضبها وأرادتها في ازاحة نظام مبارك الفاسد لانه كان يستطيع ان يقدم مذبحه في التحرير علي غرار ماحدث في رابعه واخواتها ان كان يرغب في بقاء مبارك... كثيرون يمكنهم ان يحدثوننا بدقه عن الجماهير التي احتشدت في التحرير في ثورة يناير والجماهير التي احتشدت في رابعه علي سبيل المثال فلقد كانت الإعداد في رابعه من حيث الكم والكيف اضعاف الذين احتشدوا في التحرير في ثورة يناير ولا يمكن لمنصف ان يدعي ان الجماهير التي احتشدت في يناير تبلغ معشار المرابطين والمرابطين بميدان رابعه فقط والذي نفذ العسكر ضدهم الفض والمذبحه ولولا ضيق الوقت لتحدثت عن لحظات كاد فيه ميدا ن التحرير في ثورة يناير يخلو من المتطاهرين في بعض ليالي الثوره وارسلت من هناك نداءات استغاثه لقلة الإعداد ولم يكن ذلك كله بعيدا عن متابعة العسكر ورصده لما يجري علي الارض
خلاصة القول ان العسكر كانت لديهم مصلحة في ثورة يناير كما كانت لديهم قناعة واطمئنان بأن الاخوان قادمون وانه يستوجب عليهم الاستعداد والتخطيط للانقلاب عليهم لاحقا الامر الذي جعلهم يعملون في جبهات متعدده تبدو مختلفه ومتناقضة لكنها كانت جميعا تصب في هذا النهر الآسن من الغدر والخيانه
هكذا بات ضروريا ان يخطب العسكر ود النخبه والاحزاب والنصاري وكل من يلتمس فيه خصومه وعداوه للاسلاميين وكذلك التغلغل وشراء اصوات الاعلام وضمائر القضاه وتأسيس تمرد والبلاك بلوك والذي اعترف بعض أفرادها بحقيقة المؤامره والأشخاص الذين كانوا يقدمون لهم الدعم المادي والمعنوي من العسكر والنخبه الخائنه
هكذا نشأت العلاقه الآثمة بين العسكر والنخبه التي خانت مصر
والتي تطمع هي الاخري في حكم مصر او قريبا من حكم مصر والذين يمكنك حصرهم في جبهة الإنقاذ اقصد جبهة خراب مصر
فكلاهما. العسكر والنخبه الخائنه لديه قناعة كبيره بأنه لا امل لهم في بلوغ اهدافهم وتحقيق اطماعهم لانهم متأكدون ان فرصهم ضئيلة امام شعبية الاخوان التي تمتلك قدرات فائقه في الحشد والتواصل مع طبقات المجتمع كله كما تمتلك التجربه وقوة التنظيم والانتشار الواسع في كل المدن والقري والنجوع الا من خلال إبعاد واقصاء جناعة الاخوان المسلمين من المشهد السياسي كله
.... وشهدت وصدقت علي ذلك اول انتخابات بعد ثورة يناير حيث شهدت اكتساحا للاسلاميين والمتحالفين معهم
قد يمكنك ذلك من تفسير وحل كثير من الالغاز وتفسير اتفاق اقصي اليمين مع اقصي اليسار .. لقد توحد الليبراليون مع اليساريين والناصريون والقومييون مع رجال مبارك والاعمال في جبهة واحده وكما جمعت الفكره التي تقضي باقصاء الاخوان. وهم ملل مختلفه ونحل متنافرة جمعت ايضا معهم حزب الظلام برهامي وشركاه لذات الهدف
اذن كان هناك مايسمونه تقاطع مصالح او اهداف مشتركه بين العسكر والنخبه الخائنه والتي جمعتها جبهة خراب مصر وهو ان الاخوان عقبة كؤود يجب اقصاءها
وبسذاجة بالغه حسبت جبهة خراب مصر ان العسكر هدية من السماء وسبيلا دفعت به الحظوظ كي يعتلوا حكم مصر وانهم سيستخدمون العسكر لتحقيق اطماعهم غير ان العسكر كان لهم رأيا آخر وحديثا آخر ونوايا اخري خبيثه وقذره
واحسب الآن ان الامور باتت واضحه جليه ان العسكر استخدم الجميع لتحقيق اطماعه لاسترداد حكم مصر الذي اعتلاه منذ محمد علي
هناك تفاصيل كثيره تحتاج الي كتاب كبير لكني فقط اريد ان انتهي الي حقيقة غايه في الاهميه
ان العسكر قرر اجتثاث الاخوان واستئصال شأفتهم غير انه لم ينجح ولن ينجح وان الجماعه غير قابله للاستئصال
رغم انه اعتقل مايربو عن الستين الف وأصدر احكاما علي مايقرب من مائتين الف وقتل مايقترب من عشرة الاف وهاجر مايقرب من نصف مليون رجل وامرأه لكن الاخوان موجودون في مصر وخارج مصر فهناك ثمانون مقرا رسميا للاخوان في بلدان العالم و في ثمانين دوله وان عدد الذين ينتمون للجماعه حول العالم يفوق عددهم تعداد دوله كبيره
ان الاخوان هم ومن معهم من الاحرار الوحيدون الذين مازالوا علي قيد الحياه رمزا للمقاومه والجهاد والتضحيه والبذل والثبات .....هم الوحيدون الذين يتظاهرون مع احرار الوطن ضد الاستبداد والحكم الشمولي ...الآن هم الذين يدافعون عن الحريه والديمقراطيه وكرامة الناس الآن هم ألقوه الحيه الباقيه
بعد ان اختفت اصوات الجميع
لكن الانقلاب والعسكر ان كان قد نجح فلم ينجح في اجتثاث الاخوان وأني له ذلك ولكنه نجح في اجتثاث كل التيارات والاحزاب والنخبه الخائنه وجبهة الإنقاذ جميعها فهم الان فقدوا السمع والنطق ولا يمكنهم ان يرفعوا اصبع السبابه الا بأمر. انهم مقيدون في الأغلال في بيوتهم و داخل وطنهم ...انهم مسجونون في مصر وهم يتجولون بسياراتهم الحرام. .... انهم توقفوا عن الحديث عن كرامة المصريين التي طالما صدعوا بها رؤوسنا .... ان الخوف والرعب ملأ قلوبهم قبل عامة الناس ..... لقد فاضت شوارعنا رعبا وفزعا وقتلا واغتصابا وقبحا وهم يشاهدون ذلك كل يوم وعلي مرأي منهم لكنهم بالفعل تم اجتثاثهم احياء
انني اتحدي اي زعيم كان في جبهة الإنقاذ علي سبيل المثال ان يذهب الي المطار في رحلة خارج مصر الي اي بلد يختارها... هم متأكدون جميعا أنهن لا يستطعن فعل ذلك .... !!!!
لانهم ببساطه مسجونون