بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان
تغير دراماتيكي شديد تمر به المنطقة العربية بسرعة الصاروخ
فبعد حرب الخليج الأولى والثانية واستنزاف كامل المنطقة وسقوط العراق وتقسيمها طائفيا
يأتي تقدم حماس بالفوز بالانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة الفلسطينية وتطهير غزة
والحروب المتتالية مع الكيان الإسرائيلي والتي تثبت تطور المقاومة وجاهزيتها وقدرتها على الصمود وافتعال توازن الرعب إن توفر لها قليل إمكانيات
ثورات الربيع العربي والتي تثبت روح الشباب والأمل بالأمة ورفضها للظلم والطغيان وتبين رغبتها في التقدم والانجاز الحضاري الديمقراطي لنهضة ورقي شعوبها
ثورات مضادة قابضة على مؤسسات تلك الدول متشبثة باحتكارها وامتيازاتها وقبضتها الفولاذية على صنع القرار والتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية بل مع أعداء الأمة في كل دول العالم بدءا من إسرائيل وأميركا وروسيا مرورا بالاتحاد الأوروبي غير متناسية إيران
مستعينة في ثوراتها المضادة بوسائلها الحقيرة التي اعتمدت عليها سابقا لإدارة شئون البلاد لفترات لا تنتهي من الطائفية المقيتة والبلطجة وأطفال الشوارع والمخدرات ونشر الفاحشة في الأمة وانحدار التعليم وزيادة المرض والأذرع الإعلامية وغيرها من وسائل الترغيب والترهيب مع السياسيين والفنانين وشيوخ السلطان والإعلاميين.....
تنسيق عربي خليجي إسرائيلي أمريكي أوربي إيراني على أعلى مستوي لوأد ثورات الربيع العربي وما وصلت إليه من بداية جيدة في كل أماكن صنع القرار في تلك الدول
وعملوا لخنق القضية الفلسطينية بحصارها وربما بضرب غزة لا قدر الله مع تفريغ سيناء من أهلها
وفصل جنوب السودان عن شماله وتلاعب إثيوبيا في نهر النيل
وخلط الأوراق في ليبيا بالانحياز لحفتر الانقلابي
مع تواطؤ دولي وإقليمي بقيادة إيران على الثورة السورية
تغير دراماتيكي بتحالف علي صالح مع الحوثيين وتسليم اليمن لهم على طبق من ذهب مما أجبر بعضٍ من هذا التحالف الآثم على التفكير خارجه بعمل تحالف عسكري عربي إسلامي بقيادة السعودية لمواجهة الوضع اليمني الجديد وأيضا التفكير المختلف في دعم الثورات المضادة ولاسيما الانقلاب العسكري بمصر واظهر مدى قصر نظر السياسة العربية التي لا تنظر إلا أسفل أقدام ملوكها وأمرائها ورؤساؤها للحفاظ على كراسيهم وعروشهم فقط
التقارب السعودي القطري التركي الحمساوي مع القوى الإسلامية الفاعلة في المنطقة العربية وإن لم يظهر بشكل واضح حتى الآن ولم يختبر مدى جديته ولا صلابته ولا أبجادية مشروعه
تمدد إيراني خطير بالمنطقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين
استغلال المذهب الشيعي المتمدد في كثير من الأقطار العربية لتحقيق الإمبراطورية الفارسية
وأخيرا وليس آخرا الاتفاق النووي الدولي الإيراني والذي يقلب الموازين رأسا على عقب بعد عداء ظاهري لعهود طويلة وخطوط حمراء خافية لم يتخطاها أي من الجانبين فلم نكن نسمع أو نرى إلا صراعا علنيا بين إيران وأمريكا ولكن الضحية دائما عربي سني
فتنامي قوة إيران العسكرية والنووية والإقليمية والدولية كما وكيفا بالإضافة إلى رفع الحصار عنها ورفع تجميد أموالها مع تمدد أتباعها في الخليج وغيره
ولا يقل تأثير إيران المخابراتي والعسكري والسياسي والثقافي لتصل لمراكز صنع القرار والتحكم في بعض دول المنطقة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا.
ويبدوا أن اتفاقية سيكس بيكو والتي رسمت حدود الدول العربية سابقا عفا عليها الزمن
ولابد من تقسيم جديد للمنطقة وبهذا صرح من قبل الرئيس التركي رجب طيب أوردغان
وكذلك صرح مسئولون أمريكيون أن المنطقة على وشك اختفاء دولا عربية من على الخريطة
فماذا أنت فاعلون أيها العرب أيها المسلمون يا أهل السنة والجماعة؟؟؟
يتبع إن شاء الله بـ العرب في مهب الريح