بقلم: محمد ثابت

    عنوان مقال تم نشره الأربعاء الماضي في موقع متزن..وهو من أكثر العناوين الصادمة التي قرأتُها في حياتي كلها، وفيه .. وفي جملة واضحة .. سب للدين .. وإسناد إلى أم، المسبوب، الذي هو القاضي الذي يصدر اليوم الأحكام في مصر، والعنوان بوضوح هو:"دين أم سيادة القاضي"، وللحقيقة فإنني أعتذر، بداية، عن العنوان وعناوينِ اثنين سأتناولهما أيضاً هنا، وجميع هذه العناوين تم نشرها بأعلى مقالات خلال يوم واحد فقط، وعذري في "اعتذاري" إن ناقل الكفر ليس بكافر، كما قال الفقهاء رحمهم الله، فمن آسف كلمات العنوان السابق تدخل تحت هذه القاعدة الفقهية العبقرية السابقة، ثم يجب بيان أمر آخر هنا يلي الأخير أهمية .. فليس معنى إنني مع صاحب المقال في موقفه وموقعه المضاد تماماً من الإنقلاب.. قبولي بهذه اللغة المُفرطة في "تبني" لغة الطرف الآخر الإنقلابي .. وإنني لأتعمد تحسس الكلمات بدقة، فإن كان الطرف الآخر لا يبارى في "الفجر في الخصومة".. و"التمادي" في بذاءة الفعل قبل القول فماذا حينما "يجرنا" الإنقلابيون إلى "معسكرهم" فيما نملك .. وهو "الكلمة" اليوم؟ هل إذا استخدمنا نفس قاموسهم ننتصر للحق؟!                                        
  وماذا حينما يصدر الأمر عن أحد كبار الكُتّاب .. فماذا نترك للشباب الذين في نفس المعسكر إذن؟                                                         
    وإذا كُنّا ..سنقر هذه اللغة في مواقع لها بصمتها ..فماذا عن "مواقع" أخرى وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي؟                           
    وهل نضرب بهذه العناوين والكلمات مثلاً في "رقي" لغة الخطاب أم في أمر آخر؟                                                                       
     بمعنى إذا كنا نريد المقارنة بين مواقف قاضٍ برأ الرئيس المخلوع مبارك رغم جرائمه التي لن تنتهي في حق الوطن الذي دمره على مدار ثلاثين عاماً.. وقاضٍ آخر أحال أوراق اول رئيس منتخب في تاريخ مصر، وفق قواعد الديمقراطية المغلوطة التنفيذ الغربية، إلى المفتي تمهيداً لإصدار حكم بإعدامه قريباً، رغم عدم حكم الرجل لمصر إلا لسنة واحدة لم يتملك فيها من "مفاصل" الدولة، ولم يكن يحكم .. إذا شئنا الدقة من الأساس .. إذا كان هذا الفعل وذاك من قاض وآخر إجرامي .. فإن رددنا بمثل العنوان السابق فإننا باختصار نحاكي فعله لكن .. بما نملك من القول..              
     الثلاثاء الماضي نشر أحد المواقع الأخرى "المحترمة" بالفعل مقالاً لكاتب آخر يصف فيه مصر، وأعتذر قبل أن أسوق اسم المقال "بلد وسخة" .. ولا اعرف ما اسم هذا في عالم الكتابة؟ وما موقعه من أدبيات التعبير .. أو الامانة التي اقترنت بالكلمة؟                                                
    أما نفس الفترة الزمنية، 24 ساعة لا أكثر فقد حملتْ عنواناً أكثر حدة من السابق على الأقل، وإنني لأبالغ في الاعتذار عنه قبل سوقه.."عزيزي الثوري .. اما تزال تريد أن تأخذ فيها؟!" وبالطبع فإن المقصورد من الكلمة الأخيرة في العنوان "الثورة" لكن ماذا عن الدلالة "القافزة" إلى الأذهان فور قراءة الكلمة؟ وهل من المقبول أن نستعين بمثل هذه " الدلالات" في موقف مثل هذا؟ وإن كنا نريد الوصول إلى غرض سامٍ في "الحوار" مع الآخرين .. أو هكذا تكون ألفاظنا؟                                                       
      إنني أدق ناقوس خطر عبر العناوين الثلاثة الماضية للغة خطاب بدأتْ تتفشى في أدبياتنا .. وأرقبها منذ حين في حسرة.. من انحدار في التعبير لدى الصغار والكبار، فإذا اقترنتْ بحالة اليأس من وجود حل يعالج "الوضع البالغ التردي"..وبالتالي، لا قدر الله، استمرار المظالم الإنقلابية حيال المنحازين إلى الضمير في مصر والأمة، ولكن هل يعني هذا إننا أمام منحناً في التعبير اللفظي يُستخدم الدين فيه، وسبّه، من آسف، وتشبيه بلد نرجو أن يغلب الشرف عليه ..بما لا نريد إقراره، بل نقاومه كل حين، ونسعى إلى تغييره ما استطعنا؟!                                               
    بقي إن الخصومة لن تنسينا ولا ينبغي لها ان تنسينا إننا لسنا سواء في البضاعة مع الإنقلاب و"أبواقه" على أي مستوى من المستويات .. وإننا إذا فعلنا فلن "نطاولهم" عوضاً عن "تفريطنا" على الأقل في مبادئنا!